ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: "بو" في البيت الأبيض

كتب محمد يونس
ولله في خلقه شؤون.. فقد حبس الأميركيون أنفاسهم منذ انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، أي طوال ستة أشهر، ولم يفرجها لهم إلا الكلب الأسود الهجين "بو" نهار الأحد الماضي 12/4/2009، عندما أعلنت عائلة الرئيس أنها قد اختارت الكلب الذي سينضم إليها للسكن في البيت الأبيض، وأنها أسمته "بو".
"بو" هذا حظي بضجة إعلامية غير مسبوقة في وسائل الإعلام الأميركية وحتى العالمية، حيث تزاحم مع الكثير من الأخبار الأخرى كالأحوال الأمنية في العراق وأفغانستان، أو المشاكل السياسة في جورجيا، أو أخبار أسعار النفط والأسهم، لا لشيء إلا لأنه قد أصبح العضو رقم خمسة في العائلة الأولى في الولايات المتحدة الأميركية، أو الكلب الأول إذا ما أردنا إلحاقه بأبناء جنسه.
وقد ألقى أوباما خطابا رئاسيا حماسيا أثناء تقديمه لوسائل الإعلام، أسبغ فيه على الكلب الكثير من الكلام الجميل والمديح، إلى حد وضعه في منزلة الشبه منه، فالكلب "يشبهني إلى حد كبير، فهو هجين مثلي، ولا يتمتع بأصالة العرق الأميركي". وقد حرص جميع من كان له يد في هذا الاحتفال على إظهار الوجه الحضاري والإنساني للثقافة الأميركية ـ إذا صح أن يقال ثقافة أميركية ـ وكأن الإنسانية الأميركية لا تظهر إلا في الكلاب.
لا يا سيد البيت الأبيض، إن ألف ألف "بو"، كذلك الذي حملته بين ذراعيك، لن يتمكنوا من تغطية حقيقتكم المروعة بأنكم وحوش امتهنتم فنون الإجرام بحق غيركم، ومعاملتكم "الإنسانية" لهذا المخلوق الذي لا ناقة له ولا جمل لن تخفي تكالبكم على سائر بني البشر.
الانتقاد/ العدد 1342 ـ 17 نيسان/ أبريل 2009
ولله في خلقه شؤون.. فقد حبس الأميركيون أنفاسهم منذ انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، أي طوال ستة أشهر، ولم يفرجها لهم إلا الكلب الأسود الهجين "بو" نهار الأحد الماضي 12/4/2009، عندما أعلنت عائلة الرئيس أنها قد اختارت الكلب الذي سينضم إليها للسكن في البيت الأبيض، وأنها أسمته "بو".
"بو" هذا حظي بضجة إعلامية غير مسبوقة في وسائل الإعلام الأميركية وحتى العالمية، حيث تزاحم مع الكثير من الأخبار الأخرى كالأحوال الأمنية في العراق وأفغانستان، أو المشاكل السياسة في جورجيا، أو أخبار أسعار النفط والأسهم، لا لشيء إلا لأنه قد أصبح العضو رقم خمسة في العائلة الأولى في الولايات المتحدة الأميركية، أو الكلب الأول إذا ما أردنا إلحاقه بأبناء جنسه.
وقد ألقى أوباما خطابا رئاسيا حماسيا أثناء تقديمه لوسائل الإعلام، أسبغ فيه على الكلب الكثير من الكلام الجميل والمديح، إلى حد وضعه في منزلة الشبه منه، فالكلب "يشبهني إلى حد كبير، فهو هجين مثلي، ولا يتمتع بأصالة العرق الأميركي". وقد حرص جميع من كان له يد في هذا الاحتفال على إظهار الوجه الحضاري والإنساني للثقافة الأميركية ـ إذا صح أن يقال ثقافة أميركية ـ وكأن الإنسانية الأميركية لا تظهر إلا في الكلاب.
لا يا سيد البيت الأبيض، إن ألف ألف "بو"، كذلك الذي حملته بين ذراعيك، لن يتمكنوا من تغطية حقيقتكم المروعة بأنكم وحوش امتهنتم فنون الإجرام بحق غيركم، ومعاملتكم "الإنسانية" لهذا المخلوق الذي لا ناقة له ولا جمل لن تخفي تكالبكم على سائر بني البشر.
الانتقاد/ العدد 1342 ـ 17 نيسان/ أبريل 2009