ارشيف من :أخبار لبنانية
اللواء السيد في أول يوم حرية يتحدث لـ "الانتقاد": أحب المحاسبة.. وهناك معطيات سيأتي الوقت لأتحدث عنها

كتب حسين عواد
خرج اللواء جميل السيد إلى ضوء الشمس الذي حرم منه على مدى أربع سنوات، ظلماً وعدواناً، وها هو يبدأ خطوته الأولى على طريق الحرية.
مع إطلالة الشمس الأولى عليه، زارته "الانتقاد" وتحدثت معه عن المستقبل الآتي، في دردشة سريعة بين مغادرة مهنئين ودخول آخرين، وبين اتصال مبارك بالحرية وآخر يحمل في طياته أكثر من رسالة:
بداية، ما هو شعورك مع الحرية في يومك الأول؟
ـ بصراحة .. حتى وأنا في السجن لم أكن اشعر بأنني سجين بالمعنى التقليدي للكلمة.. كنت حراً، وعبّرت عن ذلك كما تعلمون بمسلسل البيانات والطلات الإعلامية خلف القضبان التي كنت اطلقها بحيث كنت أُبلغ الرأي العام بما يجري من حولنا، واعتقد أن الحرية هي ليست "حيطان وقضبان" وخلافه، بل الحرية هي أن يكون الإنسان حراً، خاصة عندما يكون قادراً على القتال من أجل قضيته فيكون عندها حراً حتى ولو كان في السجن، أو المعتقل .. والحمد الله على كل حال..
سؤال شخصي، في أي من الوقت خلدت إلى النوم ؟
ـ .. الثالثة والنصف فجراً وبالرغم أنني لم استطع النوم ..
والسبب؟
ـ .. بصراحة ليست المسألة مسألة انفعال.. سبحان الله هناك شريط معين يستحضره الإنسان في ذاكرته لما جرى له طيلة هذه المدة، وكأنك تستعرض فيلم سينمائي، بحيث تحضرك بالقوة صور معينة، ثم تجد نفسك في ظرف سياسي معين خرجت فيه إلى الحرية بأنه كان هناك ثمة قرار يشبه المعجزة..
هل كنت تتوقع الخروج الى الحرية ؟
ـ انا دائماً كنت أتأمل الخروج من السجن، إنما ما لم أكن ضامناً كلياً هذا الأمر مع العلم أنه كانت لدي إشارات كثيرة تؤكد بان الفرج قريب، لقد كنت أخشى التدخل السياسي خاصة مع مجيء وزيرة الخارجية الأمريكية هلاري كلينتون، وكنت أتصور ان البعض في الدولة سيمزق لها ثيابها ويقول لها "دخيلك" أجليهم إلى ما بعد حزيران.. لأنك أنت لا تتحدث عن ضباط فحسب بل عن حلقة سياسية تمتد على مستوى المنطقة، وإحدى حلقاتها في لبنان كان اغتيال الرئيس الحريري، واعتقال الضباط.
توجهت بالأمس لحظة خروجك من السجن بكلام اعتبره البعض قاسياً للنائب سعد الحريري؟
ـ لا لا، لم يكن قاسياً .. أنا أحببت أن أحيّده، أنا لا أستطيع أن أقبل أو ان أُصدق انه لا يريد مصلحة أبوه، ولكن انا أردت ارشاده، وأقول له انتبه، لأنك بما فعلت خلال اربع سنوات أضعت أباك، واليوم الفرصة مؤاتية أن تسترده.
.. ولكن جاءك الرد منه ..
ـ لا، بالمناسبة هو عقد مؤتمره الصحافي قبلي..
تيقنت ان اعتقالك هو اعتقال سياسي؟
ـ مليار بالمئة ..لأن هناك معطيات سيأتي الوقت لأتحدث عنها، لاسيما انه جرى التفاوض معي قبل اعتقالي!..
.. هل تعتبر نفسك اليوم مطلق الحرية، ام لا يزال هناك بعض القيود ؟
لدي أصدقاء بالموالاة، وكثر قالوا لي الحمد الله على السلامة..
ـ المحكمة قررت أن هؤلاء لا شيء عليهم.. وهذا القرار جاء بعد أربع سنوات بعدما "نبشوا قبرنا" على المستوى الشخصي والعام والمهني.. ونحن تحدينا كل هذه الفترة وقلنا لهم تفضلوا آتونا بدليل واحد، أو شاهد، لان مثل هذه الجريمة على مستوى هذا الحجم لا يمكن إخفاؤها لا سيما انها حصلت باحتراف عالٍ، وبالتالي لا تستطيع ان تقول ان هؤلاء خرجوا لأنهم ليسوا أبرياء بل هناك قرار خرج من المحكمة الدولية بان لاشيء عليك.
ما هي خططك المستقبلية؟
ـ ليس لدي الآن خطة.. مرحلتي الأول كانت كيفية الخروج من الاعتقال، فأول خطوة هي الحرية ومن بعدها ...
الانتقام؟
ـ ليس الانتقام.. انا أحب المحاسبة وطلبت من سعد الحريري المحاسبة..
هل سيكون لديك برنامج سياسي لاحقاً؟
ـ لدي عمل سأقوم به وهو إطلاق مواقف وتعابير لاحقة سواء قبلت بها الناس او لم تقبل، وعلى كل حال انا عملت بالسياسة من خلال وظيفتي في جهاز الأمن العام، واليوم انا خارج الوظيفة، وبالتالي لا أدري ما ذا يمكن ان افعل في المستقبل..
.. الملاحظ ان مستقبليك السياسيين كانوا بمعظمهم من حزب الله؟
ـ (يبتسم).. حزب الله هو المتبني ، لأنه بالنهاية هو رأس المعارضة بالمفهوم العملي للكلمة، ولا بد من التذكير ان معظم المعارضة هنأتني بالسلامة، منهم سليمان فرنجية، ميشال عون، ولكن كما تعلمون لم يكن باستطاعة الجميع في المعارضة نظراً للمكان الجغرافي وطبيعة العمل ان يكونوا حاضرين كما هو حال حزب الله.. فحزب الله يمثل رأساً أساسياً في المعارضة وبالتالي كان هو أقرب الناس في التعبير الميداني..
.. هل اتصل بك احداً من الموالاة ؟
ـ لدي أصدقاء بالموالاة، وكثر قالوا لي الحمد الله على السلامة..
.. أقصد من السياسيين؟
ـ خذ مثالاً على ذلك غازي العريضي وما فوق وما تحت..
من تيار المستقبل ؟
ـ لا، وقلت إذا حكاني سعد الحريري أرد عليه..