ارشيف من :أخبار عالمية

الأسد ينتقل اليوم إلى سلوفاكيا: سوريا مدخل أوروبا للمنطقة العربية

الأسد ينتقل اليوم إلى سلوفاكيا: سوريا مدخل أوروبا للمنطقة العربية
المحرر الاقليمي + وكالات
   
شدد الرئيس السوري بشار الأسد، في فيينا أمس، على ضرورة دعم أوروبا لعملية التطوير في المنطقة من خلال اتفاقية الشراكة وعبر قنوات أخرى، موضحاً أن «موقع سوريا في العالم العربي يجعلها مدخلاً من مداخل الاقتصاد الأوروبي إلى المنطقة العربية، كما يجعلها ممراً لعبور مصادر النفط والغاز من المنطقة العربية وآسيا إلى الأسواق الأوروبية».
الأسد ينتقل اليوم إلى سلوفاكيا: سوريا مدخل أوروبا للمنطقة العربية
وقبيل وصول الأسد إلى براتيسلافا اليوم، أعلن الرئيس السلوفاكي إيفان غاشباروفيتش، في بيان، أن بلاده «تعتبر سوريا شريكاً مهماً لها في النقاشات لإيجاد حل سلمي لقضايا منطقة الشرق الأوسط»، مكرراً دعمه للتصديق على اتفاقية الشراكة السورية الأوروبية.

وافتتح الأسد ونظيره النمساوي هاينز فيشر، الملتقى الاقتصادي السوري النمساوي في مقر الغرفة التجارية النمساوية في فيينا، بمشاركة200 شركة من البلدين، وتم خلاله بحث فرص التعاون الاستثماري والتجاري والتمويلي في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والتصنيع والتقانة والسياحة.وشدد الأسد على «ضرورة الدعم الأوروبي لعملية التطوير في منطقتنا من خلال اتفاقية الشراكة بشكل خاص وربما من خلال قنوات أخرى لهذه العلاقات على مستوى أوروبا أو العلاقات مع الدول، وهناك الجانب الآخر وهو سياسات كل دولة من الدول تجاه هذه العلاقات من خلال القروض الميسرة».

ورأى الأسد، الذي التقى نخبة من رجال الفكر والثقافة والسياسة والإعلام النمساويين في مقر منتدى برونو كرايسكي للحوار الدولي في فيينا، أن «الأزمة الاقتصادية العالمية يمكن أن تؤدي إلى تغيير أسلوب إدارة النظام الاقتصادي والمالي العالمي، بحيث تحتل الدول النامية دوراً أكبر في هذه الإدارة إذا أحسنت استثمار هذه الأزمة»، مؤكداً أنه «من النتائج المهمة لهذه الأزمة أيضاً بروز أهمية التعاون الدولي الثنائي والمتعدد الأطراف».ودعا الأسد الدول الأوروبية إلى القيام باستثمارات اكبر في سوريا في إطار التحرير التدريجي للاقتصاد المحلي، موضحاً أن دمشق قامت بإصلاح أنظمتها المالية والضريبية وتأمل أن تنفتح على المستثمرين في الإنتاج الصناعي والخدمات والسياحة وتكنولوجيا المعلومات، مؤكداً أنها نجحت حتى الآن في الحد من تأثير الأزمة العالمية.

وأشار الأسد إلى أن «موقع سوريا الجغرافي ساعدها على الانفتاح وبناء العلاقات، وهذه العلاقات اليوم تمتد من أقصى الشرق إلى أميركا الجنوبية، وطبعاً تقليدياً مع أوروبا، ولكن اليوم المهم بالنسبة لنا هو أن نكون جزءاً من السوق العربية المشتركة، وبالتالي يمكن أن تكون سوريا هي مدخل من المداخل الأساسية للاقتصاد الأوروبي تجاه الأسواق العربية، وفي الوقت ذاته النمسا هي في قلب أوروبا، والعلاقة بين سوريا والنمسا قد تكون لها تأثيرات كبيرة على الواقع الاقتصادي». وأضاف الأسد «بالنسبة لنا الموقع الجغرافي أردنا أن نستثمره في سوريا وبدأنا بموضوع الطاقة. هذا الموضوع منذ سنوات عديدة ضمن رؤية إستراتيجية لكوننا الطريق الأقصر لأي نقل للنفط والغاز من شرق سوريا، وخاصة من العراق باتجاه البحر المتوسط ومن ثم إلى أوروبا، تأخر هذا الموضوع بسبب الأوضاع الأمنية في العراق، وفي الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء وسبقه قبل ذلك وفد اقتصادي إلى العراق تم الاتفاق بشكل نهائي مع العراقيين على بناء أنبوب نفط يمتد من العراق إلى المتوسط».وتابع «في الوقت ذاته بدأنا منذ سنوات عديدة ببناء أنابيب للغاز من الجنوب إلى الشمال، مصر، الأردن، سوريا، والآن ستمتد باتجاه تركيا ونفكر بأنبوبين أحدهما بالاتجاه الغربي من سوريا وتركيا والآخر باتجاه الشرق الذي ربما يذهب إلى تركيا ويلتقي مع الخط الموجود من إيران، إنه نفس الشيء بالنسبة للطاقة أو الكهرباء تحديداً حيث بدأنا بعملية ربط على المستوى العربي وانتهى جزء كبير منها، وهناك الآن تتمة لكل هذه المشاريع على المستوى الاستراتيجي في سوريا».

واعتبر أنه «عندما تكون الأسواق العربية مستقرة، وبالتالي الاقتصاد مستقراً، فإن ذلك يخفض من الهجرة نحو أوروبا»، مؤكداً أن «الفرص المتاحة كثيرة، ولكنها ستكون أكبر بعد تحقيق السلام في منطقتنا». وكرر أن «سوريا تعمل من أجل السلام منذ عقود وليس منذ سنوات، ومستمرة بكل الظروف بالعمل مع أصدقائها، والنمسا هي واحدة من هذه الدول التي تدعم عملية السلام، وهناك مزاج إيجابي جديد سياسياً في العالم، نراه ينعكس على منطقتنا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وعلينا أن نعمل بشكل جدي في هذا الاتجاه». وقال فيشر، من جهته، إن أوروبا تأمل أن يستخدم الأسد علاقاته الجيدة مع إيران لحض طهران على وقف أنشطتها النووية تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن الدولي. وأكد استعداد النمسا لتطوير العلاقات الاقتصادية مع سوريا. وقال إن «النمسا ترحب بالمبادرات السورية لتسهيل الاستثمار في سوريا»، مشيراً إلى أن «عملية التقارب بين سوريا والاتحاد الأوروبي ستستمر»، مكرراً دعمه لتوقيع اتفاق الشراكة بين سوريا والاتحاد الأوروبي.

وعرض نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري، أمام الملتقى، فرص الاستثمار في سوريا والمناخ الاستثماري الملائم، وتناول بالأرقام مسألة النمو الاقتصادي وذلك في إطار رؤية استراتيجية بعيدة المدى.
الأسد والمستشار النمساوي
وبحث الأسد مع المستشار النمساوي فيرنر فايمان، في فيينا، العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها على كافة الصعد. ونوه الرئيس السوري «بالمواقف السياسية المتوازنة للقيادات النمساوية المتعاقبة، وبالدور الإيجابي الذي تؤديه النمسا في الأحداث السياسية في منطقة الشرق الأوسط»، معبراً عن «تطلعه إلى توثيق العلاقات السورية النمساوية لما فيه مصلحة البلدين الصديقين».

بدوره، اعتبر فايمان أن زيارة الأسد إلى النمسا «تشكل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الثنائي وتطوير العلاقات العربية الأوروبية، لما فيه مصلحة المنطقتين الجارتين، اللتين تتأثران إيجابياً في السعي لحل المشاكل التي تواجهها المنطقة». وأكد على «الدور الإيجابي الذي تؤديه سوريا إقليمياً ودولياً في خدمة الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط».

وعلى هامش الزيارة، بحث وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع نظيره النمساوي ميخائيل شبيندل ايغر «العلاقات الثنائية بين البلدين، والأوضاع الراهنة في المنطقة، وخاصة سبل دفع عملية السلام الشامل فيها». ووقعت دمشق وفيينا مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال حماية البيئة، وأخرى حول التعاون بين الهيئة السورية للاستثمار والهيئة النمساوية للاستثمار.
 
2009-04-29