ارشيف من :أخبار عالمية
الأسد لـ"الشرق الأوسط": لا غاية لحزب الله في القيام بهجمات داخل مصر
شدد الرئيس السوري بشارالأسد على ان لا غاية لحزب الله في القيام بهجمات داخل مصر، مشيرا الى ان الحزب نفى ذلك، وقالوا إنهم لا يحملون شيئا ضد مصر أو المصريين، لافتا الى انهم كانوا يتحدثون عن خطط حزب الله لمهاجمة إسرائيل العام الماضي كنوع من الانتقام لاغتيال عماد مغنية العام الماضي، لكننا لا نملك أدلة مادية.
وفي حديث الى صحيفة "الشرق الأوسط"، أعلن الأسد حول توقعات سوريا بشأن محاكمة المتورطين في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السبق رفيق الحريري، أنه "ليس لدينا أي توقعات، لكن الأمر لا بد وأن يتم بحرفية. وإذا ما تم التعامل مع الأمر بحرفية فسوف ينتهي بصورة جيدة، وهذا هو ما نتوقعه. الشيء الجيد هو أن تكون حرفيا حتى تتمكن من معرفة قاتل الحريري".
واذا كان يثق في الأفراد الذين يتعاملون مع القضية، أجاب الرئيس السوري "كلا، فأنا لا أعرفهم، ولا يتعلق الأمر بالثقة"، لافتا الى "أننا في السياسة نتعامل مع الحقيقة، ونحن لم نر شيئا جيدا أو سيئا أو أسود أو أبيض. لذا يجب علينا الانتظار والترقب، لكننا لسنا فريقا فيها على أية حال".
وحول قبوله بنتائج المحاكمة، أشار الأسد الى وجود اتفاق بين هذه المحكمة والحكومة اللبنانية. "وإذا ما كان الأمر يتعلق بسوريا فلا بد من عقد اتفاق مماثل، لأن لدينا قانوننا الخاص. وأي أمر يتعلق بأي سوري سواء كان مذنبا أو بريئا، وأي سوري، دون استثناء، يجب أن يتم التعامل معه عبر اتفاقية بين أي محكمة في العالم والنظام القضائي السوري، لأن لدينا الحق في مقاضاة الأفراد، لذا لا يمكننا فقط القول إنني أوافق، أو إنني أقبل، أو أثق، فالأمر لا يتعلق بذلك، بل إن الأمر يتعلق بالقانون. لذا إذا ما كانت هناك اتفاقية نوافق عليها واتهم أحد الأفراد، فلن تكون هناك مشكلة في التعاون معها. وسوف نقوم بكل ما يلزم للمساعدة في كشف حقيقة هذه الجريمة. وليست لدينا مشكلة في ذلك".
وأكد الأسد أن "تبادل السفراء مع لبنان سيتم في القريب العاجل. وقد أعلنا عن أسماء السفراء، ونحن حقيقة أعلنا عن اسم سفيرنا هناك، وهو يعمل في دولة أخرى ـ في الكويت ـ وقد أمهلناه شهرين لكي يعد نفسه للعودة إلى البلاد ثم يتوجه بعدها إلى هناك، ولذا فإن المسألة مجرد وقت فقط. وقد كانت السفارات مفتوحة قبل العام الجديد، ونحن حقيقة افتتحنا سفارتنا في بيروت قبل السفارة اللبنانية هنا في دمشق.إذن فإن الأمر يتعلق بكيفية التعامل مع المشكلة، وذلك هو لب المسألة، وهذا هو السر وراء تحسن العلاقات الذي نشهده الآن. وقد قلنا إننا ندعم مبادرة السلام العربية".
وأشار الأسد الى ان"الوضع في لبنان يتحسن ودعمنا قطر بصورة مباشرة في اتفاق الدوحة، الذي أفرز انتخاب الرئيس، وبالطبع الاستقرار وقانون الانتخابات في لبنان. ولذا فإن الموقف يتحسن. ستعقد الانتخابات، وبالطبع، علاقات قوية مع لبنان أمر طبيعي لأننا دولتان جارتان وشقيقتان."
من جهة أخرى،أكد الأسد ان "القضية الفلسطينية ما زالت جوهر مشكلة السلام وجوهر مشكلة العرب منذ عام 1948. وبالنسبة إلى سوريا، فإن هناك جانبا آخر، لأن لدينا نصف مليون لاجئ فلسطيني في سوريا، ونصف مليون في لبنان، وهم مرتبطون ببعضهم. ولذا، يمكنك أن تتحدث عن حوالي مليون لاجئ كعدد إجمالي. ولا يمكنك الوصول إلى استقرار دائم إلا إذا كان هناك سلام شامل يمكن أن يعمل على حل مشكلة الفلسطينيين في المنطقة. ولذا، فإن هذا هو السبب في أن المسار الفلسطيني مهم للغاية لدعم المسار السوري، وبالطبع المسار اللبناني في الوقت نفسه، لأن المشكلة واحدة. وهم يطلبون منا التحرك على المسار السوري. وإذا كان ذلك يضمن حقوقنا فإننا سوف نتحرك. ولكن هل سنحصل على السلام في نهاية المطاف؟ إنهم لا يفرقون بين معاهدة السلام، والسلام"، لافتا الى ان المصالحة الفلسطينية مهمة للمسار السوري وبالطبع المسار الفلسطيني نفسه. وعلينا أن نعمل بجهد أكبر وألا نضيع الوقت في التحالف مع فصيل ضد آخر. دعونا نتحدث عن الصورة الرئيسة على المسار الفلسطيني. فهناك ثلاث مراحل: الأولى هي حل مشكلة الحصار ووقف إطلاق النار، والثانية هي التحرك نحو المصالحة، والثالثة هي التحرك نحو السلام. لا يمكن إنجاز المرحلة الثانية قبل الأولى أو إنجاز المرحلة الثالثة قبل الثانية. ولذا، فإن المرحلة الأولى هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار ورفع الحصار. ووقف إطلاق النار مرتبط بالحصار نفسه لأن الحصار يعني الموت، ولكنه موت بطيء. وإذا كان عليك أن تختار بين الموت البطيء والموت السريع، فإنه من الأسهل أن تموت سريعا".
ورأى الأسد " أن العالم كله يشاركنا حاليا في الرأي بأن هذه الحكومة الاسرائيلية المتطرفة جدا غير مستعدة للسلام. ولكن، من جديد، الأمر لا يتعلق بهذه الحكومة فقط. ماذا عن أولمرت؟ لم يمكنه تحقيق سلام لأنه إذا كانت هناك حكومة ضعيفة، مثل الحكومة السابقة، فلا يمكنك تحقيق سلام. الحكومات الضعيفة تذهب للحرب، والحكومات المتطرفة تذهب للحرب أيضا. ولذا فهي المحصلة نفسها. ما هي الحكومة التي يمكنها تحقيق سلام؟ هذا هو السؤال، وهو يعتمد على إلى أي مدى يمكن للإدارة الأميركية وحلفائها في أوروبا العمل مع الإسرائيليين لإعادتهم إلى مسار السلام."
وعن احتمال أن يقابل الرئيس الأميركي باراك أوباما، قال الأسد "سمعنا أنه قادم إلى المنطقة، شخص ما قال لي إنه سوف يأتي. وبخصوص المقابلة: من ناحية المبدأ من الطبيعي أن تكون هناك اجتماعات بين الرؤساء. ولا توجد لدينا مشكلة حاليا مع الولايات المتحدة، ولا سيما بعد أن أعلن أوباما أنه سوف ينسحب من العراق، وهذا أمر مهم. ولكن الاجتماع وعقد قمة أمر له علاقة بالموضوع الذي سوف نناقشه. ومن المهم، أولا، الاتفاق على المواضيع، وبعد ذلك، يكون التحضير لهذه المواضيع. وحتى الآن، لا توجد مقترحات من أي جانب لعقد قمة. وما زلنا في بداية العلاقة بين الحكومة السورية والإدارة الأميركية. ولهذا فإنه من المبكر جدا الحديث عن ذلك".
وحول الكلام عن أن سوريا يمكن أن تتوسط بين إيران والولايات المتحدة، أجاب الرئيس السوري انه "لدينا علاقة جيدة مع إيران. ونحن لا نبحث عن دور كي نلعبه، فلدينا ما يكفي من المشاكل، ونحن نقوم بأدوارنا. نناقش مع الإيرانيين المواضيع المختلفة محل الاهتمام المشرك. ولكن، يعتمد ذلك على الموضوع والمنحى. إبان الإدارة السابقة، على سبيل المثال، كان من الصعب تحقيق شيء واقعي فيما يتعلق، مثلا، بالقضية النووية. وحيث لم يكن المنحى واقعيا وإيران قالت إننا لن نتحرك ضد مصالحنا، فأنا مقتنع بذلك. وأنا لست في الوسط على أي حال. وفي الوقت الحالي، إذا قلنا إن إيران لديها الحق، مثلما سمعنا قبل أيام من أوباما، في امتلاك برنامج نووي سلمي، فهذا هو المفتاح. وحاليا، الأبواب مفتوحة أمام الجميع للمساعدة، سواء سوريا أو أوروبا أو الولايات المتحدة نفسها".
وعن مشاكل سوريا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب موقع المفاعل النووي المشتبه فيه الذي ضربه الإسرائيليون، لفت الأسد الى انه "علينا أن نسأل الأميركيين، وخاصة الإدارة السابقة، لماذا انتظروا ثمانية أشهر ليعطوا الأدلة المزعومة التي لديهم؟ لأنهم أرادوا الانتظار حتى نبني الموقع ليقولوا إنه كان! عندما طلبت الوكالة من سوريا السماح لخبرائها بزيارة الموقع، قلنا إنهم يمكنهم الحضور على الفور. طلبوا منا في أيار وجاءوا في حزيران، كان هذا شهرا واحدا ولم يكن لدينا الوقت كي نقوم بأي شيء على أي حال، وقلنا لهم إنه يمكنهم أن يأتوا لأننا واثقون جدا. ولكن، في الوقت الحالي، ولأنه لا يوجد لديهم شيء ملموس، على الرغم من أنهم أعلنوا العثور على شيء ما، يقولون إنه كان موقعا نوويا، وعلينا الآن أن نثبت أنه لم يكن كذلك!".
ورأى انه بالنسة للطريقة التي تم التعامل بها مع سوريا، "الوكالة نفسها لم تتحل بالشفافية. سربوا معلومات وتم تسييسها. ولذا، قلنا إننا ارتكبنا خطأ لأننا كنا نتحلى بالشفافية جدا وسمحنا لهم بالقدوم، حاسبين أنها منظمة عادية مثل أي منظمة دولية أخرى. أتوا وكنا متأكدين من أنه لا يوجد مفاعل ولا أي برنامج. ولذا، كيف حصلوا على اليورانيوم؟".
واعتبر ان مبادرة السلام العربية توقفت لأن الجانب الإسرائيلي دأب على رفضها لسنوات، لكنها لا تزال موجودة. ولكن السؤال كيف يمكن تفعيلها؟ الجواب هو أننا بحاجة إلى شريك، وأنا لا أملك هذا الشريك".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018