ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: نجم أوروبي عربي

كتب محمد يونس
"نجم القمة من دون منازع" هذا ما اتفق عليه المراقبون الذين تابعوا وقائع قمة الاتحاد من أجل المتوسط في فرنسا في وصفهم للحفاوة الإعلامية والسياسية التي حظي بها الرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة باريس.
ويمكن القول إن وصفهم هذا غير مبالغ به، بل ربما يكون أقل من الواقع، خاصة إذا وجدنا أن ما جرى في باريس لم يكن بناءً على أي تراجع في مواقف الممانعة السورية، بل إن المواقف الأخرى هي التي تقدمت باتجاه الموقف السوري. وهو ربما ما أثار حنق الأطراف العربية التي ما زالت تراهن عبثا على الإيقاع بالنظام السوري خدمة لمصالح أميركية وإسرائيلية.
لقد صمدت سوريا في وجه كل محاولات فرض العزلة عليها، التي كان أبطالها "أشقاء عربا" راحوا أشواطا وأشواطا سابقين بذلك المحرك الأساسي لسياسة العزل هذه. وربما هذا هو الأمر الذي زاد من حنقهم لأنهم التفتوا فجأة وراءهم فوجدوا الرئيس السوري الركيزة الثالثة في محور الشر "بالمصطلح الأميركي" في وسط العاصمة الفرنسية، بل في وسط الإليزيه، تلاحقه الأضواء أينما اتجه وكيفما راح.
نعم لقد انعطف سيدهم في وسط الطريق وتركهم، وربما للمرة الألف، يواجهون ما جنته عقولهم "المعتدلة" وحدهم، ليجدوا أنفسهم في شبه عزلة عالمية كما حصل مع أحد رؤساء هذه العقول في القمة المتوسطية.. والجميل في الأمر أن الرئيس السوري لم يتنازل عن أي شيء من مواقفه أو مبادئه، بل إن المضيفين حرصوا على تلبية كل طلباته وصولا إلى حد إلغاء تقليد الصورة التذكارية للمشاركين. كما أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اضطر إلى استبعاد ممثله تيري رود لارسن (صاحب دور مركزي في التحريض على سوريا في أروقة مجلس الأمن) من أجل أن يوافق الرئيس الأسد على الاجتماع به.
قبل أن يذهب الأسد إلى باريس ضرب العرب المعتدلون وصحافتهم ضربتهم الأخيرة وحاولوا الضغط على فرنسا لتأجيل هذا الانفتاح بأبوابه الواسعة، ففشلوا.. فحاول إعلامهم الضرب على وتر العدو الصهيوني بإشاعة أن الأسد سيلتقي رئيس وزراء العدو في باريس، وسيق على هذه الإشاعة المقالات والآراء والأخبار.. وكان الجواب من باريس نفسها: الرئيس الأسد يغادر القاعة لدى بدء أولمرت كلمته، والرئيس السوري يتحاشى حتى التقاء النظرات التي جاهد أولمرت لالتقائها.
ذهب الرئيس الأسد إلى باريس رئيسا لسوريا، وعاد منها نجما أوروبيا متوسطيا عربيا.
الانتقاد/ العدد1281 ـ 15 تموز، يوليو 2008
"نجم القمة من دون منازع" هذا ما اتفق عليه المراقبون الذين تابعوا وقائع قمة الاتحاد من أجل المتوسط في فرنسا في وصفهم للحفاوة الإعلامية والسياسية التي حظي بها الرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة باريس.
ويمكن القول إن وصفهم هذا غير مبالغ به، بل ربما يكون أقل من الواقع، خاصة إذا وجدنا أن ما جرى في باريس لم يكن بناءً على أي تراجع في مواقف الممانعة السورية، بل إن المواقف الأخرى هي التي تقدمت باتجاه الموقف السوري. وهو ربما ما أثار حنق الأطراف العربية التي ما زالت تراهن عبثا على الإيقاع بالنظام السوري خدمة لمصالح أميركية وإسرائيلية.
لقد صمدت سوريا في وجه كل محاولات فرض العزلة عليها، التي كان أبطالها "أشقاء عربا" راحوا أشواطا وأشواطا سابقين بذلك المحرك الأساسي لسياسة العزل هذه. وربما هذا هو الأمر الذي زاد من حنقهم لأنهم التفتوا فجأة وراءهم فوجدوا الرئيس السوري الركيزة الثالثة في محور الشر "بالمصطلح الأميركي" في وسط العاصمة الفرنسية، بل في وسط الإليزيه، تلاحقه الأضواء أينما اتجه وكيفما راح.
نعم لقد انعطف سيدهم في وسط الطريق وتركهم، وربما للمرة الألف، يواجهون ما جنته عقولهم "المعتدلة" وحدهم، ليجدوا أنفسهم في شبه عزلة عالمية كما حصل مع أحد رؤساء هذه العقول في القمة المتوسطية.. والجميل في الأمر أن الرئيس السوري لم يتنازل عن أي شيء من مواقفه أو مبادئه، بل إن المضيفين حرصوا على تلبية كل طلباته وصولا إلى حد إلغاء تقليد الصورة التذكارية للمشاركين. كما أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اضطر إلى استبعاد ممثله تيري رود لارسن (صاحب دور مركزي في التحريض على سوريا في أروقة مجلس الأمن) من أجل أن يوافق الرئيس الأسد على الاجتماع به.
قبل أن يذهب الأسد إلى باريس ضرب العرب المعتدلون وصحافتهم ضربتهم الأخيرة وحاولوا الضغط على فرنسا لتأجيل هذا الانفتاح بأبوابه الواسعة، ففشلوا.. فحاول إعلامهم الضرب على وتر العدو الصهيوني بإشاعة أن الأسد سيلتقي رئيس وزراء العدو في باريس، وسيق على هذه الإشاعة المقالات والآراء والأخبار.. وكان الجواب من باريس نفسها: الرئيس الأسد يغادر القاعة لدى بدء أولمرت كلمته، والرئيس السوري يتحاشى حتى التقاء النظرات التي جاهد أولمرت لالتقائها.
ذهب الرئيس الأسد إلى باريس رئيسا لسوريا، وعاد منها نجما أوروبيا متوسطيا عربيا.
الانتقاد/ العدد1281 ـ 15 تموز، يوليو 2008