ارشيف من :أخبار لبنانية
إسرائيل تصب الزيت على النار: النزاع بين مصر و«حزب الله» جيد

كتب محرر الشؤون الإسرائيلية:
كسر الرئيس شمعون بيريز حاجز الصمت الرسمي الإسرائيلي بإعلانه أن مصر وحزب الله «يتنازعان من دوننا. وهذا جيد». وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد أسهبت في التعامل مع النزاع بين مصر وحزب الله وأفرطت في تحليل أبعاده و»كشف تفاصيله» والتهليل لآثاره. بل أن صحيفة «يديعوت أحرنوت» ذهبت حد الانفراد بإعلان أن أحد أهداف العمل السري هو اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك.
وقال بيريز بعد زيارته بيت المرشد الروحي لحركة شاس الحاخام عوفاديا يوسف أنه «آجلا أم عاجلا سيكتشف العالم أن لإيران مطامح بالسيطرة على الشرق الأوسط وأن لها مطامع كولونيالية. فالصدام بين الشرق الأوسط العربي ـ السني مع الأقلية الإيرانية الساعية للسيطرة عليه، أمر محتوم».
وأشار العديد من المعلقين والباحثين الإسرائيليين إلى أن المواجهة القائمة بين السلطات المصرية وحزب الله تخدم إسرائيل. وكتب آفي يسخاروف وعاموس هارئيل في «هآرتس» تحت عنوان «اثنان يتنازعان، اسرائيل تبتسم» إنه «يمكن لاسرائيل ان تنظر الى ما يجري بين مصر وحزب الله ببعض الرضى، رغم الحرص على الحفاظ حاليا على درجة اهتمام متدنية بالمواجهة. الوقاحة وعمق التغلغل الذي قام به حزب الله الى قلب مصر، في الدولة التي تقف امام صراع خلافة قريبة في قيادتها، لا يدع مجالا للشك في نوايا ايران. من ناحية اسرائيل، هذه انباء طيبة - كفيلة بأن تشدد التنسيق الامني مع مصر ضد تهريب السلاح الى القطاع وربما ايضا تملي تواصل الموقف البارد الذي تبديه القاهرة تجاه غزة».
كما أن الخبير في شؤون الشرق الاوسط البروفيسور ايال زيسر كتب في «إسرائيل اليوم» إن «مفاجأة كانت بانتظار كل من قرأ الصحف المصرية مؤخرا. فقد احتل زعيم حزب الله, حسن نصر الله مكان افيغدور ليبرمان كالرجل الشرير للشرق الاوسط، ومن يشكل الخطر الحقيقي على امن مصر وسلامة المنطقة». وفي نظره فإن القلق المصري من حزب الله يعود أصلا للقلق من الإيرانيين. «فمن يساعد حماس في غزة ضد اسرائيل يمكنه ان يساعد في المستقبل منظمة الاخوان المسلمين، التي تكافح من الداخل ضد مصر الخاضعة لحكم حسني مبارك».
وسعى هذا المستشرق إلى صب الزيت على الخلاف فكتب أن «مصر مبارك هي دولة غارقة في مشاكلها الداخلية، وبالاساس في مسألة خلافة الحكم في عهد ما بعد مبارك. اما ايران في المقابل، فتعتبر قوة صاعدة، مسموح لها ولفروعها عمل كل ما يروق لهم.
وعلى ذلك يشهد خطاب الرد لنصر الله على اتهامات القاهرة، والذي شهد اكثر من اي شيء اخر على الوقاحة، الثقة بالنفس والتصميم على عدم انزال الرأس في ضوء الاتهامات من القاهرة. نصر الله وجد نفسه على بؤرة استهداف القاهرة، ولكن من يتصرف كجهة ضعيفة وعديمة الثقة بالنفس في هذه المواجهة هم بالذات المصريون. وفي هذه الاثناء فان الرابحين الوحيدين من الصراع الجديد الذي يمزق العالم العربي الى إرب هم الايرانيون، الذين يواصلون الضحك كل الطريق نحو استمرار تطوير برامجهم النووية».
ونقلت «يديعوت» عن نائب رئيس معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب إفرايم كام قوله أن «مصر تواجه ثلاث مشاكل: الإخوان المسلمين, بؤر القاعدة في سيناء, والتدخل الإيراني للمساس بالنظام المصري». وأوضح أن مصر عانت من موجة إرهاب إسلامية في مطلع التسعينيات وهي تخشى من عودتها لذلك تبذل جهدا كبيرا لمنع حدوث ذلك.
ومع ذلك يشدد كام على أن الرابح من المواجهة بين مصر وحزب الله هي إسرائيل. «فالبشرى الأقل خيرا لإسرائيل من اكتشاف بنية حزب الله هي أن هذه المنظمة تفعل ما في وسعها من أجل تعزيز حماس والمساس بأهداف إسرائيلية, ولكن الأنباء الأفضل هي أن مصر تخرج علنا ضد حزب الله وإيران. وهذه ظاهرة نربح منها, بشكل غير مباشر, بقدر ما تتواصل». وخلص كام إلى أن «الدولة العربية القائدة تخرج, عمليا, علنا ضد أعمال تضر بنا. وهذا يعني أن هناك حوارا غير مباشر بيننا وبين مصر يتعامل مع ثلاثة أعداء مشتركين: إيران, حزب الله وحماس».
وأكدت مصادر أمنية إسرائيلية, وفق «معاريف» أنها اطلعت من السلطات المصرية على المعلومات بشأن اكتشاف خلية حزب الله, لكنها رفضت تأكيد أو نفي أن الخلية كانت تنوي الثأر لاغتيال الشهيد عماد مغنية. وأشارت الصحيفة إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تفضل هذه الأيام التزام الصمت بشأن النزاع بين مصر وحزب الله. ونقلت عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله: «إذا وصل المصريون للفهم حول حزب الله من دوننا, فيجب علينا أن نسكت». وأضاف مصدر آخر أن «الأمر يتعلق بفترة بالغة الحساسية بالنسبة لمصر, خاصة أن الحديث يدور حول استقرار النظام المصري, حالة مبارك والرجل الذي سيخلفه. فالبنية الإرهابية لحزب الله لا تنتهي فقط بضرب أهداف وإنما بالعلاقة مع الإخوان المسلمين الذين يهددون نظام مبارك».
وتنصلت مصادر إسرائيلية من أية صلة باكتشاف خلية حزب الله وقالت لـ»معاريف» إنه «ينبغي فهم أن هذا اكتشافهم. ونحن نطلع على المجريات في إطار علاقاتنا معهم. والآثار نلحظها على الأرض, مثل مستوى نشاطهم الميداني. ضبط مليوني دولار في المعبر, الأسلحة, ورش انتاج أسلحة وأنفاق. هذه بداية ميل إيجابي».
وأشار عاموس هارئيل وأفي يسخاروف في «هآرتس» إلى أن «البيان الرسمي من القاهرة حول الكشف عن شبكة حزب الله التي جمعت المعلومات وخططت لتنفيذ عمليات في مصر هو استمرار مباشر لمنشورات اخيرة عن قصف سلاح الجو في السودان، والذي كان موجها ضد قوافل السلاح الايرانية في الطريق الى قطاع غزة. كل هذه التطورات يجب أن ينظر اليها على خلفية مواجهة اكبر تجري الان، اسرائيل ليست بالضرورة اللاعب المركزي فيها. يدور الحديث عن معركة الصد التي تديرها مصر ضد التآمر الايراني في المنطقة، معركة في ضوء التصعيد مستعدة القاهرة لان تخرج عن عادتها وان تساعد بقدر ما المساعي الاسرائيلية ضد تسلح حماس في القطاع».
واعتبر الكاتبان أن « القاهرة ترى في خطوات حزب الله، بتوجيه ايراني واضح، اعلان حرب تقريبا. فقبل نحو سنة إدعى الرئيس المصري حسني مبارك بان ايران اقامت في ساحته الخلفية جمهورية اسلامية (حكم حماس في القطاع) وتصريحاته اشتدت فقط منذئذ ولا سيما مع الهجوم المباشر من نصرالله على مبارك في اثناء حملة «الرصاص المسكوب» في القطاع. ولاحظا أن «المعسكرات الصقرية» في الجانبين لم تعد تكتفي باعلان العداء وانتقلت الى الافعال: طهران بالتآمر، القاهرة بالصد والاعتقالات. المفارقة، وليس بالضرورة الصدفة، تجعل القاهرة تنشر اتهاماتها بالذات في الوقت الذي تعلن فيه ادارة اوباما عن نية الولايات المتحدة الشروع قريبا في حوار مع ايران». وأوضحا أن إسرائيل تلحظ في الأشهر الأخيرة جهدا مصريا أكبر ضد تهريب الأسلحة لقطاع غزة ولهذا فإن الكشف عن خلية حزب الله «يعطي النظام الشرعية لخطوات اشد، من ناحية الرأي العام المصري. لو كان الحديث يدور عن منع تهريب سلاح الى غزة، لمساعدة اسرائيل، لكان اصعب اقناع الجمهور المصري بالحاحية المشكلة. في الحالة الحالية، لن تكون مفاجأة كبرى اذا تبين أن اسرائيل ايضا ساعدت استخباريا في الكشف المصري للشبكة».
وقد نقل المختص بالشؤون العربية في «هآرتس» تسفي بارئيل عن «مصادر مصرية» أن نشر أمر الخلية جاء «على خلفية الانتقادات التي صدرت ضد مصر وخلاصتها ان القاهرة قد تعاونت مع اسرائيل في الهجوم المنسوب لاسرائيل على السودان ولم تحذر من الهجمة الجوية». واعتبر أن الكشف «هذه المرة رسالة علنية مدوية موجهة للادارة الاميركية ولاسرائيل واكثر من ذلك لخصومها في الشرق الاوسط، ومفادها ان مصر تتعامل بجدية مع التزاماتها بمنع تهريبات السلاح من اراضيها الى غزة وانها لن تسمح بالمس بسيادتها وامنها باسم تقديم المساعدة للفلسطينيين». وأشار إلى أن الكشف موجه أيضا نحو سوريا وإيران.
وكتب بارئيل أن «توجيه التهمة المباشرة لنصر الله ومفادها انه شخصيا امر بتجنيد النشطاء في مصر، الى جانب نشر تفاصيل النشطاء ونواياهم التي تتضمن ضرب اهداف مصرية تهدف الى صد الانتقادات الشديدة التي صدرت عن نصر الله ضد مصر خلال عملية «الرصاص المسكوب»، والتي اشارت إلى أن القاهرة تتعاون مع اسرائيل ضد الفلسطينيين. يبدو انه مثلما استخدمت السلطات المصرية وسائل الاعلام المصرية ضد حماس ها هي تجيرها في هذه المرة لزعزعة مكانة حزب الله الشعبية كمدافع عن الفلسطينيين».
وقد انفردت «يديعوت أحرنوت» يوم أمس بنشر نبأ اتهام مصر لإيران بتدبير محاولة اغتيال للرئيس المصري. ونقلت عن «مصدر رفيع المستوى في القاهرة» اتهامه ايران بالاستعداد، تمويل، تجنيد مقاتلين وتأهيلهم لتصفية الرئيس المصري حسني مبارك. وحسب المصدر الامني في القاهرة، فانه في 9 كانون الثاني، في ذروة الحرب في غزة، خصص قادة «الحرس الثوري» مبلغ مليون دولار نقدا لمن يغتال الرئيس مبارك. «قادة النظام في طهران لم يرغبوا في ان تكون بصماتهم على هذا العمل ولهذا فقد نقلوا المليون دولار الى مجموعة ايرانية اخذت على عاتقها مسؤولية العملية».
المهمة لم تخرج الى حيز التنفيذ وذلك بعد أن اطلقت المخابرات المصرية اشارة سرية الى طهران: اكتشفنا المؤامرة وسنوثق الاستعدادات الامنية لسد طريق المتطوعين.
المصدر: صحيفة السفير اللبنانية
كسر الرئيس شمعون بيريز حاجز الصمت الرسمي الإسرائيلي بإعلانه أن مصر وحزب الله «يتنازعان من دوننا. وهذا جيد». وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد أسهبت في التعامل مع النزاع بين مصر وحزب الله وأفرطت في تحليل أبعاده و»كشف تفاصيله» والتهليل لآثاره. بل أن صحيفة «يديعوت أحرنوت» ذهبت حد الانفراد بإعلان أن أحد أهداف العمل السري هو اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك.
وقال بيريز بعد زيارته بيت المرشد الروحي لحركة شاس الحاخام عوفاديا يوسف أنه «آجلا أم عاجلا سيكتشف العالم أن لإيران مطامح بالسيطرة على الشرق الأوسط وأن لها مطامع كولونيالية. فالصدام بين الشرق الأوسط العربي ـ السني مع الأقلية الإيرانية الساعية للسيطرة عليه، أمر محتوم».
وأشار العديد من المعلقين والباحثين الإسرائيليين إلى أن المواجهة القائمة بين السلطات المصرية وحزب الله تخدم إسرائيل. وكتب آفي يسخاروف وعاموس هارئيل في «هآرتس» تحت عنوان «اثنان يتنازعان، اسرائيل تبتسم» إنه «يمكن لاسرائيل ان تنظر الى ما يجري بين مصر وحزب الله ببعض الرضى، رغم الحرص على الحفاظ حاليا على درجة اهتمام متدنية بالمواجهة. الوقاحة وعمق التغلغل الذي قام به حزب الله الى قلب مصر، في الدولة التي تقف امام صراع خلافة قريبة في قيادتها، لا يدع مجالا للشك في نوايا ايران. من ناحية اسرائيل، هذه انباء طيبة - كفيلة بأن تشدد التنسيق الامني مع مصر ضد تهريب السلاح الى القطاع وربما ايضا تملي تواصل الموقف البارد الذي تبديه القاهرة تجاه غزة».
كما أن الخبير في شؤون الشرق الاوسط البروفيسور ايال زيسر كتب في «إسرائيل اليوم» إن «مفاجأة كانت بانتظار كل من قرأ الصحف المصرية مؤخرا. فقد احتل زعيم حزب الله, حسن نصر الله مكان افيغدور ليبرمان كالرجل الشرير للشرق الاوسط، ومن يشكل الخطر الحقيقي على امن مصر وسلامة المنطقة». وفي نظره فإن القلق المصري من حزب الله يعود أصلا للقلق من الإيرانيين. «فمن يساعد حماس في غزة ضد اسرائيل يمكنه ان يساعد في المستقبل منظمة الاخوان المسلمين، التي تكافح من الداخل ضد مصر الخاضعة لحكم حسني مبارك».
وسعى هذا المستشرق إلى صب الزيت على الخلاف فكتب أن «مصر مبارك هي دولة غارقة في مشاكلها الداخلية، وبالاساس في مسألة خلافة الحكم في عهد ما بعد مبارك. اما ايران في المقابل، فتعتبر قوة صاعدة، مسموح لها ولفروعها عمل كل ما يروق لهم.
وعلى ذلك يشهد خطاب الرد لنصر الله على اتهامات القاهرة، والذي شهد اكثر من اي شيء اخر على الوقاحة، الثقة بالنفس والتصميم على عدم انزال الرأس في ضوء الاتهامات من القاهرة. نصر الله وجد نفسه على بؤرة استهداف القاهرة، ولكن من يتصرف كجهة ضعيفة وعديمة الثقة بالنفس في هذه المواجهة هم بالذات المصريون. وفي هذه الاثناء فان الرابحين الوحيدين من الصراع الجديد الذي يمزق العالم العربي الى إرب هم الايرانيون، الذين يواصلون الضحك كل الطريق نحو استمرار تطوير برامجهم النووية».
ونقلت «يديعوت» عن نائب رئيس معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب إفرايم كام قوله أن «مصر تواجه ثلاث مشاكل: الإخوان المسلمين, بؤر القاعدة في سيناء, والتدخل الإيراني للمساس بالنظام المصري». وأوضح أن مصر عانت من موجة إرهاب إسلامية في مطلع التسعينيات وهي تخشى من عودتها لذلك تبذل جهدا كبيرا لمنع حدوث ذلك.
ومع ذلك يشدد كام على أن الرابح من المواجهة بين مصر وحزب الله هي إسرائيل. «فالبشرى الأقل خيرا لإسرائيل من اكتشاف بنية حزب الله هي أن هذه المنظمة تفعل ما في وسعها من أجل تعزيز حماس والمساس بأهداف إسرائيلية, ولكن الأنباء الأفضل هي أن مصر تخرج علنا ضد حزب الله وإيران. وهذه ظاهرة نربح منها, بشكل غير مباشر, بقدر ما تتواصل». وخلص كام إلى أن «الدولة العربية القائدة تخرج, عمليا, علنا ضد أعمال تضر بنا. وهذا يعني أن هناك حوارا غير مباشر بيننا وبين مصر يتعامل مع ثلاثة أعداء مشتركين: إيران, حزب الله وحماس».
وأكدت مصادر أمنية إسرائيلية, وفق «معاريف» أنها اطلعت من السلطات المصرية على المعلومات بشأن اكتشاف خلية حزب الله, لكنها رفضت تأكيد أو نفي أن الخلية كانت تنوي الثأر لاغتيال الشهيد عماد مغنية. وأشارت الصحيفة إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تفضل هذه الأيام التزام الصمت بشأن النزاع بين مصر وحزب الله. ونقلت عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله: «إذا وصل المصريون للفهم حول حزب الله من دوننا, فيجب علينا أن نسكت». وأضاف مصدر آخر أن «الأمر يتعلق بفترة بالغة الحساسية بالنسبة لمصر, خاصة أن الحديث يدور حول استقرار النظام المصري, حالة مبارك والرجل الذي سيخلفه. فالبنية الإرهابية لحزب الله لا تنتهي فقط بضرب أهداف وإنما بالعلاقة مع الإخوان المسلمين الذين يهددون نظام مبارك».
وتنصلت مصادر إسرائيلية من أية صلة باكتشاف خلية حزب الله وقالت لـ»معاريف» إنه «ينبغي فهم أن هذا اكتشافهم. ونحن نطلع على المجريات في إطار علاقاتنا معهم. والآثار نلحظها على الأرض, مثل مستوى نشاطهم الميداني. ضبط مليوني دولار في المعبر, الأسلحة, ورش انتاج أسلحة وأنفاق. هذه بداية ميل إيجابي».
وأشار عاموس هارئيل وأفي يسخاروف في «هآرتس» إلى أن «البيان الرسمي من القاهرة حول الكشف عن شبكة حزب الله التي جمعت المعلومات وخططت لتنفيذ عمليات في مصر هو استمرار مباشر لمنشورات اخيرة عن قصف سلاح الجو في السودان، والذي كان موجها ضد قوافل السلاح الايرانية في الطريق الى قطاع غزة. كل هذه التطورات يجب أن ينظر اليها على خلفية مواجهة اكبر تجري الان، اسرائيل ليست بالضرورة اللاعب المركزي فيها. يدور الحديث عن معركة الصد التي تديرها مصر ضد التآمر الايراني في المنطقة، معركة في ضوء التصعيد مستعدة القاهرة لان تخرج عن عادتها وان تساعد بقدر ما المساعي الاسرائيلية ضد تسلح حماس في القطاع».
واعتبر الكاتبان أن « القاهرة ترى في خطوات حزب الله، بتوجيه ايراني واضح، اعلان حرب تقريبا. فقبل نحو سنة إدعى الرئيس المصري حسني مبارك بان ايران اقامت في ساحته الخلفية جمهورية اسلامية (حكم حماس في القطاع) وتصريحاته اشتدت فقط منذئذ ولا سيما مع الهجوم المباشر من نصرالله على مبارك في اثناء حملة «الرصاص المسكوب» في القطاع. ولاحظا أن «المعسكرات الصقرية» في الجانبين لم تعد تكتفي باعلان العداء وانتقلت الى الافعال: طهران بالتآمر، القاهرة بالصد والاعتقالات. المفارقة، وليس بالضرورة الصدفة، تجعل القاهرة تنشر اتهاماتها بالذات في الوقت الذي تعلن فيه ادارة اوباما عن نية الولايات المتحدة الشروع قريبا في حوار مع ايران». وأوضحا أن إسرائيل تلحظ في الأشهر الأخيرة جهدا مصريا أكبر ضد تهريب الأسلحة لقطاع غزة ولهذا فإن الكشف عن خلية حزب الله «يعطي النظام الشرعية لخطوات اشد، من ناحية الرأي العام المصري. لو كان الحديث يدور عن منع تهريب سلاح الى غزة، لمساعدة اسرائيل، لكان اصعب اقناع الجمهور المصري بالحاحية المشكلة. في الحالة الحالية، لن تكون مفاجأة كبرى اذا تبين أن اسرائيل ايضا ساعدت استخباريا في الكشف المصري للشبكة».
وقد نقل المختص بالشؤون العربية في «هآرتس» تسفي بارئيل عن «مصادر مصرية» أن نشر أمر الخلية جاء «على خلفية الانتقادات التي صدرت ضد مصر وخلاصتها ان القاهرة قد تعاونت مع اسرائيل في الهجوم المنسوب لاسرائيل على السودان ولم تحذر من الهجمة الجوية». واعتبر أن الكشف «هذه المرة رسالة علنية مدوية موجهة للادارة الاميركية ولاسرائيل واكثر من ذلك لخصومها في الشرق الاوسط، ومفادها ان مصر تتعامل بجدية مع التزاماتها بمنع تهريبات السلاح من اراضيها الى غزة وانها لن تسمح بالمس بسيادتها وامنها باسم تقديم المساعدة للفلسطينيين». وأشار إلى أن الكشف موجه أيضا نحو سوريا وإيران.
وكتب بارئيل أن «توجيه التهمة المباشرة لنصر الله ومفادها انه شخصيا امر بتجنيد النشطاء في مصر، الى جانب نشر تفاصيل النشطاء ونواياهم التي تتضمن ضرب اهداف مصرية تهدف الى صد الانتقادات الشديدة التي صدرت عن نصر الله ضد مصر خلال عملية «الرصاص المسكوب»، والتي اشارت إلى أن القاهرة تتعاون مع اسرائيل ضد الفلسطينيين. يبدو انه مثلما استخدمت السلطات المصرية وسائل الاعلام المصرية ضد حماس ها هي تجيرها في هذه المرة لزعزعة مكانة حزب الله الشعبية كمدافع عن الفلسطينيين».
وقد انفردت «يديعوت أحرنوت» يوم أمس بنشر نبأ اتهام مصر لإيران بتدبير محاولة اغتيال للرئيس المصري. ونقلت عن «مصدر رفيع المستوى في القاهرة» اتهامه ايران بالاستعداد، تمويل، تجنيد مقاتلين وتأهيلهم لتصفية الرئيس المصري حسني مبارك. وحسب المصدر الامني في القاهرة، فانه في 9 كانون الثاني، في ذروة الحرب في غزة، خصص قادة «الحرس الثوري» مبلغ مليون دولار نقدا لمن يغتال الرئيس مبارك. «قادة النظام في طهران لم يرغبوا في ان تكون بصماتهم على هذا العمل ولهذا فقد نقلوا المليون دولار الى مجموعة ايرانية اخذت على عاتقها مسؤولية العملية».
المهمة لم تخرج الى حيز التنفيذ وذلك بعد أن اطلقت المخابرات المصرية اشارة سرية الى طهران: اكتشفنا المؤامرة وسنوثق الاستعدادات الامنية لسد طريق المتطوعين.
المصدر: صحيفة السفير اللبنانية