ارشيف من :أخبار لبنانية
لماذا اتت كلينتون الى لبنان في هذا التوقيت؟

كتب أحمد شعيتو
الباحث عن جواب حول سبب ودلالات زيارة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى لبنان وفي هذا التوقيت قد يجد الجواب في امرين: تصريحاتها التي سبقت الزيارة واكدت فيها تخوفها وقلق ادارتها من فوز حزب الله والمعارضة بالانتخابات النيابية في 7 حزيران/ يونيو القادم، والتصريحات التي اطلقتها عقب زيارتها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والتي دعمت فيها بشكل جلي فريق 14 اذار، وما بين هذين الامرين يقف ماثلا امامنا الوضع المهتز لفريق الموالاة انتخابيا وسياسياً في هذه الفترة، لتأتي الزيارة مؤكدة درجة السوء التي وصل اليها بالفعل واقع هذا الفريق.
ففريق الموالاة المهتز بشكل واضح والذي لم يحتج فقط للزخم والدعم المالي الضخم الذي يمد به من متموليه ومن اطراف خارجية، بل احتاج الى مساع واضحة من رعاة عرب لهذا الفريق لمنع انهيار يسبق الانتخابات ولمحاولة رأب الصدع بين الحلفاء الذي يتنتاتشون المقاعد ويتنافسون في تشكيل اللوائح في محاولة ل"شدشدة براغي"، هذا الفريق، احتاج ايضا الى مثل هذه الزيارة شكلا ومضمونا.
زيارة وزيرة الخارجية الاميركية المفاجئة الى بيروت يمكن وضعها في سياق تقديم اي جرعة دعم لهذا الفريق وشد اوصاله وتجميع اطرافه المتفرقة عبر زيارة تاتي للتاكيد على ان الراعي الاميركي لا يزال داعما "وعليكم الصمود اكثر والتوحد في محاولة لكسب الانتخابات التي ان ربحتها المعارضة فستكون اخر الاوراق الاميركية في المنطقة قد سقطت". وقد جاء تعبير كلينتون امس عن قلقها من فوز حزب الله في هذا الاطار حيث رأت ان ذلك هو من الاسباب التي تجعل من الاهمية بمكان ان تؤدي تلك الانتخابات الى "تعزيز القيادة الحكومية الموجودة الآن، والتي تقف في وجه ذلك"، فيما رد عليها حزب الله بالتأكيد ان هذه التصريحات لن تغير من الواقع شيئا ولن تؤثر على ارادة الناخب اللبناني.
كما تأتي الزيارة للايضاح لجمهور فريق 14 اذار ان هذا الفريق لا يزال قويا ومتمتعا بالدعم الخارجي والاميركي ذاته الذي كان حاضرا وموجودا في الادارة السابقة .
وتشير الزيارة الى حجم الاهتمام الاميركي بالانتخابات اللبنانية وما يمكن ان تفرزه وقد اكدت مواقف كلينتون من لبنان على ذلك باشارتها الى اهمية الانتخابات كمحطة اساسية.
والمتابع لتصريحات كلينتون في لبنان يلاحظ انها لم تختلف عن تصريحات نظيرتها في الادارة السابقة او رئيس هذه الادارة جورج بوش بشأن لبنان وسوريا وفريق 14 اذار حيث يمكن الوقوف في تصريحات كلينتون على ما يلي:
-تأكيدها دعم 14 اذار وما يسمى ثورة الارز اي تحرك فريق 14 اذار بقولها ان قيم ثورة الارز هي قيم محترمة وسنعمل على تطبيقها دوما كما سندعم باستمرار اصوات الاعتدال في لبنان.
- التدخل في الشان الداخلي: بحديثها عن الانتخابات اللبنانية وما تأمله منها وتشديدها على انتخابات دون عنف او تدخل خارجي في اشارة ضمنية الى سوريا، وقولها اننا نأمل ان تكون الانتخابات شفافة وعادلة .
- المحكمة الدولية واعلان دعمها لتأكيد "عدم الافلات من العقاب" وهو مصطلح متكرر الاستخدام من قبل الادارة الاميركية السابقة، مع التاكيد ان لا تسويات في هذا الامر.
- الموقف من سوريا وتأكيدها ان اي اتفاق بين سوريا والولايات المتحدة لن يكون حساب لبنان.
رغم كل ذلك فالزيارة والتصريحات والدعم لن يغيروا من الواقع، والخوف من شكل الحكومة المقبلة وان تكون بقيادة المعارضة لن يمنع من الاضطرار للتعامل معها وهو ما تؤكده ايضا كل المؤشرات والاتصالات مع الجهات الغربية وهو ما اكده قول كلينتون نفسها: نتطلع للتعامل مع الحكومة المقبلة، مع الاشارة الى ان وزير العمل محمد فنيش لفت تعليقا على اقوال كلنتون الى وجود قرار لدى غالبية الدول الغربية للتعامل مع نتائج الانتخابات مهما كانت، كما ابلغ سفراء هذه الدول ممثلي حزب الله، واكد انه عندما تنتهي الانتخابات وعندما تاتي نتائجها لمصلحة المعارضة سنجد هناك تداعيا في الموقف الخارجي وسنجد هناك هرولة من قبل جميع الدول للتعامل مع هذه الحكومة التي افرزتها نتائج الانتخابات.