ارشيف من :أخبار لبنانية

إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود لـ"الانتقاد. نت": التوتير المذهبي المفتعل لا يخدم مصالح السنة، بل العدو

إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود لـ"الانتقاد. نت": التوتير المذهبي المفتعل لا يخدم مصالح السنة، بل العدو

"طابخ السم آكله"، خلاصة خرج بها إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود في توصيفه لمفتعلي التوترات الأمنية الجوالة في المناطق. وبرغم ذلك ما زال المجال مفتوحاً أمام "العقلاء في تيار المستقبل لإصلاح الانحرافات الكبيرة". وهو قسم "التيار" إلى فسطاطين: "عميل" لمعرفته المسبقة بأهداف التوتير الأمني (وهو ضرب المقاومة)، و"متعاطف" لا يدري إلى أين تؤدي به هذه التهلكة.. وفي كلا الحالين "لا يخدم الطائفة السنية، بل العدو الإسرائيلي".
التطورات السياسية الداخلية والأحداث الأمنية الأخيرة كانت محور لقاء لـ"الانتقاد. نت" مع الشيخ ماهر حمود.


إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود لـ"الانتقاد. نت": التوتير المذهبي المفتعل لا يخدم مصالح السنة، بل العدومن موقعك الروحي، ما رأيك في ما ينتهجه فريق السلطة من افتعال توترات أمنية متنقلة من بيروت الى البقاع؟ وأي تداعيات ستتركها على الساحة الداخلية؟
ـ أكثر ما يعبّر عما نحن فيه القول المأثور: "طابخ السم آكله".. هذا التوتير سيعود بالضرر على الجميع، ولن يفلت منه أحد. ونتذكر المثل القائل: "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها". من الواضح في التحليل السياسي أن الذي ينتهج التوتير المذهبي هو الذي يستفيد منه. المعارضة وحزب الله الآن يجهدان لإثبات أنهما أكبر من المذهبية والمناطقية، وبالتالي ليست المعارضة هي من تنتهج هذا النهج، إنما الآخرون، لأن هذا التوتير المذهبي خدمهم نوعا ما في انتخابات 2005. اليوم قد لا يخدمهم صحيح، ولكن لا يزالون يظنون ان هذا هو السلاح الأمضى. الرئيس الحريري كان مشروعه عالميا، سواء كنا معه او لا، كان مشروعه ذا أبعاد اقتصادية وسياسية، أما الآن فمن أنزل "تيار المستقبل" إلى الزواريب الداخلية في بيروت، وسلّح بعض الشباب من دون هدف سياسي وطني! فهذا لا يتناسب مع مشروع الحريري ولا يشبهه.. وبالتالي إذا كان جزء من الجمهور تجاوب في فترة ما، فيفترض ان يستيقظ، خاصة بعد أحداث 7  و 8 أيار التي سببت المآسي ولم تساهم في الدفاع المزعوم عن بيروت وعن السنة والشعارات المرفوعة. للأسف الشديد التهييج المذهبي سيطر على كثير من السنة داخل الطائفة، ولكن كما يقول المثل البريطاني، تستطيع أن تخدع كل الناس فترة من الوقت، لكن لا تستطيع ان تخدعهم كل الوقت.. بل ستنكشف الألاعيب وسينكشف أن التوتير المذهبي مفتعل ولا يرتكز الى أسس وأهداف سليمة، ولا يخدم في النهاية إلا العدو، ولا يخدم مصالح السنة، خاصة من الناحية السياسية. ومن المهم القول ان مشروع السنة في لبنان لم يكن في يوم من الأيام مذهبيا ضيقاً، بل هو مشروع عربي وحدوي.. ولم يكن مشروعاً على قياس زاروب أو زعيم أو منطقة محددة، وبالتالي ما نراه بالتأكيد موقت ولا بد أن تأتي رياح الإسلام السليمة لتوقف الأجواء الموبوءة هذه الأيام.

يفهم من كلامك ان "تيار المستقبل" يريد أخذ السنة الى موقع غير موقعهم الأصلي؟
ـ طبعا هذا هو الهدف، لكن الحقيقة ليس كل تيار المستقبل، رأينا وسمعنا من بعض الشخصيات الهامة والذين كانوا رئيسيين في مشروع الرئيس الحريري، أنهم ضد هذه "الحرتقات" وضد هذه السياسة المشبوهة. وبالتالي نحن نراهن على من في داخل تيار المستقبل ليصلح هذه الانحرافات الكبيرة.

برأيكم من "ينفخ" في أذن سعد الحريري ليلعب هذه اللعبة الخطرة؟
ـ من دون شك الأميركي والسعودي. السعودي قد لا يكون بقرار ذاتي، إنما خدمة للأميركي.. فأميركا و"إسرائيل" لا تستطيعان محاصرة المقاومة إلا من خلال المذهبية، بعد أن سقطت كل الأسلحة المباشرة وغير المباشرة. أما سلاح المذهبية فيعمل في جسد الأمة وينجحون من خلاله. بعضهم يعلم بذلك فهو عميل، والبعض الآخر ينجر بالعواطف المجيّشة ويقوم بأعمال لا يدري إلى أين تؤدي به.

يتردد أن ما يحدث اليوم من توترات أبعد من مجرد إعادة الاعتبار لزعامة الحريري وتياره؟
ـ نعم، هناك محاولة لإيقاع المقاومة في الوحول الداخلية بهدف إضعافها وتهيئة الأجواء لضربها، كما حصل مع المقاومة الفلسطينية في لبنان عندما دخلت في الزواريب الداخلية ولم تجد من يقف الى جانبها.

.. البعض اعتبر أن ما يحصل هو لرفع معنويات "تيار المستقبل" بعد التقهقر الذي حصل له على يد المعارضة؟
ـ هذا حدث مرحلي لا يتعارض مع الهدف الكبير الذي يخطط له الأميركي.

هل تتوقع أن تستمر هذه التوترات لحين الاستحقاق الانتخابي؟
ـ لنفترض أن هذه التوترات لها علاقة مرحلياً بالاستحقاق الانتخابي.. أنا أراهن على العقلاء كما حصل في اتفاق الرياض بين أحمدي نجاد والملك عبد الله، الذي أوقف التوترات المذهبية. أطمح إلى اتفاق مشابه يتحرك له بعض العقلاء، ولا أدري ما الذي جعل السعوديين يتراجعون عن ذلك الاتفاق. وفي النهاية إذا عاد السعوديون واقتنعوا بأن ما يجري مسيء لهم وللعرب والمسلمين وللبنان ولسياستهم، فخلال 24 ساعة تتوقف كل هذه التوترات.

 من كونك مؤثراً في صيدا، ما هي الخطوات العملانية المتبعة من قبلكم لدرء أي توتر قد يصل إلى المدينة، بعد الذي حصل في مخيم عين الحلوة؟
ـ الاتصالات تجري يومياً، لكن لن نتوهم أنها كافية، غير أننا نسأل الله تعالى أن يتولى أمورَنا خيارُنا، وهذا ليس بعيداً.

الاستراتيجية الدفاعية
ما هي قراءتك للاستراتيجية الدفاعية المطلوبة لمواجهة المحتل الإسرائيلي المتربص بلبنان دوماً؟
ـ المطلوب رفع مستوى التنسيق بين الجيش اللبناني والمقاومة، وربما نطمح ان يصبح للمقاومة لواء في الجيش يقوده قائد عسكري متفق عليه بين الطرفين، وله ميزانيته واستقلاليته، وهو طموح كبير.. لكن كيف سيحصل ذلك مع سماعنا أن الأميركي يريد ان تكون له كلمة الفصل في اختيار قائد الجيش اللبناني!

ما الذي استوقفك في التسجيل الصوتي الذي نُسب على أنه لشاكر العبسي؟
ـ رأيي ان شاكر العبسي قتل في معركة نهر البارد، والهدف من هذا التسجيل الصوتي هو إبقاء البلد في حالة توتر دوما، وقد وافقني الرأي ضباط من الجيش اللبناني. المهم القول هنا ان العبسي عندما حاولوا تجنيده لمصلحة معركة سنية وشيعية لم يكن ليتجاوب معهم، وقال ان حصلت نفكر في الأمر، وكان يتحدث باحترام عن السيد حسن وحزب الله، مما يظن ان العبارات التي استخدمت في التسجيل الصوتي في ما خص حزب الله أستبعد ان يكون هو حسب شخصيته التي نقلت لنا.. 

..إذاً من وراء هذا التسجيل الصوتي؟
ـ.. إما جهة مخابراتية تريد توتير الأجواء المذهبية، وإما ان بقايا لتنظيم "فتح الإسلام" ما زالت موجودة وتريد ترتيب وضعها، الأمر في النهاية مرتبط بجزء من تنظيم "القاعدة".
حاوره: حسين عواد
الانتقاد/ العدد1272 ـ 13 حزيران/ يونيو 2008

2008-06-12