كتب علي عوباني

في تطور لافت في العلاقات السورية التركية وبعد ان قطعت الاتصالات السياسية بين الدولتين الجارتين اشواطا كبيرة ، أعلنت أنقرة أن سوريا وتركيا ستجريان اليوم الأثنين تدريبات عسكرية مشتركة هي الاولى من نوعها، بهدف تعزيز العلاقات بين قواتهما البرية.
وأوضح بيان صحفي صدر امس الأحد عن رئاسة الأركان العامة التركية، ان التدريب المشترك ينطلق الاثنين ويستمر ثلاثة أيام، حيث يختتم يوم 29 نيسان الجاري. وأضاف البيان ان "هدف التدريب هو تعزيز الصداقة والتعاون والثقة بين القوات البرية في الدولتين، وزيادة قدرة قوات الحدود على التدريب والعمل معا".
وكانت وكالة "سانا" السورية قد ذكرت ان وزير الدفاع السوري العماد حسن توركماني بدأ امس الأحد زيارة إلى اسطنبول، تستغرق خمسة أيام، على رأس وفد يلتقي خلالها نظيره التركي وجدي جونول ومسئولين عسكريين من الدول المشاركة في معرض الصناعات العسكرية الدولي التاسع "ايديف 2009".
هذا ويذكر ان ستجري المناورات في المنطقة الممتدة من يوكسيك تبه في محافظة كيليس التركية إلى منطقة سامارين عزيز في سوريا.
وقد أثار الإعلان التركي السوري المشترك عن المناورات، مخاوف "إسرائيل"، وقالت مصادر دبلوماسية في "تل أبيب" للتلفزيون الإسرائيلي امس "إنه تطور مقلق". ولفتت المصادر الإسرائيلية الأنظار إلى حقيقة أن الجيش التركي يستخدم الكثير من أنواع الأسلحة والمعدات الإســـرائيلية، بما في ذلك أجهزة سيطرة ومراقبة كالطائرات من دون طيار، وما شابه.
من جهته وصف وزير الحرب الصهيوني ايهود براك اليوم المناورات التركية السورية المشتركة بالتطور المزعج. وقال باراك في تصريحات نقلتها الاذاعة الاسرائيلية صباح اليوم ان العلاقات الاستراتيجية بين "اسرائيل" وتركيا اقوى من اي مناورات كهذه.
واضاف ان المصلحة العليا الاسرائيلية تقضي بالتوصل الى تسوية مع كافة الدول المجاورة لها بما فيها سوريا مع الحفاظ على المصالح الحيوية الاسرائيلية.
واعلن في انقرة امس ان وحدات من الجيشين السوري والتركي ستجري تمرينا مشتركا هذا الاسبوع على امتداد الحدود بين البلدين.
يذكر ان تركيا، العضو في حلف شمالي الأطلسي، تشترك مع سوريا في الحدود الواقعة عند منطقتها الجنوبية الشرقية التي تسكنها غالبية كردية.