ارشيف من :آراء وتحليلات

نقطة حبر: عن الاتهامات الموجهة لحزب الله

نقطة حبر: عن الاتهامات الموجهة لحزب الله
كتب حسن نعيم
ليست التهم الموجهة الى حزب الله من قبل النظام المصري سوى أوسمة يضعها النظام المصري ـ دون أن يدري ـ على صدر هذا الحزب الذي يشهد له العدو قبل الصديق بعمق عدائه للكيان الصهيوني وتبنيه لقضايا أمته وشعبه.
يبدو القول الآنف من قبيل تكرار المكرر من الكلام, غير أن حملة النظام المصري في هجمته الأمنية والإعلامية الأخيرة على حزب الله، أظهرت أنه يحتاج الى مراس أكبر في أساليب الدعاية  كي يتمكن من خدمة أسياده بأساليب وطرق لا يغلب عليها التسطيح والمباشرة الى هذا الحد.
أما ما نشهده من حوارات إعلامية على القنوات الفضائية بين متحاورين يتبنى كل منهم وجهة نظر فريق، محاولاً دحض أفكار واتهامات الفريق الآخر، فهي لدى الكثيرين أشبه بثرثرات على الهواء ليقطع بها المشاهدون سهرات أيامهم الخالية من الانتصارات، لأن الكل يعرف الكل. الشارع المصري والعربي يعرف تماماً أين يقف حزب الله، وأين يقع النظام المصري من قضية الصراع العربي الإسرائيلي.
لا يخجل النظام المصري من خنق الشعب الفلسطيني في غزة, بل يريد أن يتخذ من موقفه المعادي لحرية وكرامة الشعب الفلسطيني منصةً للحديث مع أسياده الأميركيين والاسرائيليين. غير أن حسابات الحقل لم توافق حسابات بيدر المدعي العام المصري، فوقائع التحقيق أثبتت أن سامي شهاب وأخوانه كانوا يحاولون تهريب الغذاء والسلاح لأخوانهم الفلسطينيين، الأمر الذي أكدته كلمة سماحة السيد نصر الله على شاشة المنار، بل وفاخر به.
 أبواق النظام المصري التي تعرف مسبقاً البعد الحقيقي لهذه الحملة رأت في اعتزاز السيد بهذه التهمة, اعترافاً بذنب انتهاك السيادة المصرية: "هي الوكالة من غير بوّاب...", وهي التي تستجدي دوراً إقليمياً ثمنه  المباشر تجفيف منابع الصمود في غزة.
 إذا كانت الدعاية المصرية تريد أن تجرّم "حزب الله" مهما كان الثمن, وإذا كان الحزب لا ينفي بل يفاخر، فهذا يعني أن الاختلاف هو في زاوية الرؤية، وفي المفهوم، أكثر منه في الوقائع والأحداث والتفاصيل... ثمة جهة تتبنى قضية أمتها، وهي مستعدة في سبيل ذلك للتضحية بكل شيء، بما فيه التضحية بالنفس, وجهة تذهب بعيداً في التبرؤ من ذاتها وتاريخها وتراثها وعروبتها وإسلامها.
لقد ضلّ النظام المصري الطريق الى قلب سيده الأميركي، ووقع في مصيدة نصبتها له استقامة حزب الله وبراءته من أية أعمال تخريبية في مصر، التي لم تتعرض أصلاً لأي من هذه الأعمال بحمد الله وفضله. "اللهم اجعل ذلك البلد آمناً"، هذا لسان حال حزب الله. ألم يقل المثل المصري: "امش عدل يتحير فيك عدوك".
الانتقاد/ العدد 1342 ـ 17 نيسان/ أبريل 2009
2009-04-17