ارشيف من :أخبار عالمية
الأسد يختتم جولته في سلوفاكيا: السلام والاقتصاد مترابطان
كرر الرئيس السوري بشار الأسد، التأكيد أمس، أن موقع سوريا الجغرافي، والإصلاحات التي تشهدها، تؤهلها لاستقطاب استثمارات واسعة في مجالات إستراتيجية مثل نقل النفط والغاز والنقل بالسكك الحديدية، مشددا على أن «السلام داعم للاقتصاد، والاقتصاد داعم للسلام».
وأكد الأسد ونظيره السلوفاكي ايفان غاشباروفيتش، خلال الملتقى الاقتصادي السوري السلوفاكي في براتيسلافا، أن «الفرصة الآن متاحة وقوية لبدء تعاون اقتصادي متميز بين سوريا وسلوفاكيا في جميع المجالات، وخاصة في القطاعات الإستراتيجية كالزراعة والري والمياه والطاقة». وشددا على أن «التفاهم السياسي والثقة والمصداقية التي تجمع سوريا وسلوفاكيا تشكل إطارا متميزا لهذا التعاون الاقتصادي».
وقال الأسد، الذي عاد وعقيلته والوفد المرافق إلى دمشق بعد زيارة سلوفينيا والنمسا، إن «موقع سوريا الجغرافي وإرثها الثقافي، والإصلاحات التي تشهدها، ومجتمع الأعمال فيها، تؤهلها لاستقطاب استثمارات واسعة في مجالات إستراتيجية، مثل نقل النفط والغاز والنقل بالسكك الحديدية ومشاريع جر مياه نهر دجلة والفرات واستصلاح الأراضي والمشاريع الصناعية والسياحية الكبرى، إضافة إلى التعاون بين الشركات الصغيرة والمتوسطة بين البلدين»، مؤكدا أن «اتفاقيات حماية وتشجيع الاستثمار ومنع الازدواج الضريبي تشكل إطارا قانونيا جاهزا لبدء المشاريع المشتركة».
وكان الأسد أعلن في الملتقى الاقتصادي السوري النمساوي في فيينا، أن «سوريا مدخل أساسي للاقتصاد الأوروبي تجاه الأسواق العربية»، مضيفا «نحن الطريق الأقصر لأي نقل للنفط والغاز من شرقي سوريا إلى أوروبا».
وأشار الأسد، في براتيسلافا، إلى «أهمية تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط بما يسهم في الازدهار الاقتصادي»، مشددا على أن «السلام داعم للاقتصاد، والاقتصاد داعم للسلام».
من جانبه، شدد غاشباروفيتش على أن «الفرصة مؤاتية الآن لانطلاق تعاون اقتصادي متميز يرقى إلى مستوى العلاقة الإستراتيجية بين البلدين، نظرا للقوة الاقتصادية والسياسية التي تتمتع بها سوريا ونجاح سلوفاكيا في تحقيق أعلى معدلات للنمو في الاتحاد الأوروبي خلال السنوات القليلة الماضية».
وشارك في الملتقى أكثر من 150 شركة تمثل مختلف القطاعات الصناعية والتجارية في البلدين. وقدم نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري، أمام الملتقى، عرضا عن التطورات الاقتصادية وفرص الاستثمار في سوريا ونتائج عملية الإصلاح الاقتصادي التي تشهدها البلاد. وقال إن «سلوفاكيا دولة قوية في صناعة النقل والسكك الحديدية، ولديها اهتمام بمشروع ربط ميناء أم قصر في العراق مع ميناء طرطوس السوري، وهذا يشكل تحولا استراتيجيا تاريخيا بالنسبة لقطاع النقل والترانزيت في الشرق الأوسط».
وعلى هامش الملتقى، التقى الأسد نائب رئيس بنك الضمان والتنمية السلوفاكي والرئيس التنفيذي لبنك التصدير والاستيراد السلوفاكي اللذين أكدا له بدء نشاط المصرفين في تمويل وضمان الصادرات والاستثمارات السلوفاكية في سوريا. وأشارا إلى أنهما «سيــزوران دمشق قريبا لإطلاق هذا النشاط المــهم والضروري لجذب الشركات السلوفاكية الراغبة بالعمل في سوريا».
وفي إطار الزيارة، بحث وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع نظيره السلوفاكي ميروسلاف لاجاك، في براتيسلافا، سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة. واتفقا على ضرورة استمرار التواصل والتنسيق بينهما لتحقيق الأهداف المشتركة لهما.
وأكد لاجاك حرص سلوفاكيا على تعزيز العلاقات التاريخية التي تربط البلدين والارتقاء بها إلى المستوى الذي يخدم مصالحهما المشتركة. كما تم بحث الأوضاع في الشرق الأوسط ومحورية دور سوريا في تحقيق الاستقرار فيها، حيث نوه الوزير السلوفاكي «بالجهود التي تقوم بها سوريا لدعم تحقيق المصالحة الفلسطينية، ودفع مسيرة السلام الشامل».
ووقع معاون وزير الخارجية السوري عبد الفتاح عمورة ونائب وزير الثقــافة الســلوفاكي اوغستين جوزيف لانغ مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الثقافي بين البلدين.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018