ارشيف من :أخبار عالمية

الأسد في فيينا لوصل ما قطعته الضغوط

الأسد في فيينا لوصل ما قطعته الضغوط

السفير- سانا 27/4/2009

بدأ الرئيس السوري بشار الأسد، امس، زيارة إلى النمسا هي الأولى له منذ توليه الحكم قبل تسع سنوات تقريباً، كما أنها الزيارة الرسمية الأولى لأوروبا الغربية منذ عام 2005، حين تم تأجيل زيارة مشابهة مع تصاعد الضغوط الدولية على دمشق ودفع الولايات المتحدة وفرنسا الدول ألاوروبية باتجاه فرض عزلة على سوريا.

وتتوج الزيارة التي تستمر ليومين، ينتقل بعدها الأسد إلى سلوفاكيا، مرحلة عناد سياسي خاضته دمشق بقدرة واضحة على الثبات، فانتهت إلى انفراج سياسي في وجه سوريا ودورها السياسي الذي بات مطلوباً، وإن بتسميات مختلفة.
 
وبالرغم من أن النمسا ليست الدولة الأوروبية الأهم حاليا، إلا أنه سبق لرئيسها هانز فيشر، أن زار دمشق مرتين، آخرها عام 2007. كما تحتل حالياً مقعداً غير دائم في مجلس الأمن الدولي، وتحظى باحترام أوروبي نظراً لموقعها الوسطي.

وفي هذا السياق، قال الرئيس النمساوي فيشر إن الزيارة الرسمية للأسدالى بلاده تأتي في ظروف مريحة وتوقيت مهم وتم التحضير لها بشكل جيد جداً مؤكداً اهتمام بلاده بالحوار مع سورية.

ورأى  فيشر في مقابلة مع وكالة الأنباء السورية سانا في قصر الرئاسة في فيينا أن هذه الزيارة ستكون خطوة كبيرة من شأنها تعزيز التعاون الثنائي وتحقيق نتائج إيجابية على جميع الأصعدة وخاصة السياسية والاقتصادية معبراً عن ترحيبه وسروره البالغين بهذه الزيارة.

ورداً على سؤال حول مستقبل العلاقات بين سورية والاتحاد الأوروبي والدور الذي يمكن للنمسا أن تلعبه على صعيد حل مشكلات المنطقة قال فيشر "إن تطوير العلاقات بين سورية والاتحاد الأوروبي أمر مهم جداً ويأتي في مصلحة الطرفين.. فالاتحاد الأوروبي يقطنه نحو نصف مليار نسمة وناتجه القومي يفوق الناتج القومي للولايات المتحدة الأميركية وجميع دول الاتحاد الاوروبي كثفت علاقاتها وتعاونها مع سورية في السنوات الاخيرة معبرا عن ثقته بالدور المهم والإيجابي الذي تلعبه سورية إزاء قضايا المنطقة".

وبشأن انعكاسات العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة على فرص إحلال السلام في المنطقة حيث توقفت محادثات السلام غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركية قال الرئيس النمساوي" يمكنني أن أجيب دون إبطاء بأن ما حدث في غزة كان مؤلماً وحزيناً وتابعت شخصياً الأحداث هناك لقد كان وقتاً عصيباً وخاصة على الطرف الفلسطيني لوقوع ضحايا بشرية كبيرة".

وأضاف "فيما يتعلق بمفاوضات السلام بين سورية و"إسرائيل" فموقفنا معلن وثابت وهو يرتكز على قرارات مجلس الأمن التي تطالب بانسحاب إسرائيل من الجولان السوري المحتل مشدداً على أن الجولان يشكل عنصراً أساسياً ومهماً في عملية السلام في الشرق الأوسط ، مشيرا إلى ضرورة استمرار جميع المساعي السلمية من قبل كل الأطراف من أجل السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.  

وفي رده على سؤال حول واقع عملية السلام بعد تشكيل حكومة إسرائيلية يمينية جديدة اوضح الرئيس فيشر أن الحكومة الإسرائيلية عبرت عن مجموعة من المواقف شكلت نوعاً من التشاؤم في أوروبا ولكن الإدارة الأمريكية الحالية يمكنها أن تلعب دوراً إيجابياً عكس الإدارة الأميركية السابقة بهذا الخصوص.

وتابع الرئيس فيشر.. إن تاريخ النزاع في الشرق الأوسط وتجاربه بينت أنه من الممكن أن تقوم حكومات يمينية إسرائيلية بإيجاد حلول للأزمات إن رغبت بتحمل مسؤولياتها كما يجب عليها الآن الانتظار عدة أسابيع كي تتمكن الإدارة الأمريكية من جهة والإسرائيلية من جهة أخرى العمل على أرض الواقع إضافة إلى أن الفلسطينيين يحتاجون إلى وقت كاف لتهيئة ظروفهم الداخلية.

هذا وأفادت مصادر نمساوية، أن الجانبين سيبحثان العلاقات الثنائية بين البلدين والعلاقات بين سوريا والاتحاد الأوروبي وعملية السلام. وبالنسبة للتعاون القائم بين سوريا والاتحاد الأوروبي، تؤيد فيينا التوقيع بسرعة على اتفاق الشراكة السورية الأوروبية لما "فيه مصلحة الطرفي".

من جهة أخرى ،أكدت بينيتا فيريرو فالدنر مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن زيارة  الأسد إلى النمسا تشكل محطة مهمة لتطوير علاقات البلدين وتكتسب أهمية خاصة بالنسبة لجهود إحلال السلام الشامل في الشرق الأوسط مشيرة إلى دعم الاتحاد الأوروبي للخطوات التي تقوم بها سورية على صعيد المنطقة مضيفة أن الرئيس النمساوي قد أحاطها بتفاصيل الزيارة.



2009-04-27