ارشيف من :أخبار عالمية
الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لـ"الانتقاد": حق النقض الفيتو أحد أشكال التمييز ضد الشعوب ويجب إلغاؤه
جنيف – نضال حمادة
تألق الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في مؤتمر (ديربان ـ 2) في جنيف، وغطى وجوده، كما كلمته على كل ما عداه في المؤتمر الذي يناقش سبل مناهضة العنصرية. حيث يمكن تسميته مؤتمر احمدي نجاد بامتياز. عندما يتخذ الرجال مواقف الرجولة لن ينفع المنتقدين انتقادهم ولا المنسحبين انسحاباتهم الشكلية في التغطية والتمويه على حقيقة ثابتة وواقعية، ألا وهي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة من دول القرار الحر والوزن المتنامي والكبير، وأنه يتوجب على الدول الغربية التي تعودت منذ قرنين على الاستهانة بالعرب والمسلمين، التعود على نهج جديد ومقاربة مغايرة وتعاط جديد مع وجود هذه الدولة وهذا النظام القوي في طهران. إسرائيل واللوبيهات الموالية لها في مأزق كبير مع وجود إيران واحمدي نجاد على رأسها، وقد ظهر المأزق اليهودي هذا في الحشد الإسرائيلي غير المسبوق في هذا المؤتمر الدولي برغم الغياب الرسمي للكيان الإسرائيلي. فقد بلغ عدد الجمعيات الإسرائيلية ما يزيد عن تسعين جمعية من كل أنحاء العالم، فيما بلغ عدد اليهود المشاركين في المؤتمر، نحو ثلاثة آلاف شخص، من بلدان مختلفة، وقد انصب عمل هؤلاء على مواجهة الرئيس نجاد وعلى التحريض عليه. في جنيف كان الموقف الإيراني صلبا وقاطعا فيما اتسمت المواقف العربية بالضعف والتفرق، وكان كل طرف يلقي باللائمة على الآخرين في غياب المسألة الفلسطينية عن البيان الختامي، فيما ذُكرت المحرقة بصراحة في نص البيان. مع كل هذا الضعف العربي هناك ضرورة للإشارة إلى تمايز مواقف كل من سوريا وليبيا واليمن في هذا الشأن، حيث كانت مواقف الدول المذكورة قريبة من الموقف الإيراني، ومنتقدة لضغوط الدول الغربية، الراغبة دائما في تبرير الجرائم الإسرائيلية.
في السياق خص رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران جريدة الانتقاد بالجواب عن سؤالين من أصل ثمانية أسئلة طرحت عليه في المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الإيراني عقب كلمته القوية في قاعة مجلس الأمم المتحدة، حيث حضر المؤتمر الصحفي نحو مئة وعشرين صحفيا مثلوا أكثر من مئة وسيلة إعلام من جميع أنحاء العالم. وقد سألت "الانتقاد" الرئيس الإيراني السؤالين التاليين:
سيدي الرئيس، تحدثتم في خطابكم منذ وقت قليل عن ضرورة إلغاء حق النقض الفيتو، هل يمكن اعتبار هذا الموقف بمثابة سعي إيراني لتحصل إيران والمسلمون على امتياز حق النقض؟
ـ شكراً لك على هذا السؤال. نحن نعتبر أن وجود حق النقض (الفيتو)، هو عبارة عن تمييز عنصري يمارس من فئة قلية في العالم ضد الأكثرية من الشعوب. إن إلغاء حق النقض (الفيتو) الذي يعطي امتيازاً لدول على أخرى سوف يجلب السلام والطمأنينة للعالم وسوف يجعل هذا العالم أكثر استقراراً. لقد استعمل النقض (الفيتو) لتغطية جرائم "إسرائيل" وعدوانها على لبنان، وعلى فلسطين وعلى الدول العربية. كما استخدم هذا الامتياز لتغطية الجرائم التي ترتكب في العراق وأفغانستان وفي أفريقيا، لذلك نحن مقتنعون أن هذا الامتياز، حق النقض (الفيتو) لم يستخدم في خدمة البشرية. إن وجود النقض يحمل في طياته عنصرية ضد البشرية. لماذا تتمتع دول بتفوق وبامتياز ولا يحق لدول أخرى هذا وهي تمثل الأكثرية. "إسرائيل" دولة عنصرية وهي تتعامل مع الفلسطينيين بكل أنواع التفرقة، وتحتل أرضهم وتظلمهم. نحن نطالب بإلغاء حق النقض في مجلس الأمن الدولي. ولا نخاف من الآخرين. يجب على الجميع اتباع سياسة التعاون لمنع جميع أنواع التفرقة والعنصرية، والتمييز بين الناس، باللون أو بالعرق. الجميع شاهدوا ما حصل في المؤتمر حيث انسحبت بضع دول فيما بقيت أكثر الدول موجودة. هذه الدول المنسحبة تريد أن تتحكم بالقرار العالمي وهي أقلية, لا يمكن للأقلية أن تفرض رأيها على الأكثرية كما يحصل الآن. عندما كنت في نيويورك في مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعيت لإلقاء محاضرة في جامعة كولمبيا. الداعون تعمدوا إهانتي ومنعوا الطلاب من طرح الأسئلة عليّ، حيث كانت تردني الأسئلة عبر الطلاب من دون المرور بمنسق الجلسة والداعي إليها. هم يريدون أن يمنعوا الناس من المعرفة والاطلاع ويمارسون سياسة الضغط والتعتيم الإعلامي على الجميع. لم يستطيعوا أن يستمعوا إلِيَّ وهم من وجه لي الدعوة. هؤلاء أناس ليس لديهم الجرأة على المجادلة. يتكلمون عن حرية التعبير وهم لم يسمحوا للطلاب في جامعة كولومبيا بطرح أسئلتهم عليَّ، وتصرفوا بشكل غير لائق. هؤلاء لا يمكن أن يكون لهم امتياز نقض ضد الشعوب الأخرى. ليس من العدالة أن تعطى خمس دول هذا الامتياز في مواجهة الغالبية الساحقة من دول العالم.
هددتم في السابق بتدمير "إسرائيل"، هل ما زلتم على نفس الموقف؟
ـ لقد هددت "إسرائيل" بلادي بالحرب أكثر من مرة، وهي تمارس أبشع أنواع العنصرية على الفلسطينيين الضعفاء والمظلومين. نحن دائما نقف مع حقوق الشعوب ضد الطغيان والعنصرية. إن القوى التي شجعت على اندلاع الحربين العالميتين، تشجع الآن على الحروب، وقد قامت هذه القوى بطرد شعب كامل من أرضه، وجمعت أناساً من شتات الأرض مكانه، وهي منذ عقود تمارس ضد هذا الشعب القتل والتهجير والدمار. "إسرائيل" دولة عنصرية وعدوانية، لماذا لا يسألها أحد عن جرائمها؟!.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018