ارشيف من :أخبار لبنانية
أطفال يزرعون ويعزفون ويلونون ويرسمون أحلامهم

كتبت مايا ياغي
بين ردهات رسمها الاطفال بألوان ريشهم، وشكلوها من نسج أحلامهم، وعلى وقع موسيقى عزفوها بحفيف أصابعهم الطرية على أوتار من سنوات عمرهم، قص رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عند الخامسة عصر يوم الخميس الموافق 23 نيسان 2009 شريط افتتاح المحترف الفني للانشطة التعبيرية الذي تقيمه مفوضية بيروت في كشافة الامام المهدي (عج)، في مجمع سيد الشهداء (ع) في الرويس, بمشاركة العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والكشفية. وبدأت فعاليات المحترف عند الساعة العاشرة من اليوم التالي، وهي مستمرة لغاية الثالث من أيّار القادم.
"الانتقاد" زارت المحترف لتسلط الضوء على هذا النشاط من خلال مقابلة مع مفوض بيروت في كشافة الامام المهدي (عج) الحاج عمار جواد.
حول انطلاق الفكرة يقول الحاج عمار جواد: "الفكرة وليدة الحاجة لدى مجتمعنا لملء وقت الفراغ لدى الفتية والفتيات في الوقت الذي يسيطر فيه التلفاز والانترنت واحيانا دور الملاهي على معظم اوقاتهم، فكان وجوب انطلاق مشروع يوجه طاقات اطفالنا لما فيه الخير والصلاح لهم".
يضيف جواد: "كانت البداية بعيد حرب تموز 2006 في محاولة للتخفيف من وطأة الاثار النفسية على اطفالنا وتعويضهم الحرمان الذي فقدوه في عطلتهم الصيفية من العام نفسه".
النموذج الكشفي الأول في لبنان والعالم العربي فسحة حرية وتجسيد لمعظم مواهب أطفالنا |
ويتميز المحترف من خلال ترك الفرصة امام الطفل لاكتشاف مواهبه بنفسه وتجربة كل ما يستهويه من نشاط تعبيري كالرسم والعزف والتمثيل والإنشاد وتقديم الاخبار، اضافة الى النشاطات الصحية والزراعية والتدبير المنزلي والعديد من الانشطة الاخرى.
اما الهدف من هذا المحترف فبحسب عمار: "ليس هدفنا تعليم الطفل بقدر ما هو دفعه نحو اكتشاف نفسه من خلال استمارة يجب على كل مشارك بالانشطة تعبئتها. ونلاحظ ان الاطفال موهبون ومميزون، من هنا تتم متابعتهم وتنمية مواهبهم من خلال مختصين.

سحر عيسى احدى زائرات المحترف مع اولادها تقول: "اكثر ما يدفعني لاصطحاب اولادي الى هذا النشاط هو انه بالإضافة الى التوعية الثقافية والصحية، فهو يذكرهم بالامور والواجبات الدينية، ناهيك عن التسلية والترفيه والهدايا التي تُوزع عليهم. فحقيقة ان مجتمعنا بأمس الحاجة لمثل هذه الانشطة التي توجه اطفالنا من خلال عمل تطوعي لمختصين في المجال التربوي، والى مزيد من التقدم باذن الله".
الطفلة زينب شلهوب (9 اعوام) قالت: "ان اكثر ما اعجبها في المحترف هو انها قامت بزراعة شجرة، وتعلمت كيفية زرع النباتات والمحافظة على البيئة"، وتقول انها: "ستأتي كل يوم بعد انجاز فروضها المدرسية كي تجرب نشاطا جديدا".
وتجدر الاشارة الى ان هذا المشروع يتم برعاية العديد من المؤسسات الاجتماعية الاسلامية مثل: مؤسسة جهاد البناء، جمعية صلاتي، اذاعة النور، الهيئة الصحية الاسلامية، بالاضافة الى رعاية ودعم العديد من المؤسسات والشركات التجارية".
ما بين التسرب المدرسي وعمالة الاطفال وما بين اهمال النشاطات الترفيهية التربوية، تبقى هذه المؤسسات هي الامل لاطفال لبنان.