ارشيف من :أخبار عالمية

المقداد: نرفض التمييز العنصري و الحض على الكراهية الدينية الموجهة ضد العرب والمسلمين

المقداد: نرفض التمييز العنصري و الحض على الكراهية الدينية الموجهة ضد العرب والمسلمين
سانا 22/4/2009


أكدت سورية أن العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب والاحتلال الأجنبي والاستعمار تشكل انتهاكات خطيرة وعقبات كأداء أمام التمتع الكامل بجميع حقوق الإنسان وتشكل إنكاراً لحقيقة بديهية هي أن جميع البشر ولدوا أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق.


وقال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري في كلمة له أمس أمام مؤتمر الأمم المتحدة حول العنصرية دوربان 2 الذي افتتح أعماله فى جنيف أمس إن هذه المظاهر تعد عقبات أمام تطبيق مبادىء ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة وقيام علاقات ودية بين الشعوب والأمم وهي من الأساليب الجذرية لكثير من النزاعات الداخلية والدولية بما فيها النزاعات المسلحة وما يترتب عليها من تشريد قسري للسكان.

وأضاف أن مؤتمر المراجعة لا يعتبر فرصة لتقييم التقدم الذي أنجزه العالم ترجمة للالتزامات التي تم التعهد بها في مؤتمر دوربان عام 2001 فحسب بل أن الهدف هو تجديد عزمنا وإرادتنا لتحويل الأهداف التي تم الاتفاق عليها منذ ثمانية أعوام مضت إلى أمر واقع وحقائق على الأرض ويشكل أيضا فرصة لرسم رؤى جديدة وخاصة في الدول التي يعنيها أن تقوم بدور فعال في هذا المجال.


وأكد المقداد أن التجارب أظهرت أن مؤتمرات كبرى من هذا النوع تشهد عادة تباينا في الآراء ونحن في سورية ننظر إلى ذلك على أنه أمر طبيعي لأن هذه التباينات قد تكون أمراً صحياً ومع ذلك علينا ألا نسمح للاختلافات في الرأي أن تشل جهودنا لتحقيق عالم خال من العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب والاحتلال الأجنبي والاستعمار والتعصب.

وقال المقداد: إن الاعتقاد بالتفوق المتأصل لعرق معين ليس فقط أمراً لا أخلاقي بل برهن التاريخ الإنساني أنه يمثل إيديولوجية خطيرة فمعتقدات كهذه كانت وراء الكثير من الأطماع في ثروات وحقوق الآخرين والحروب الطاحنة والعبودية إضافة إلى الهيمنة الاستعمارية والاحتلال الأجنبي ومما يؤسف له أنه على الرغم من بشاعة هذه العقيدة المرفوضة فإنها استمرت عبر الحقب والأزمنة.


وأضاف نائب وزير الخارجية أن سورية أكدت ومنذ بدء أعمال اللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر رغبتها في الخروج بنتائج تمثل ضمير البشرية واستعدادها للسير قدما من أجل وضع نهاية للعنصرية والتمييز العنصري والاحتلال الأجنبي والتعصب وأوضحنا في أكثر من مناسبة أن جل الجهد الذي نبذله والآراء التي نطرحها هي تعبير عن إرادة قوية في القضاء على العنصرية وشرورها وكان أحد هواجسنا من خلال حضورنا الفاعل في اللجنة التحضيرية هو الإعراب عن تضامننا مع شعوب افريقيا الشقيقة في نضالها المستمر ضد العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب لأننا ندرك التضحيات التي قدمتها شعوب إفريقيا في هذا المجال وكذلك جهودها الرامية إلى زيادة الإدراك العام الدولي لهذه المآسي الإنسانية.


وقال المقداد إن لسورية مواقف ثابتة في مقاومة كل جرائم العنصرية والتمييز العنصري وانضمت إلى جميع الاتفاقيات التي اعتمدتها الأمم المتحدة لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وتضمن قوانين سورية محاسبة ومعاقبة كل من يرتكب جرائم لها طابع تمييزي وقد زادت ملاحقة مثل هذه الجرائم بشكل ملحوظ منذ مؤتمر دوربان عام 2001 على الرغم من ندرة مثل هذه الجرائم نظراً لطبيعة شعبنا المتسامحة ورفضه للعنصرية والتمييز العنصري مضيفاً أن سورية واحدة من منابع الحضارة والأديان والتسامح وسار على أرضها الرسل والأنبياء يبشرون بمبادئ الأخلاق والتسامح والتعايش والسلام.

وتابع المقداد أنه انطلاقاً من ذلك فإن سورية لا يمكن أن تقبل الاستهداف الاستفزازي المتعمد للرموز الدينية تحت أي ذريعة كانت بما في ذلك حرية التعبير والرأي التي تم استخدامها من قبل البعض لتبرير أشكال جديدة من التمييز والتحريض الديني والعرقي تجاه أتباع بعض الأديان وانتهاك حقوقهم المختلفة وقال: إن سورية ترى أنه من غير المقبول أن تبلغ صور الحض على الكراهية الدينية والعنصرية ولاسيما تلك الموجهة ضد العرب والمسلمين في السنوات الأخيرة حدا غير مسبوق ويجب وقفه ورفض أي مبرر له.

2009-04-22