ارشيف من :أخبار لبنانية

المال والسلطة والدعم الخارجي اصوات يعول عليها فريق الموالاة في صندوق الاقتراع

المال والسلطة والدعم الخارجي اصوات يعول عليها فريق الموالاة في صندوق الاقتراع

المال والسلطة والدعم الخارجي اصوات يعول عليها فريق الموالاة في صندوق الاقتراع كتب علي عوباني


مع بدء العد العكسي للسابع من حزيران المقبل ، وقبل حوالي أربعين يوماً من الموعد المحدد لاجراء الانتخابات النيابية ، وفي ظل الأزمات الانتخابية والسياسية العميقة التي باتت تهدد كيان الرابع عشر من آذار، تتالت جرعات الدعم لهذا الفريق، والتي ان اختلفت في نوعها بين مال وسلطة، وزيارات تأييد خارجية، الا انها جميعها تأتي لتصب في خانة واحدة هي شق صفوف الوحدة الوطنية والاستقرار الداخلي عبر إثارة الملفات الشائكة والحساسة مجدداً وتقوية فريق على حساب آخر. 

وفي السياق فإن كانت الخلافات التي عصفت بفريق الموالاة مؤخرا على خلفية المحاصصة والمتاجرة بالمقاعد الانتخابية في بعض الدوائر ، أملَت  زيارة وزير الاعلام السعودي عبد العزيز خوجة مطلع الاسبوع الماضي الى لبنان ولقاءه عدداً من اقطاب الموالاة في محاولة منه للملمة صفوفها (بعد أن ذهب ضحيتها ابرز حلفائها النائب الاسبق نسيب لحود)، فإن ما كشفته صحيفة نيويورك تايمز عن صرف أموال سعودية طائلة لدعم "الحلفاء" في الانتخابات النيابية القادمة شكل فضيحة كبرى لهذا الفريق خصوصا وانه يضع هيئة الاشراف على الانتخابات النيابية امام مسؤولياتها للتحقيق حول المال السياسي والانتخابي الذي يصرف من قبل مرشحي فريق السلطة  .

هذه الوقائع وغيرها جعلت الإدارة الأميركية تدخل أيضا على خط الانتخابات النيابية وذلك من خلال الزيارة المفاجئة والقصيرة التي قامت بها وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى بيروت أمس، والتي التقت خلالها رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا حاملة اليه رسالة من الرئيس الاميركي باراك اوباما. ورغم ان  كلينتون لم تلتق في هذه الزيارة قيادات في الموالاة باستثناء النائب سعد الحريري قرب ضريح والده، ولم تبدِ فيها الود الكافي للرئيس السنيورة  كما كانت تفعل سلفها رايس، كما لم تعبر فيها عن دعمها ل "الحكومة المنتخبة ديموراطيا" تلك اللازمة التي كانت تتردد على لسان رايس ، الا انه رغم كل ذلك لا يمكن فصل هذه الزيارة عن رسائل الدعم الاميركية لفريق الرابع عشر من آذار على ابواب الانتخابات النيابية، كما انه لا يمكن وضعها ايضا  الا في خانة اعطاء مزيد من جرعات الدعم والتأييد لهذا الفريق، خصوصا وانها شكلت مناسبة سافرة للتدخل الاميركي في الشأن الانتخابي اللبناني، وهو ما بدا واضحا  من خلال تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية على اعتاب قصر بعبدا، فبعد ان  اعربت كلينتون في وقت سابق عن قلقها من احتمال فوز حزب الله في الانتخابات النيابية، جددت امس موقفها من هذه الانتخابات، حيث دعت إلى ضرورة أن تكون الانتخابات شفافة بعيدة عن العنف والتخويف، دون أن توضح طبيعة هذا الأمر. كما عمدت المسؤولة الأميركية ايضا إلى تصنيف اللبنانيين بين معتدل وغير معتدل عندما تحدثت عن دعم الإدارة الأميركية  لـ "أصوات الاعتدال" في لبنان ومؤسسات الدولة والقوى المسلحة الشرعية.

هذا في المضمون اما في الشكل فان الزيارة اقتصرت على لقاء الرئيس سليمان فقط دون لقاء أي من المسؤولين فضلا عن زيارة ضريح الرئيس رفيق الحريري وسط بيروت .

الى ذلك اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما في رسالته التي حملتها كلينتون ، "التزامه الشخصي والتزام بلاده مساعدة لبنان في الحفاظ على سيادته واستقلاله ودعم المؤسسات الشرعية فيه". وثمن اوباما وفق البيان الصادر عن القصر الجمهوري "الخطوات التي ينتهجها الرئيس سليمان في الحفاظ على الوحدة والاستقرار". مؤكدا "العمل المتواصل عن قرب معه لما فيه مصلحة البلدين ومصلحة الاستقرار في المنطقة وتحقيق السلام الشامل والعادل فيها". ولفت اوباما الى "انه طلب من موفده جورج ميتشل الوقوف على رأي الرئيس سليمان بالنسبة الى مسار السلام في المنطقة عند زيارته لبنان".

من جهته قال مسؤول رفيع في الخارجية الاميركية يرافق كلينتون: "من رسائلنا الاساسية (في الزيارة) ان نؤكد مجددا للرئيس سليمان وللشعب اللبناني ان نقاشاتنا مع السوريين لن تأتي على حساب دعم استقلال لبنان والدولة اللبنانية ومؤسساتها".   وردا على سؤال عن موقف بلاده في حال فوز حزب الله بالاكثرية النيابية وتاليا بالاكثرية الحكومية، اكتفى المسؤول الاميركي بالقول "اذا فاز حزب الله ننظر في تركيبة الحكومة وخصوصا في بيانها الوزاري لنحدد (...) ما سيكون موقفنا وما سنفعل في لبنان".

في المقابل تواصلت ردود الفعل المحلية حول التدخل الاميركي في الشأن الانتخابي، وفي هذا الاطار أكد وزير الصناعة غازي زعيتر أن الإدارة الأميركية الجديدة لا تختلف بالسياسة الخارجية عن الإدارة  السابقة وتدخلها في الشأن اللبناني الداخلي. وخلال لقاء سياسي في بعلبك دعا الشريك الآخر في الوطن إلى وعي خطورة  المشروع الأميركي الذي يستهدف المقاومة والوحدة الوطنية وتشكيل اللوائح الانتخابية وتعيين النواب، مؤكدا ان المعارضة تعمل لإفشال هذا المشروع في لبنان والمنطقة قبل الانتخابات وبعدها.

من جهته انتقد  الرئيس عمر كرامي تدخل الادارة الاميركية في الانتخابات النيابية ، لافتا الى ان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مشغول بالها  اذا أخذت المعارضة الأكثرية. ودعا كرامي  الناخبين الى محاسبة المقصرين ولا ينتخبوا "زي ما هي".

بدوره وصف النائب السابق ناصر قنديل زيارة وزيرة الخارجية الاميركية الى بيروت بالمحاولة اليائسة لترميم أوضاع قوى الرابع عشر من آذار المتداعية على ابواب الانتخابات النيابية، معتبرا ان لاعلان كلينتون عن دعم مشروع هذه القوى بعناوينه المعلنة وفي رأسها استهداف المقاومة وسلاحها سيجر الوبال على هذه القوى. واعتبر قنديل ان حديث كلينتون عن الأمل باجراء الانتخابات دون تدخلات خارجية ذروة التدخل بعينه عندما يذيل باعلان الانحياز الى فريق في هذه الانتخابات، ناصحا قوى الرابع عشر من اذار باعلان التبرؤ من هذه التصريحات لأن شيئا لن يتغير في نتائج الانتخابات سواء سميت اللوائح بلوائح غونداليسا رايس أو بلوائح هيلاري كلينتون .

2009-04-27