ارشيف من :أخبار لبنانية

رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد لـ"الانتقاد": حرب تموز هي بداية نهاية "اسرائيل"

رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد لـ"الانتقاد": حرب تموز هي بداية نهاية "اسرائيل"

رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد لـ"الانتقاد": حرب تموز هي بداية نهاية "اسرائيل""لن يطول الزمن كثيراً عندما نشهد نهاية "إسرائيل".. حكم مبرم أطلقه الوزير السابق عبد الرحيم مراد على الغدة السرطانية.. حكم أتبعه استياء من تلك التصريحات لبعض قوى اللبنانية التي وصفت إنجاز تبادل الاسرى بالوهم، واضعاً إياها في خانة اللاأخلاقية واللاوطنية.
مراد يعتبر ما أنجزته المقاومة أشبه بمعركة "حطين وعين جالوت" اللتين أنهتا الوجود الصليبي في المنطقة العربية والإسلامية، وهو بذلك يدعو كل من اساء للمقاومة الى الاعتذار منها ومن سيدها "فلو كان هناك ذرة من الضمير لدى كل المسؤولين اللبنانيين لكان عليهم ان يقولوا هذا احتياطنا الاستراتيجي للدفاع عن أنفسنا".
وفي الملف الداخلي، يتهكم مراد  لما وصلت اليه تشكيلة الحكومة العتيدة حيث حقيبة العدل تناط بـ"القوات" التي "لم تترك كنيسة إلا ودمرتها ولا زعيما وطنيا إلا وقتلته".
جولة سريعة مع رئيس حزب الاتحاد الوزير عبد الرحيم مراد حول تبادل الأسرى والحكومة العتيدة:


الأسرى خلال الأيام القادمة .. يعودون إلى رحاب الوطن، كيف تقرأ هذا الإنجاز للمقاومة في الذكرى الثانية لعدوان تموز؟
ـ نحن كجيل عانى الأمرّين طوال العقود الماضية من الغطرسة الصهيونية ومن الهجمة الأميركية والإسرائيلية التي استهدفتنا عبر عدة حروب، إلى أن بدأنا مرحلة جديدة في عام 2000 عندما حققت المقاومة النصر الأول، تلاه الإفراج عن الأسرى في المرحلة الأولى، ثم النصر الثاني الذي جاء في 2006 واليوم على موعد مع نصر جديد عبر إطلاق الأسرى من السجون الإسرائيلية.. في الحقيقة مهما حاولنا ان نتحدث عن عظمة ودور المقاومة يبقى قليلا..

البعض في الداخل لم يجد في الإنجاز أي انتصار، بل ذهب الى حد وصفه بـ"الوهم"؟

 لو كان هناك حد أدنى من الضمير لدى هؤلاء لتراجعوا واعتذروا من السيد حسن نصر الله ومن المقاومة على التصريحات التي أطلقوها
ـ حتماً عندما يكون احدهم منتميا لإسرائيل ولاميركا، ويقول البحر أمامكم والعدو السوري وراءكم سيحزن بالطبع على هزيمة "إسرائيل" وانتصار المقاومة.. وعلى أي حال لا نستغرب فهؤلاء كلفوا بعد هزيمة تموز بأن يسعوا إلى تهميش هذا النصر الذي حققته المقاومة وقائدها، وقد بدا واضحاً من خلال تهجماتهم على المقاومة أثناء عدوان تموز وإعطاء التعليمات للإسرائيلي لضرب قادة من المقاومة، ثم واستهزائهم بالنصر الذي تحقق برغم اعتراف "إسرائيل" نفسها فضلاً عن إبداء استيائهم من الحديث عن أشلاء صهاينة لدى المقاومة، هذه التصرفات اللاأخلاقية واللاوطنية من الطبيعي ان تنتج مثل هذه التصاريح.

اين تضع هذا الإنجاز في سياق الصراع مع العدو؟
ـ عام 2006  هو بمثابة "حطين وعين جالوت" جديدة، اللتين أنهتا الوجود الصليبي في المنطقة العربية والإسلامية، وستكون بداية النهاية للعدو الإسرائيلي، فلذلك نحن نقرأ هذا الإنجاز من هذه الزاوية، ونقول لن يطول الزمن كثيراً عندما نشهد نهاية "إسرائيل".

قال السيد نصر الله اننا لا نريد تثمير هذا الإنجاز داخلياً على المستوى السياسي .. لكن أليس المطلوب أن يعيد البعض الى المقاومة حقها المعنوي ويعتذر عن الإساءات بحقها طوال العامين الماضيين؟
ـ مشكلتنا مع السيد بالتنازلات التي يقدمها بشكل مستمر حرصاً منه على عدم تأجيج الأمور لدى الفريق الآخر .. نعم لو كان هناك حد أدنى من الضمير لدى هؤلاء لتراجعوا واعتذروا من السيد حسن نصر الله ومن المقاومة على التصريحات التي أطلقوها، وخاصة بعدما بشّر بالإفراج عن الأسرى.. على كل حال هم يخشون رد فعل حلفائهم من الأميركيين والإسرائيليين على ما يصرحون به.

لقد طرح حزب الله رؤيته للاستراتيجية الدفاعية .. ألا تكفي تجربة المقاومة لإقناع اللبنانيين بأن سلاح المقاومة هو لحماية لبنان؟
رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد لـ"الانتقاد": حرب تموز هي بداية نهاية "اسرائيل"ـ نحن نعتقد ان الصراع العربي الإسرائيلي مسؤولية الجميع وليس مسؤولية الفلسطينيين فقط، وبالتالي القضية مستمرة.. من هنا نقول ان هذه القناعة ليست مطلوبة من الشارع اللبناني، بل من كل الشارع العربي والإسلامي لكي ندافع عن أرضنا وعرضنا.. فلو كان هناك ذرة من الضمير لدى كل المسؤولين اللبنانيين لكان عليهم ان يقولوا هذا احتياطنا الاستراتيجي للدفاع عن أنفسنا..

في موضوع الحكومة العتيدة التي سبق ولادتها أخذ وردّ.. هل شعرتم للحظة ان لا نية لدى الفريق الآخر بتأليفها؟
ـ  نعم.. هم منذ سنة ونصف يماطلون بتشكيل الحكومة بإيعاز من الأميركي، وبذلك كنا نشعر بعدم وجود نية حقيقية لتأليفها بدليل اختلاق العقبات في طريق تأليفها بعدما كانوا شعروا بالندم لموافقتهم على اتفاق الدوحة.

.. ما دامت وظيفة الحكومة الأساسية هي التحضير للانتخابات، لماذا كل هذا الضجيج من حولها؟
ـ ابحث عن الأميركي الذي يريد أن يستمر الوضع على ما هو عليه إلى اقصى الحدود ليغطي على خسائره في العراق، وان يصرف الأنظار عن هناك ويحولها إلى  لبنان وخصوصا أنهم على عتبة الانتخابات الرئاسية.

.. وأين تكمن مصلحة هذا الفريق؟
ـ هناك تبادل مصالح.. هؤلاء يحققون المصلحة الأميركية.

 .. مردوده سيكون سلباً عليهم في الداخل؟
ـ عندما يقولون لك انهم لن يرف لهم جفن في كل هذه المآسي الاقتصادية والمعيشية الخانقة الى الوضع الأمني المتأزم هنا وهناك .. ماذا يعني..

لماذا لم يحسم رئيس الجمهورية الأمور سريعاً؟
ـ رئيس الجمهورية حسب الطائف لا صلاحية له، فلو افترضنا انه تم الطلب  بإعادة الاستشارات مجددا وسمت الأكثرية السنيورة من جديد، ماذا يمكن ان يفعل الرئيس، لذلك نحن لا نلومه كثيراً، بل اللوم يقع على الرئيس المكلف الذي بدا غير مستعجل ومتباطئاً، ومتهاوناً...

 ماذا قرأت في تولي "القوات" وزارة العدل؟
ـ من مهازل الأوضاع السياسية في البلد، وينطبق عليها أغنية أخوان الرحباني "بهالبلد كل شيء بصير".. الأشخاص الذين ارتكبوا الجرائم وساعدوا على تقسيم البلد وارتكبوا جرائم بالجملة يتسلمون حقيبة كحقيبة العدل؟ هؤلاء يفترض ان تشكل لهم محاكم لمحاكمتهم.

هل قرأت في الأمر تحدياً؟
ـ هو تحدّ لكل الرأي العام اللبناني وليس للمعارضة فحسب.. لانهم لا يريدون أشخاصاً علمانيين انما طائفيين لتحقيق رغبة مستقبلية تحمل تناقضات داخلية تنتج مشاكل امنية تؤدي في النهاية الى حرب أهلية، وبالتالي يحلمون بالتقسيم من جديد، هذا طموحهم .. على كل حال سنرى عدلهم كيف سيمارسونه؟! الذي لم يُبقِ كنسية إلا ودمرها، ولا زعيماً الا وقتله من طوني فرنجية الى الرئيس كرامي وغيرهم..

كيف تقرأ الأحداث الأمنية المتنقلة بين البقاع والشمال، ولمصلحة من يعمل على التوتير؟
ـ  عرض عضلات، وما يحصل هو ضد البلد.. ومفتعل، والسلاح الذي وزع من قبل الموالاة عشوائياً يؤدي إلى أحداث متنقلة كما نشهدها اليوم، والقول نحن هنا، لكن المواطنين وما لديهم من وعي لن تنطلي عليهم كل هذه الأمور، وأصبحوا مكشوفين للجميع.

.. حالياً كيف هو الوضع في البقاع؟
ـ الوضع هادئ وأجريت سلسلة لقاءات مشتركة بين سماحة المفتيين الميس وشقير وسماحة الشيخ محمد يزبك ساعدت على ترطيب الأجواء، كما تمت مصالحة في ثكنة ابلح لردع من تسوّل له نفسه الاصطياد في الماء العكر.

حوار: حسين عواد
تصوير : عصام قبيسي
الانتقاد/ العدد 1281 ـ 14 تموز/ يوليو 2008

2008-07-14