ارشيف من :أخبار لبنانية
سليمان لـ"الحياة": نتائج الانتخابات ستكون متقاربة وروحية "الدوحة" باقية

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أنه "مع الأكثرية الديمقراطية عندما تكون تشبه الدستور"، مشيراً الى أنه ليس من الضرورة أن يتم ذلك مع كتلة نيابيه"، متسائلاً "هل أنا الآن ألعب هذا الدور مع كتلة"، مذكِّراً، في حديث إلى صحيفة "الحياة"، اليوم السبت، بقول الدستور إن الرئيس "يضمن الدستور ويترأس جلسات الحكومة، له دور في تأليف الحكومة".
وأضاف سليمان "الرئيس إما جاء من أرضية شعبية تبرر له دوره، وإما أن يكون صاحب دور يعوض به عن الأرضية الشعبية"، مردفاً "لم آت من أرضية شعبية، إنما من مؤسسة افتخر أنني جئت منها".
وحول الكتلة الوسطية، قال سليمان "لا أريد أن استخدم هذه الكلمة لأنها تدل الى فريق معين. أنا أتحدث عن دستورنا الذي يتطلب بحد ذاته التنوع. الحل إذاً في وجود مستقلين". وأوضح مرات عدة قلنا إن فكرة المستقلين فكرة ديموقراطية حقيقية، وبالعكس فإن المستقل هو المتحرر من الاملاءات الحزبية. هو يرى القرار المناسب إذا كان آتياً من فريق الأكثرية وإذا اعجبه يمشي معه، واذا كان آتياً من فريق الأقلية وأعجبه يمشي معه".
واعتبر سليمان "أننا الآن تقريباً في نظام الحزبين، بقدر ما يقولون عن حرية داخل التكتل، لكن الواقع هكذا: اصطفاف 8 ـ 14 يعني حزبين، يطلع مشروع من 8 آذار، هل تسير فيه 14 آذار؟ لا، والعكس صحيح". وقال "نحن في حاجة الى الناس الذين يستطيعون القول هذا مشروع جيد نحن سنمشي به. هؤلاء المستقلون. الرئيس في الدستور معه قوة كبيرة، يلعب دوراً، قلت لك، المظلة الشعبية ليست دائماً تترجم بالانتخابات، على الرئيس أن يؤمنها من خلال تصرفاته وأدائه".
وفيما ذكر بأن العهد الماضي بدأ بتحالف رباعي تمنى سليمان أن يفوز مستقلون في الإنتخابات "وإن شاء الله فهذا أحسن لسلامة الحياة السياسية". وجدد رئيس الجمهورية التأكيد على أن "الأهم من الانتخابات قبول النتائج"، موضحاً "8 آذار فيها من كل شيء لتحكم و14 آذار فيها من كل شيء لتحكم. التوافق هو بالنفوس والقبول". وأشار إلى أنه لو كان خارج الحكومة "وأتوافق مع الموالاة على المصلحة الوطنية، يعني أتوافق على استقلال لبنان وسيادته، هذه معاني التوافقية الكبيرة"، فـ"ليست التوافق على تعيين موظف، عيب تسمية هذا الأمر توافقاً، لذلك اسميها ديمقراطية ميثاقية".
أما مسألة القبول بالنتائج، فاكد سليمان أن "المشكلة في مجتمعاتنا أننا نعمل مؤسسات وقوانين لكننا لا نقبل بنتيجتها. انها عقلية عشائرية، هذه العقلية الشرقية التي لدينا، بقدر ما هي مفيدة عائلياً واجتماعياً، بقدر ما هي ضد العمل". وتابع "نقبل بالديموقراطية يعني القبول بالنتائج، والقبول مرات يكون بـ"شوية فرح"، يعني يحتاج الى اظهار". واستشهد بخصم أوباما (جون ماكين) "الذي هنأه وهو يقول له أنت تستحق وأميركا تستحقك"، قائلاً "على الأقل دعونا نبدأ بالاسلوب، دعونا نعبّر، وليس اذا خسرت تروح تنتقد الآخرين، معيب في لبنان السقوط في الانتخابات". وشدد سليمان على أن النتائج "بالتأكيد ستكون متقاربة، لا عيب في الخسارة، الخاسر عليه أن يفكر خلال أربع سنوات مقبلة كيف يجعل الناس تعطيه أصواتها، كيف يقنعها بأخذ 3 أو 4 في المئة التي هي الفارق بين الخاسر والرابح".
وإعتبر سليمان أنه في 8 حزيران "يكون قد بقي من اتفاق الدوحة روحيته أي الميثاق الوطني. يعني عدم استعمال السلاح في الداخل، ووقف التنابذ والحملات الاعلامية، روحية الاتفاق، ونحن علينا دائماً أن نأخذ من الأمور روحيتها، الشكل يتغير ويتعدل".
وعما سيحصل في الحكومة المقبلة، أجاب سليمان "تسريع الامور قبل وقتها ليس جيداً. والافتراضات أيضاً، لكن الدوحة قسمت المقاعد وأعطت الرئيس ثلاثة، لم تقل سأعطي الثلث، ونصف الثلث وربعه"، مستدركاً "دعونا من الأرقام، ليست مبدأ. الروح، اذا كانت تخدمنا لنعمل الثلث نعمله، أما اذا الوضع لا يلزم، لكن دائماً ضعوا في رأسكم أن الرئيس هو مسؤول عن الربع والثلث والثلثين، عن كل شيء، هو الذي يضمن وهو الذي يعطل".