ارشيف من :آراء وتحليلات

شبكة العلم: العدوان الصهيوني لم يتوقف

شبكة العلم: العدوان الصهيوني لم يتوقف
كتب أمير قانصوه
الكشف عن شبكة العملاء الجديدة التي يقودها العميد المتقاعد في الامن العام اللبناني أديب العلم يطرح من جديد أسئلة كثيرة عن مسار العدوان الصهيوني ضد لبنان، والذي لم يتوقف منذ عشرات السنين ولن يتوقف اذا ما رغب بعض اللبنانيين بذلك، بل هو متعلق بحقيقة هذا الكيان القائم على العدوان والقتل والاجرام.
هنا لا تبدو الحاجة ملحّة للتذكير بالاطماع التاريخية الصهيونية بلبنان أرضاً وماءً وسيادة، ولسنا بحاجة في هذا المورد لعرض زمني للاعتداءات الاسرائيلية ضد الشعب اللبناني، وهي لائحة طويلة جداً في محصلتها عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمفقودين، وتدمير عشرات القرى والمنازل والأحياء.
مع الكشف عن شبكة العلم تحضر الى الأذهان اعتداءات من نوع آخر اختبرها اللبنانيون عبر عشرات الشبكات التي زرعها الموساد الصهيوني وأجهزة الاستخبارات الأخرى في الداخل اللبناني، واعترفت أن هدفها كان مراقبة القوى الامنية الرسمية وأطر المقاومة بما يمكّن العدو من النيل من السيادة الوطنية، وزرع الفتن، وبالتالي فوزه.
اذا كان الكشف عن هذه الشبكات والقبض عليها هو انجاز كبير للأجهزة الامنية اللبنانية، فان عليهم معرفة ماذا فعلت هذه الشبكات، وماذا قدمت للعدو، وعلى أي عدد من جرائم القتل ساعدته، وليس الاكتفاء بنشوة الفرح لمجرد أن هذه الشبكات صارت في قبضة العدالة.
لقد تنوعت هذه الشبكات في حضورها الجغرافي في جميع المناطق اللبنانية، وتوزع دورها في مراقبة وتتبع كل الأطر المقاومة في لبنان، وقدمت للعدو ما يحتاجه من معلومات موثقة عن كل اللبنانيين أفراداً ومؤسسات وحتى البنى التحتية، وبالتأكيد فان حاجة العدو لمعرفة المعلومات المتنوعة عن المواطنين وأرقام هواتفهم وعوائلهم ليست للفضول، وليس طلبه معرفة الجسور والعبّارات وكل أشكال البنى التحتية بهدف توفير مادة سياحية له عن لبنان الطبيعة والعمران، بل لحاجة بنك معلومات القتل والتدمير والتخريب لمادة وافرة عن الاهداف اللبنانية التي لا يستثني منها العدو شيئاً لاستهدافها حين تصبح الفرصة مؤاتية لمجرميه.
شبكة العلم واحدة من شبكات كثيرة جرى الكشف عنها، وبالتأكيد فان هناك شبكات أخرى من العملاء ما زالت تعمل لمصلحة العدو، وهذا يؤكد أن العدوان الصهيوني مستمر ضد لبنان ولم يتوقف، وهو ما يستدعي من اللبنانيين أن يفتحوا عيونهم جيداً لكشف هؤلاء الخونة والمجرمين حتى تنال العدالة منهم، ونتمكن من حماية سيادتنا وطننا وأمننا.
ويعلم العدو جيداً أن اللبنانيين جيشاً وأجهزة أمنية وشعباً ومقاومة، لن يدعوا له ممراً آمناً الى وطنهم، وان عملاءه المأجورين سيكون بانتظارهم الخذلان، كما كانت الهزيمة والعار مصير جيشه طوال السنوات الماضية.. ويعلم العدو أيضاً وأيضاً أن المقاومة هي بالمرصاد.
الانتقاد/ العدد 1342 ـ 17 نيسان/ أبريل 2009
2009-04-17