ارشيف من :أخبار عالمية
الأسد من النمسا :العالم يشهد موجة تفاؤل يجب الاستفادة منها والمباحثات ركزت على "السلام" ومكافحة الارهاب
يواصل الرئيس السوري بشار الاسد زيارته الى النمسا وقد التقى أمس نظيره النمساوي هاينز فيشر الذي عقد معه مباحثات ثنائية تطرقت الى الاوضاع العامة في منطقة الشرق الاوسط والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل التعاون الاقتصادي .
وعقب الاجتماع الموسع الذي جمع الرئيسان السوري والنمساوي وأعضاء الوفدين في فيينا، قال الاسد "إننا الآن أمام مزاج جديد في العالم لا يعني أن كل شيء إيجابي فهناك مزاج إيجابي.. هناك موجة من التفاؤل.. لكن هذه الموجة محصورة بزمن معين قد لا تستمر ولا نعرف متى تنتهي والمهم أن نتحرك بأقصى سرعة من أجل أن نحول حالة التفاؤل إلى عمل مباشر منتج وبالنسبة لنا في حوارنا مع النمسا هو حوار يجب أن يكون ونتوقع وهذا ما رأيناه خلال المحادثات حواراً منتجاً ومثمراً لافتاً إلى أنه لا بد من التحرك بأقصى سرعة في المرحلة الأولى أو بالأولوية الأولى تجاه عملية السلام".
وأضاف الرئيس : أنا والرئيس فيشر ركزنا في محادثاتنا اليوم بشكل أساسي على عملية السلام وعملية السلام هي كلمة واسعة لها عناوين فرعية كثيرة.. عملية السلام الفلسطينية وعلى المسار السوري واللبناني.. مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تنفصل عن السلام.. قضايا أخرى كثيرة لا يمكن أن تنفصل عن عملية السلام.
الرئيس السوري أشار الى أن المباحثات ركزت على عملية السلام التي أطلقت في مدريد عام 1991، وتابع بالقول " نحن الآن في عام 2009 أي بعد 18 عاماً من إطلاق تلك العملية نرى بأن الواقع لا يعكس أي وجود لسلام حقيقي بل نرى المزيد من الدماء بالرغم من بعض المفاوضات التي تنطلق من وقت لآخر ولكن النتائج لاحقاً تكون عكسية فإذاً لا بد من التحرك من أجل دعم هذه العملية السلمية على عدة مستويات.. على المستوى الدولي سواء في الولايات المتحدة وفي أوروبا أو على المستوى الإقليمي من خلال التعاطي والتواصل والحوار مع الأطراف المعنية مباشرةً بهذه القضية".
كما اعتبر الاسد "أن الموقف النمساوي كان دائماً داعم لعملية السلام وكذلك الموقف الأوروبي مضيفا أن " ما تناقشنا به هو كيف نحول هذا التوافق في المواقف بيننا وبين النمسا والاتحاد الأوروبي إلى خطة عمل تنفيذية. وتطرقنا إلى موضوع الملف النووي الإيراني وأكدنا ضرورة أن تلتزم أي مبادرة دولية تطرح بمعاهدة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل ال إن بي كي والتي تعطي الحق لأي دولة في العالم بأن يكون لديها مفاعل سلمي أو للأغراض السلمية وبنفس الوقت هناك آليات من أجل المراقبة لذلك من الممكن أن يكون هناك حوار دولي مع إيران بناء على هذه النقطة وهذا ما تؤيده سورية".
وفي ردّه على سؤال حول الجدل في "إسرائيل" إزاء استئناف المفاوضات مع سوريا أوضح الرئيس السوري أن ما يقال هو حديث إعلامي لأن ما نراه ونسمعه من تصريحات هو معاكس تماماً للسلام، وتابع" منذ أيام قليلة سمعنا أن الحكومة الإسرائيلية لا ترغب أو غير مستعدة لإعادة الجولان وقبل هذه الأيام سمعنا رفضاً واضحاً أيضاً برفض مبدأ قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية والكل يعرف أن هناك إجماعاً دولياً حول مبدأ الدولتين وهناك أيضاً دعم دولي من دون استثناء لسورية بحقها في استعادة أراضيها المحتلة كاملة فإذا لم يتوفر العنصر الأول والعنصر الثاني من الصعب أن نقول أن هناك شيئاً جدياً أو حقيقياً يحصل تجاه السلام لا مؤشرات ولا أفعال ..إذا كانت المؤشرات ضد السلام فلا يمكن أن نتوقع أن تكون الأفعال مع السلام لذلك أعتقد أن هذا الكلام مجرد كلام إعلامي وعندما يكون هناك تصريح واضح والتزام من الحكومة الإسرائيلية بهذه البنود نستطيع عندها أن نتحدث عن الاحتمالات الممكنة لأي عملية سلام.
وشدّد الاسد على الحق في استرجاع الجولان المحتل "فهو أرض لنا وحق لنا وبالتالي يجب أن يعود بكل الأحوال"،مضيفا " لا نستطيع أن نقول إننا نثق بالحكومة الاسرائيلية ،منذ اغتيال رابين لم نر أي مؤشر حقيقي على الأرض باتجاه عملية السلام لافتا الى انه عندما يكون هناك حكومة إسرائيلية مستعدة للسلام سواء هذه الحكومة أو غيرها نستطيع أن نتحرك معهم مباشرة ونستطيع أن نقول إننا لا نثق ..نستطيع أن نقول بأنهم لن يحققوا السلام ولكن هذا لا يعني أنه لا نفترض أن كل شيء ممكن في السياسة.
وقال الاسد "سوريا تستطيع أن تحقق السلام على أراضيها وعلى حدودها لكن لا تستطيع أن تحققه نيابة عن الدول الأخرى"،مضيفا أن "هناك ثلاثة مسارات لعملية السلام.. حزب الله غير موجود في سورية موجود في لبنان وهو حزب كأي حزب آخر له قواعد ودعم شعبي في لبنان.. أما حماس فهي حزب موجود داخل الأراضي الفلسطينية وإذا كانوا يريدون أن يتعاملوا مع هاتين الجهتين ضمن إطار عملية السلام فهذا يعني أنه على "إسرائيل" أن تأخذ بالاعتبار المسارات الثلاثة بنفس الوقت وهو ما نسميه السلام الشامل"،"أما الحديث عن المسار السوري فربما يحقق اتفاقية سلام على المسار السوري فقط.. من جانب آخر اتفاقية سلام على الجانب السوري لا يعني أن تحقق سلاماً بأكمله وتنتج سلاماً حقيقياً على الأرض لذلك دائماً سورية موقفها مع إطلاق المفاوضات على المسارات الثلاثة بشكل متزامن وبالتالي الوصول إلى السلام الشامل الذي ينهي الحوار حول هذه النقاط".
الرئيس النمساوي
من جهته أبدى الرئيس النمساوي سروره للقاء نظيره السوري ، ورأى أن هذه الزيارة تساهم في إمكانية الحوار ومناقشة العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وسوريا وإن وجهة نظر النمسا تتمثل في أن اتفاقية الاندماج والتعاون والتنسيق بين البلدين يمكن التوقيع عليها وهناك دول أوروبية كثيرة تشجع وجهة النظر هذه.
وأوضح فيشر أن الحكومة النمساوية تقوم بكل ما في وسعها نحو عملية السلام وتقوم دائماً بإطلاق صوتها، مضيفا أن ما حدث في غزة ليس عادلاً وقد وقع ضحايا كثيرون وذلك لم يكن متناسبا مع الهدف الذي ذكرته إسرائيل،لكن النمسا تحاول مواصلة هذه السياسة التي بدأتها منذ عدة سنوات فإننا هنا طرف في القضية أو طرف في الحوار.
ورداً على سؤال حول مستقبل العلاقات الأوروبية السورية قال الرئيس النمساوي: إنني أنظر إلى زيارة الرئيس الأسد في إطار تطورات ومقاربة جيدة وإيجابية بين سوريا والاتحاد الأوروبي وأوروبا وكثيراً ما رأينا في التاريخ أن التطورات التاريخية كثيراً لا تتخذ الاتجاه المباشر لكن على المرء أن يتغلب على بعض الصعوبات.. وإن النمسا تبني منذ عقود علاقات جيدة ووطيدة مع سوريا لكن بالطبع ففي السنوات الأولى من القرن الواحد والعشرين كانت هناك بعض الظروف الصعبة كانت لدينا إدارة أمريكية تنظر إلى سوريا بنوع من القلق والنقد وأيضاً العلاقة بين سوريا وأوروبا لن تشمل فقط المواضيع والمشاكل المفتوحة ولكن كثيراً ما كان الانطباع لدى الجانبين أن الطرفين يفهمان بعضهما البعض.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018