ارشيف من :أخبار عالمية
مصر تشدد حملتها على شريان حياة غزة والأنفــاق تدمــر بالتفجيــر وضــخ الميــاه والغــاز
يتحدى الفلسطينيون ظلم ذوي القربى وقمع سلطات الاحتلال، بمتابعة حفر الانفاق بين قطاع غزة ومصر، التي شدّدت اجراءاتها لمنع تهريب السلع الى القطاع المحاصر بذريعة الخوف من تمرير السلاح.
وتتعرض الانفاق بين مصر وقطاع غزة منذ ثلاثة أسابيع، لحملة يشنها الأمن المصري ضد التهريب، بضغط اميركي واسرائيلي مستمر.
وبرغم القمع، لا تزال منطقة الأنفاق على مشارف مدينة رفح الواقعة في جنوب قطاع غزة، خلية نحل من النشاط الخفي، ولا تزال تسمع أصوات الكثير من مولدات الكهرباء من وراء أكوام الرمل التي تخفي خياما وملاجئ مصنوعة من القماش والالواح المعدنية.
وكانت شبكة الانفاق الفلسطينية المؤلفة من نحو ثلاثة آلاف نفق، تقلصت الى مئات الأنفاق من جراء القصف الذي دام ثلاثة أسابيع خلال العدوان الاسرائيلي على غزة في كانون الثاني الماضي. وأدت سيطرة حركة حماس على غزة العام 2007، الى تشديد الحصار الذي فاقم الوضع الانساني في القطاع وجعل الفلسطينيين يعتمدون على الانفاق للبقاء على قيد الحياة.
وتعتمد غزة على إمدادات يومية من المساعدات الدولية التي يتم توصيلها عبر اسرائيل وتخضع لاهواء الموافقة الاسرائيلية، وهي لاتسد الحاجات اليومية للفلسطينيين. ويقول التجار ان امدادات الوقــود التي تدخل عبر الانفاق انخفــضت بمقدار النصف، على اثر التدابير المصرية المتخذة.
ويتراوح عمق الأنفاق بين سبعة و15 مترا تحت سطح الأرض، ويصل طول بعضها الى الف متر، ويقول مسؤولون عنها ان السلطات المصرية تستخدم حفارات ومعدات اميركية خاصة لاقتفاء مسارات الانفاق، ثم يقومون بتفجيرها او ضخ المياه بداخلها حتى تنهار، او يطلقون فيها الغاز.
وذكرت مصادر طبّية، أن فلسطينيا لاقى حتفه عندما انهار عليه نفق الاسبوع الماضي، كما قتل العشرات في العام الماضي، لكن العاملين في الأنفاق يواصلون الحضور لأن الشبان الفلسطينيين في حاجة ماسة الى العمل.
وقال ابو احمد الذي غطى وجهه بقميص قطني أسود «انا اكسب 50 دولارا فقط لسحب الرمل الى خارج النفق واكسب 100 دولار عندما أقوم بنقل البضائع» وبسؤاله عن الخطر المحدق، اجاب أن الأعمار بيد الله.
كما قال ابو اسلام وهو شاب بلحية خفيفة «انا لي اسهم في هذا النفق... أعتقد أنني بحاجة الى خمسة شهور لكي اقيم حفل زفافي، فانا ادخر نقودا لكي اتزوج».
ويقول احد المسؤولين عن الأنفاق، أن الجهاز الامني التابع لحركة حماس حذرهم من تهريب اي اسلحة او مخدرات. وأضاف أن الجهود المصرية «اكثر فاعلية» من القنابل الاسرائيلية. وتابع «الشغل في الانفاق تقلص الى نسبة 20 في المئة عما كان عليه الحال قبل الحرب على غزة».
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018