قال مصدر لبناني معارض إن الحملة المصرية ضد حزب الله تأتي عن سابق تصور وتصميم لضرب مصداقية الحزب التي بدأت تتطور في لبنان ولدى شعوب الدول العربية، حتى في الداخل الاسرائيلي، مذكِّرا، في حديث إلى صحيفة "الديار" اليوم الجمعة، بأن المستوطنين يصدقون بنسبة كبيرة ما يصرح به الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله في المناسبات التي تخصه ويأخذ كلامه عادة على محمل الجد.
واضاف المصدر ان "ضرب المصداقية هذه يهدف ايضا الى زعزعة قوة حزب الله، ما يخدم فريق الموالاة، خصوصا وان لبنان على عتبة الانتخابات النيابية والتي يخشى ان تصبح الاقلية فيها اكثرية فتحكم وتقلب المعادلة".
وتابع المصدر "تحاول مصر ان ترد للحزب "صفعة" اتهامها بالعمالة، وعدم تعاطفها مع الفلسطينيين خلال شن اسرائيل لحربها على قطاع غزة واقفالها لمعبر رفح امامهم، في نوع من مشاركتها للدول الحليفة لاسرائيل في اطباق الحصار على الفلسطينيين في القطاع وقطع اية مساعدات تموينية وغذائية وحتى عسكرية عنهم". وفيما يلفت الى انه في حين كان المطلوب التهدئة الاعلامية الداخلية من اجل تمرير استحقاق الانتخابات النيابية "على خير وسلامة"، يضيف "يبدو ان فريق الموالاة قد قرر "تفجير" الوضع الداخلي من الخارج"، متوقعاً ان يتكون الاتهامات المصرية لحزب الله "اول الغيث اذ يتوقع قيامه بمحاولات اخرى".
ويشدد المصدر على أن الموالين للحزب "لن يغيّروا رأيهم فيه بناء على اتهامات مماثلة، ولا المناصرين ولا الحلفاء"، مؤكداً ان بعض قادة الحزب اصبحوا اليوم "اقوى من اي يوم مضى، كما ان مثل هذه الاتهامات تعزز دور الحزب وحضوره في لبنان والمنطقة".
اضاف "لعل هذا الشق الانساني الذي لم يظهر من مصر والاردن خلال حصار غزة، من شأنه ان يقوّي حضور حزب الله في لبنان والمنطقة، نظراً لتعاطف الشعوب العربية مع افكاره واهدافه السامية، ولفهمها مدى بعده عن ان يكون "ارهابياً" او ان يقوم بعمليات عدائية تطال الشعوب المقهورة في العالم، ومن بينها الشعب المصري الذي لا يعيش افضل حقبة في تاريخه".
واكد المصدر نفسه أن أهداف حزب الله "واضحة وهو يعلنها في كل مناسبة وليس لديه اي مخططات مستقبلية مخفية او غير معلنة، لهذا فغالبا ما يقوم قادته كما قادة المعارضة بتوضيح كل ما هو ملتبس على الشعب، وكل ما تتهم به المعارضة من الفريق الآخر".