ارشيف من :آراء وتحليلات
مجرد كلمة: السنيورة وحساب الترشيح

كتب أمير قانصوه
من حق رئيس الحكومة فؤاد السنيورة كأي مواطن لبناني أن يترشح إلى الانتخابات النيابية ويختبر التجربة الديمقراطية استناداً الى القانون وليس استناداً الى رأي قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، ومن حقه أن يعزز حضوره الشخصي في المشهد السياسي الداخلي، حتى لا يسقط في لحظة ما من حسابات الفريق الذي وظفه ودعمه ورعاه لسنوات طويلة، فيحال الى التقاعد السياسي على غرار الكثير ممن حملهم هذا الفريق وجندهم في مشروعه، وقد وجدوا أنفسهم اليوم خارج المعادلة.
اذا كان ذلك من حق السنيورة، فمن حق اللبنانيين أن ينتقدوه، كما من حق الناخبين أن لا يصوّتوا له، فضلاً عن حق الصحافة ووسائل الإعلام أن تفتح حساباً له يبدأ من يوم عُين "وكيلاً" للمالية الى حين تبوئه رئاسة الحكومة مروراً بالأزمة الكبرى التي مرت بلبنان خلال الأعوام الثلاثة الماضية، والتي كان خلالها السنيورة مثالاً لرجل السياسة الذي لا يضع في حساباته غير فؤاد السنيورة حصراً..
يعلم السنيورة أنه من السياسيين غير الشعبيين في لبنان، ويلصق سبب تدني شعبيته هذه الى أنه كان وزيراً لحقيبة المالية غير الشعبية، وهذا صحيح، لكن السنيورة أضاف إلى مهامها الكثير من شخصيته، فهو طيلة تلك السنوات القاحلة تعامل مع موقعه كوزير من خلفية "المحاسب" التي عمل بها قبل أن يكون وزيراً، فضيق على الموازنات الاجتماعية إلى الحد الأدنى، وتلقف كل برامج الضرائب العالمية وسيلَها اموالاً من جيوب المكلفين إلى الخزينة ومنها الى البنوك خدمة للدين العام الذي تراكم حتى بلغ عتبة الخمسين ملياراً، وكان غالباً ما يلقى النقد والمواجهة من أقرب حلفائه على سلوكه هذا.
ويعلم السنيورة أن من دفعه الى الترشح ليفتح أبواب مدينة صيدا على مواجهة غير حكيمة هو نفسه الذي دفعه يوماً الى التمترس في السراي الحكومي في مواجهة مئات الآلاف من الذين اعترضوا عليه وعلى طريقة أدائه في الحكم.
وأهم ما يعلمه السنيورة أنه لو كان الرئيس رفيق الحريري حياً يخوض المعركة الانتخابية لما كان أتاح له فرصة أن يشطر عاصمة الجنوب الى نصفين، وهي المدينة التي واجهت بوحدتها الاحتلال الاسرائيلي، وواجهت بحكمتها كل أشكال الفتن ولم تنجر يوماً بجميع أهلها ومكوناتها الى ما يشتهيه هذا الفريق.
ستثبت صيدا في 7 حزيران/ يونيو المقبل أنها واحدة، وستثبت أنها عاصمة الجنوب وبوابته الى المقاومة.
الانتقاد/ العدد 1341 ـ 10 نيسان/ أبريل 2009
من حق رئيس الحكومة فؤاد السنيورة كأي مواطن لبناني أن يترشح إلى الانتخابات النيابية ويختبر التجربة الديمقراطية استناداً الى القانون وليس استناداً الى رأي قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، ومن حقه أن يعزز حضوره الشخصي في المشهد السياسي الداخلي، حتى لا يسقط في لحظة ما من حسابات الفريق الذي وظفه ودعمه ورعاه لسنوات طويلة، فيحال الى التقاعد السياسي على غرار الكثير ممن حملهم هذا الفريق وجندهم في مشروعه، وقد وجدوا أنفسهم اليوم خارج المعادلة.
اذا كان ذلك من حق السنيورة، فمن حق اللبنانيين أن ينتقدوه، كما من حق الناخبين أن لا يصوّتوا له، فضلاً عن حق الصحافة ووسائل الإعلام أن تفتح حساباً له يبدأ من يوم عُين "وكيلاً" للمالية الى حين تبوئه رئاسة الحكومة مروراً بالأزمة الكبرى التي مرت بلبنان خلال الأعوام الثلاثة الماضية، والتي كان خلالها السنيورة مثالاً لرجل السياسة الذي لا يضع في حساباته غير فؤاد السنيورة حصراً..
يعلم السنيورة أنه من السياسيين غير الشعبيين في لبنان، ويلصق سبب تدني شعبيته هذه الى أنه كان وزيراً لحقيبة المالية غير الشعبية، وهذا صحيح، لكن السنيورة أضاف إلى مهامها الكثير من شخصيته، فهو طيلة تلك السنوات القاحلة تعامل مع موقعه كوزير من خلفية "المحاسب" التي عمل بها قبل أن يكون وزيراً، فضيق على الموازنات الاجتماعية إلى الحد الأدنى، وتلقف كل برامج الضرائب العالمية وسيلَها اموالاً من جيوب المكلفين إلى الخزينة ومنها الى البنوك خدمة للدين العام الذي تراكم حتى بلغ عتبة الخمسين ملياراً، وكان غالباً ما يلقى النقد والمواجهة من أقرب حلفائه على سلوكه هذا.
ويعلم السنيورة أن من دفعه الى الترشح ليفتح أبواب مدينة صيدا على مواجهة غير حكيمة هو نفسه الذي دفعه يوماً الى التمترس في السراي الحكومي في مواجهة مئات الآلاف من الذين اعترضوا عليه وعلى طريقة أدائه في الحكم.
وأهم ما يعلمه السنيورة أنه لو كان الرئيس رفيق الحريري حياً يخوض المعركة الانتخابية لما كان أتاح له فرصة أن يشطر عاصمة الجنوب الى نصفين، وهي المدينة التي واجهت بوحدتها الاحتلال الاسرائيلي، وواجهت بحكمتها كل أشكال الفتن ولم تنجر يوماً بجميع أهلها ومكوناتها الى ما يشتهيه هذا الفريق.
ستثبت صيدا في 7 حزيران/ يونيو المقبل أنها واحدة، وستثبت أنها عاصمة الجنوب وبوابته الى المقاومة.
الانتقاد/ العدد 1341 ـ 10 نيسان/ أبريل 2009