كتب علي عوباني
 

تتالت اليوم المواقف وردود الفعل على كلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط حول الموارنة ، حيث تصدى العديد من شخصيات واقطاب فريق الرابع عشر من اذار للرد على جنبلاط ما كشف عن حالة من الاهتراء في صفوف هذا الفريق جراء الخلافات التي باتت تعصف به على خلفية المواقف السياسية والانتخابية .
وفي هذا الاطار حاول رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع والمرشح سامي الجميل اثر اجتماعهما في معراب التخفيف من وقع كلام جنبلاط خوفا من مزيد من التضعضع في هذا الفريق كما وصف حاله العماد ميشال عون امس، الا ان كلامهما لم يخل من التعبير عن امتعاض من كلام جنبلاط، فيما كان موقف رئيس حزب الكتائب امين الجميل اكثر وضوحا في الرفض، وجاراه العديد من المواقف الرافضة والمهاجمة لجنبلاط.
رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل اكد أن كلام رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط عن أن الموارنة "جنس عاطل" مرفوض وفي غير مكانه وزمانه، لافتا الى أننا اليوم في مرحلة جديدة من التاريخ حيث التقى كل الشركاء في الوطن، ولدينا مهمات كبيرة تقتضي التضامن وأن يكون هناك انسجام كامل وتجنب أي شيء يمكن أن يعيق هذا الهدف.
الجميل وخلال إعلانه أسماء مرشحي "الكتائب" في كافة المناطق اللبنانية، قال: "ندرك تماما اهمية الجبل والمصالحة التي حصلت ونحن نصر أن يبقى الجبل هو النموذج في الوحدة الوطنية والانصهار والتفاهم ونحن متمسكون بهذا الهدف أيا كانت "زلات اللسان العابرة".
من جهته طالب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ببقاء 14 آذار موحّدة، معتبرا أنه "اذا لم تبقَ 14 آذار موحدة لا نعرف الى أين سيذهب لبنان". واشار جعجع في رد غير مباشر على التصريحات المسربة لجنبلاط بحق الموارنة والحلفاء منهم خصوصا الى "اننا ضحينا بالغالي والرخيص في سبيل 14 آذار وفي سبيل ثورة الأرز وتضحية إضافية لن نغص فيها"، مؤكدا ان "صفاتنا معروفة ومواصفاتنا وإنجازاتنا ومساهماتنا من قبل الامارة إلى ما بعد لبنان الكبير، ولا أحس بعقدة نقص اذا سمعت انتقادات وكلاما من هنا او هناك، ولست خجلا من ان أتصرف وقت اللازم كرجل دولة". وأضاف: "المسيحيون ليس لديهم عقدة نقص".
بدوره رأى سامي الجميل مرشح حزب الكتائب في المتن الشمالي ان "وحدة الجبل بين المسيحيين والدروز هي فوق كل اعتبار". واشارالى انه "من واجبنا ان لا نعيد الوضع الى التشنج في الجبل ولهذا نتمسك بعلاقاتنا مع الحزب الاشتراكي مع تحفظنا الكبير وامتعاضنا على كلام وليد جنبلاط في مجالسه الخاصة".
وفي السياق ذاته ، اعتبر المرشح عن المقعد الماروني في المتن الشمالي فؤاد أبو ناضر أن نعت الموارنة " بالإنعزاليين " و"بالجنس العاطل" من قبل النائب وليد جنبلاط، تهجم مباشراً على المسيحيين جميعاً وعلى الموارنة بالتحديد، وإثارة للنعرات الطائفية ودعوة الى ردات الفعل الإنفعالية والتعصبية. وأضاف في تصريح له، "إننا كمسيحيين وكموارنة تحديداً، نرفض ان يعيدنا جنبلاط الى منطق الحقد، وندعو اخواننا بني معروف لتحديد موقفهم من هذا الزعيم العديم المسؤولية.
وعقب الوزير السابق جوزف الهاشم من بكركي على وصف النائب وليد جنبلاط الموارنة بالجنس العاطل. وقال بعد لقاءه البطريرك الماروني نصر الله صفير ان كل طائفة فيها جنس عاطل .
كما استغربت هيئةُ قدامى القوات اللبنانية في بيان لها لجوءَ مسيحيي قُوى الرابع عشر من آذار الى استجداء مقاعدَ نيابيةٍ مسيحية في الشوف والضنية وطرابلس، ولجوءَهم السريعَ الى تفسيرِ تصاريحه الاخيرةِ التي نالت تَكرارا من كرامتهم الشخصية ومن كرامةِ الطائفة المارونية.
واعتبر المركز الكاثوليكي للاعلام أن نعتَ الموارنةَ بالجنسِ العاطلِ تَجنٍّ سافر، واضاف المركز في بيان له أن هذا الكلامَ يطعن بأُسُس المصالحةِ التي قادها البطريرك صفير، ويهدد السلمَ الاهلي والميثاقَ الوطني.
هذا ولم تقتصر المواقف على الموارنة بل تعدتها ايضا الى اطراف اساسية في المعارضة  ففيما رحب وهاب بعد زيارته رئيس الجمهورية الاسبق اميل لحود  "بكلام النائب وليد جنبلاط المنفتح باتجاه الطائفة الشيعية"، الا انه اكد ان "هذا لا يعني اننا سنخاصم طوائف اخرى في لبنان"، مضيفا ان "التعرض لطائفة اساسية في لبنان هي الموارنة هو امر معيب لان المسيحيين في لبنان لعبوا دورا اساسيا ورياديا في بناء هذا البلد"، داعيا "الجميع وخصوصا بعض قيادات الطائفة الدرزية الى اتخاذ موقف من هذا الامر".
هذا الموقف تلاقى مع موقف مماثل للامين العام لحركة "النضال اللبناني العربي" النائب السابق فيصل الداوود الذي استنكر في حديث له اليوم  الكلام الصادر عن النائب وليد جنبلاط بحق الطائفة المسيحية الكريمة. مشيرا ان "كلامه لا يعبر عن الدروز".
ورأى الداوود ان "تهجم جنبلاط على تيار المستقبل والسخرية من الطائفة السنية وشبابها يكشف ان جنبلاط لايحفظ حلفاءه".