ارشيف من :أخبار عالمية

نتنياهو يرى في الظرف الحالي مناسبة لتعاون عربي اسرائيلي في مواجهة ايران

نتنياهو يرى في الظرف الحالي مناسبة لتعاون عربي اسرائيلي في مواجهة ايران

كتب المحرر العبري
تتداول بعض وسائل الاعلام في الكيان الاسرائيلي بعضا من معالم التصور السياسي الذي سيقدمه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امام الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال الشهر المقبل. وتحدد هذه الوسائل نقطة الانطلاق في رؤية نتنياهو بأنها تتمثل في رغبته بوقف السياقات السياسية التي قادها اسلافه، والتي كانت موجهة لاقامة دولة فلسطينية في المناطق وتسوية سلمية مع سوريا. وتشدد على ان نتنياهو سيطرح اولوية معالجة التهديد الايراني على اي قضية اخرى بما فيها التسوية، واعتراف الفلسطينيين باسرائيل كدولة يهودية، واستمرار البناء في المستوطنات، ورفض الانسحاب من الجولان. فضلا عن استعداده لان "يحكم الفلسطينيون انفسهم" على مساحة نصف الضفة الغربية، تحت اشراف امني اسرائيلي.
وينطلق نتنياهو في مواقفه المشار اليها، من ان الحظة السياسية الراهنة تشكل مناسبة لا سابقة لها، من جهة ان قلق دول عربية مثل مصر والسعودية والاردن من التهديد الايراني، سيدفعهم الى بلورة تعاون استراتيجي مع اسرائيل. ويبدو جليا بأن نتنياهو ينطلق في رؤيته من قناعة راسخة بأن امكانية التنسيق العربي مع الجمهورية الاسلامية في ايران لمواجهة الخطر الاسرائيلي او على الاقل لفرض دولة فلسطينية ضمن حدود الاراضي المحتلة عام 1967، امر لا يمكن ان يرد على الاطلاق على اجندة انظمة السعودية ومصر والاردن، ايا كانت الظروف.
كما تؤكد وسائل الاعلام الاسرائيلية نفسها بأن الاسرة الدولية تعارض توجهات نتنياهو وتشير الى أن ادارة الرئيس اوباما تتوقع من رئيس الوزراء الاسرائيلي بأن يواصل المسيرة السياسية التي ورثها عن ايهود اولمرت، وان يجمد البناء في المستوطنات، وان يخفف من ظروف الحياة الصعبة للفلسطينيين في الضفة وفي قطاع غزة. وتحذر ادارة اوباما من ان الدول العربية، ستجد صعوبة في التعاون مع حكومة اسرائيلية تواصل الاحتلال وتعارض التسوية. حتى بلغ الامر ان وزيرة الخارجية الامريكية، هيلاري كلينتون، حذرت من ان اسرائيل ستفقد تأييد الدول العربية في مواجهة ايران اذا لم تدفع السلام مع الفلسطينيين.
في ظل هذا التباين بين رؤية نتنياهو للأولويات الاسرائيلية والمواقف الواجب اعتماده، وبين رؤية الادارة الاميركية الجديدة للواقع الاقليمي، يصبح اللقاء المرتقب بين الرئيس الاميركي ورئيس الوزراء الاسرائيلي خلال شهر ايار/ مايو المقبل، اكثر من مجرد لقاء بين رئيسين ليتحول الى محطة سياسية فاصلة واساسية في تحديد بعضا من المعالم الوضع السياسي في هذه المنطقة.

2009-04-28