كتب علي عوباني

هو اسبوع حافل تنجلي معه الكثير من الملفات، ففيما تتضح صورة المشهد الانتخابي الكاملة والنهائية مع نهاية الاسبوع، يتكشف غداً "الغموض" الذي أحاط بتوقيف الضباط الأربعة على مدى أربع سنوات، ليظهر معه الكثير الكثير مما خبأته التحقيقات في قضية اغتيال الرئيس الاسبق رفيق الحريري، ويؤسس لتداعيات سياسية ربما لن تقوى قوى 14 اذار على مواجهتها او على حمل أوزارها .

فعلى وقع احتدام المنافسة الانتخابية، وفي ظل الخطاب السياسي لاقطاب الموالاة الذي لا يليق ولا ينسجم مع المرحلة السياسية السائدة، والذي اقل ما يقال فيه انه نسخة طبق الأصل عن ارشيف خطابات انتخابات العام 2005، تنطلق عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم جولة الحوار الوطني السادسة والتي يرجح ان تكون الاخيرة قبيل موعد الانتخابات النيابية في السابع من حزيران/ يونيو المقبل، على ان جدول أعمال هذه الجلسة من الحوار لن يكون مختلفا عن سابقاته، حيث من المرجح ان يقتصر النقاش والبحث على اعادة التأكيد مجددا على ضرورة التهدئة وتمرير الانتخابات في اجواء نزيهة وهادئة وبعيداً عن التشنج والتصريحات الطائفية والمذهبية، في هذا الوقت يغادر فيه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عقب الجلسة الى لندن في زيارة هي الأرفع لمسؤول لبناني للعاصمة البريطانية.

انتخابيا، وفيما تستمر عقدة المقعد الارمني الكاثوليكي في دائرة بيروت الأولى قائمة في ظل إصرار القوات اللبنانية على مرشحها في هذه الدائرة، كان التطور الأبرز أمس إعلان لائحة 14 آذار في المتن الشمالي بعدما جرى تأجيل هذا الاعلان من اجل حلحلة العقد التي اعترضت ولادتها، حيث سقط منها اسم المرشح الماروني بيار الأشقر، الذي مهد لذلك باعلان انسحابه من المعركة، وضمت «لائحة الانقاذ المتنية»، كلا من: سامي الجميل والدكتور ايلي كرامي (الكتائب)، وادي ابي اللمع («القوات»)، وسركيس سركيس، الياس مخيبر، اميل كنعان وميشال المر.

اما في المقلب الآخر فان حلحلة عقدة جزين بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون على نار حامية وهو ما اشار اليه الاخير امس بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح، فيما ينتظر ان تعقد على هامش طاولة الحوار الوطني في القصر الجمهوري اليوم ، سلسلة خلوات هامة جدا بين الرئيس بري والعماد عون، تمهد لتسوية نهائية في هذه الدائرة .

صحيفة "السفير" توقعت أن يسبق انعقاد جلسة الحوار، خلوة أيضا، بين الرئيس ميشال سليمان، والعماد عون، خاصة في ضوء ما تشهده بعض الأقضية المسيحية من تحركات علنية لمرشحين صاروا يتحدثون علنا باسم رئيس الجمهورية، الذي كان قد أعلن أكثر من مرة أنه لن يكون له أي مرشح في الانتخابات وأن لن يقف ضد خيار من يريد أن يكون جزءا من كتلة مستقلة أو وسطية بعد الانتخابات وليس قبلها.

على صعيد اخر يشكل يوم غد محطة مفصلية وحاسمة في ملف الضباط الاربعة الموقوفين على خلفية قضية اغتيال الرئيس الحريري منذ حوالي 44 شهراً دون ان يوجه او ينسب اليهم اي اتهام ، وذلك بعدما قدم المدعي العام الدولي القاضي دانيال بلمار ظهر أمس عريضة الى قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسيس ضمنها رأيه في موضوع الضباط، فيما قرر الأخير عقد جلسة علنية في الثالثة بعد ظهر غد لإصدار قراره بشأن الضباط الاربعة.

صحيفة "النهار" ذكرت نقلا عن الناطقة الرسمية باسم المحكمة الدولية سوزان خان، بان القاضي فرانسين سيعلن قراره من حيث اطلاق الضباط الاربعة او ابقائهم محتجزين في جلسة علنية الثانية بعد ظهر الاربعاء بتوقيت لاهاي (الثالثة بعد الظهر بتوقيت بيروت)، مشيرة الى ان الجلسة ستبث بواسطة الانترنت والتلفزيون على كل الاراضي اللبنانية