ارشيف من :أخبار لبنانية
زلزال الافراج عن الضباط يخطف الاضواء عن المعركة الانتخابية وردود فعل الموالاة تحاول امتصاص الصدمة
كتب علي عوباني
لليوم الثالث على التوالي يخطف زلزال الافراج عن الضباط الاربعة الاضواء عن الاستعدادات للمعركة الانتخابية، ففي وقت استفاق فيه الفريق الاكثري بالأمس محاولا النهوض بعد الضربة التي تلقاها على الرأس والتي يرجح لتردداتها ان تستمر لفترة طويلة من الزمن، ورادا الهجوم عبر محاولته الهروب الى الامام للدفاع عن نفسه، يطل الامين العام لحزب الله مساء اليوم على شاشة قناة المنار محددا موقف الحزب في العديد من القضايا وابرزها خطوة تحرير الضباط الأربعة وانعكاساتها والمواقف المختلفة التي صدرت بشأنها، فضلا عن تطورات قضية المقاوم المعتقل لدى سلطات النظام المصري سامي شهاب، بالاضافة الى المناورة العسكرية الواسعة التي يعتزم العدو تنفيذها أواخر شهر أيار وموضوع الانتخابات النيابية.
الفريق الاكثري يحاول النهوض بعد الضربة التي تلقاها بالافراج عن الضباط الاربعة والتي يرجح ان تستمر تداعياتها لفترة طوليلة |
الى ذلك وفيما تواصلت مظاهر الترحيب والتهنئة بالافراج عن الضباط الاربعة، والتي كان أبرزها امس اتصال رئيس الجمهورية بهم وتهنئتهم على سلامتهم ، توالت ردود الفعل المتوترة من صقور 14 اذار، في محاولة جديدة لترميم بنيان النهج السلطوي الذي ابتدعوه منذ اربع سنوات وشد عصب جمهورهم، وامتصاص غضب الشارع الذي لفقوا عليه الاكاذيب وبنوا سياساتهم وانتصاراتهم الوهمية على امجاده، فضلا عن سعيهم الحثيث للتخفيف من وطأة الانعكاسات المباشرة لهذه القضية على الاستحقاق الانتخابي.
وفي سلسلة من المواقف المتشنجة والموتورة، علق النائب وليد جنبلاط على الافراج عن الضباط الاربعة بالقول: "أفضل لهم أن يصمتوا وأن يقبلوا بحكم المحكمة وأن لا ينادوا النظام البائد من أوكاره أن يعود ونحن جاهزون لخوض المعركة السياسية، سنستمر بالتحدي وتحضير الانتخابات في كل شبر وزاوية من لبنان من أجل العدالة ومن أجل رفيق الحريري ولا بد من الصبر والتأني بانتظار العدالة" . كما اضاف جنبلاط بعد لقائه النائب سعد الحريري في قريطم :" المحكمة قررت أن الضباط لا علاقة لهم بالوقت الحاضر بعملية الاغتيال لكن لن نتخلى عن الادانة السياسية".
مواقف متشنجة وموتورة لقوى 14 اذار تحاول الهروب الى الامام والتخفيف من وطأة انعكاسات الافراج عن الضباط على الانتخابات النيابية المقبلة |
من جهته حاول قائد القوات اللبنانية سمير جعجع نفض يده ويد حلفائه من قضية الضباط الاربعة، محاولا تبرئة ساحتهم، ومذكرا ان من اتخذ قرارا باعتقال الضباط ليس النائب مروان حمادة ولا رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري ولا رئيس حزب الكتائب" أمين الجميل ولا انا بل الرئيس الاسبق للجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس والمحققين الدوليين من بعده". وكما فعل جنبلاط فعل جعجع حينما رد على اللواء جميل السيد، بالقول "أفضل ما يمكن ان يقوم به اللواء السيد لنفسه هو ان يسكت قليلا، وهو لا يسمح له الكلام عن استقامة وعلم ونزاهة وزير العدل ابراهيم نجار".
الى ذلك وفيما حضرت قضية الضباط الاربعة أمس في جلسة مجلس الوزراء التي شهدت جدلا كبيرا استمر على مدى ثلاث ساعات حول واقع القضاء اللبناني في ضوء قرار المحكمة الدولية، يرتقب ان تحضر هذه القضية على طاولة المجلس الاعلى للقضاء الذي يعقد يوم الثلاثاء القادم اجتماعا له دعا اليه رئيسه القاضي غالب غانم للبحث في شؤون قضائية مهمة بحسب بيان المجلس.
في هذا الوقت يحتفل عمال لبنان والعالم اليوم بعيدهم، وسط أزمات معيشية خانقة تعصف بالبلاد والعباد، دون ان تجد هموم المواطنين الاقتصادية والاجتماعية اي صدى ايجابي يترجم بسياسات واضحة من قبل الحكومات المتعاقبة في التعاطي مع هذه الملفات الحساسة، والتي تهم كل مواطن اي كان انتماؤه الديني او الطائفي او الحزبي او حتى المناطقي، على أن العمال مدعوون في عيدهم الى وقفة تأمل للحظات قليلة والسؤال عن الأسباب الكامنة التي جعلتهم وتجعلهم قابعين في آلامهم ومآسيهم، وعن الاسباب التي اغرقتهم في ديون لن يقووا على سدادها، وعمن يقف وراء تعطيل مطالبهم المحقة وليس آخرها موضوع تحفيض سعر البنزين والذي عمدت الاكثرية الى تطيير نصاب جلسات مجلس النواب مرارا وتكرارا لعدم البت به ...على ان موعد العمال قريب لمحاسبة ومعاقبة اولئك الذين همشوهم وحولوا الشعب اللبناني بكل اطيافه الى طبقة من الفقراء المعوزين... الذين وان علا هدير صوتهم يوم السابع من حزيران لاسقط كل هذه الطبقة السياسية الفاسدة التي حكمت اربع سنوات وهي ما لبثت تتذكر العمال كل اربع سنوات مرة ثم تعود لتنسى مطالبهم ...
العمال يحتفلون بعيدهم اليوم وسط الازمات المعيشية التي تعصف بالبلاد والعباد ... وهدير صوتهم يهدد الطبقة الحاكمة ان علا في السابع من حزيران المقبل |
وفي هذا الاطار، هنأت وحدة النقابات والعمال المركزية في "حزب الله" العمال في عيدهم داعية اياهم ان يسألوا ظالميهم من فريق الموالاة، أين هي فرص العمل التي أمنوها لهم ولأجيالهم، وأي معضلة من معضلات البطالة عالجوها ورفعوا ضيمها عنهم. وأين هي الآثار الباهرة التي أنتجتها سياسات فريق الموالاة الإقتصادية والضريبية الجائرة فأنقذت لبنان من هلاك قطاعاته الإنتاجية الزراعية والصناعية والتجارية والسياحية وخلصته من مديونيته، وأعادت الرعاية والحماية الإجتماعية لشعبه. كما دعتهم لان يسألوا"من حكم لبنان وظلم طيلة ثمانية عشر عاما، عن اقتصاد لبنان ومديونية لبنان، وعن الإنماء المتوازن في لبنان، وحاكموه غدا في صناديق الإقتراع، حاكموه نهجا وحكما وأداة قهر وإفقار وتبعية، ولا تدعوه يفلت من حكم عدالتكم وأنتم الأعلون. وكل عام وأنتم بخير.