ارشيف من :أخبار لبنانية
السيد فضل الله يدعو اللبنانيين للخروج من دائرة الاتهام السياسي وغير السياسي ولعدم الانخداع بالوعود الأميركية

المحرر المحلي
علق آية الله السيد محمد حسين فضل الله على مسألة خروج الضباط الأربعة الى الحرية داعيا اللبنانيين الى العمل للحفاظ على وحدتهم وتماسك ساحتهم الداخلية، وعدم الانجرار وراء أية انفعالات قد تنطلق من هنا وهناك، كما دع السيد فضل الله الدولة بمؤسساتها المعنية الى وقفة تأمل تقود الى مراجعة حقيقية عل جميع المستويات، حيث لا يمكن وضع ما جرى في دائرة السجال السياسي الذي يتحرك بين هذا الفريق أو ذاك، لأن المسألة تطاول ركناً أساسياً من أركان الدولة والكيان، والذي لا يمكن للبلد أن يستمر من دون ترميمه وإصلاحه.
واضاف السيد فضل الله في خطبة الجمعة التي القاها في مسجد الحسنين ظهر اليوم :"إننا نريد للبنانيين جميعاً أن يخرجوا من دائرة الاتهام السياسي وغير السياسي، لأن المسألة هنا وهناك قد تُستغل لاستصدار أحكام على أساس الاتهام الذي قد ينطلق من دون دليل.. إننا نريد للجميع أن يخرجوا من هذه التجاذبات التي تُحدث اهتزازاً في البلد ولا تخدم العدالة في أيّ وجه من وجوهها ".
أما فيما يتعلق بالانتخابات النيابية، فلفت سماحته الى التدخل الاميركي في هذه الانتخابات والمال السياسي الذي صرف بالملايين عليها ، واصفا الديمقراطية اللبنانية بانها تبقى ديمقراطيةً عجائبيةً تستوعب ما لا يُستوعب من إملاءات الخارج، وتضيق بشعبها في الداخل، وتستمر لغزاً غير قابل للحل وعقدةً عصّية على الحلحلة، لأنه يراد للبلد أن يستمر في الدور المرسوم له، ليكون عبئاً على أهل الطموح، وفخاً لطلاب الحرية والعزة والكرامة.
من جهة اخرى طالب السيد فضل الله العرب واللبنانيين ، ألا ينخدعوا أمام الوعود الأميركية، لأن ما تحمله وزيرة الخارجية الحالية لن يختلف في العمق عما كانت تحمله "رايس" التي ملأت الدنيا ضجيجاً بالحديث عن المخاض الجديد للشرق الأوسط الذي كان ثمنه تدمير لبنان وغزة، وعن الدولة الفلسطينية القابلة للحياة، ثم ذهبت مع إدارتها ومشروعها إلى حيث لا عودة.
وانتقد سماحته بحدة المشهد العربي الذي تتوالى فيه مهزلة معاقبة المجاهدين الذين عملوا على تهريب السلاح إلى غزة، مستغربا دخول الأمم المتحدة على الخط ، "حيث يطير مبعوث الأمين العام لمراقبة القرار1559 "لارسن" إلى القاهرة لإثارة القضية، ودفعها إلى التّفاعل من جديد، من خلال إعلانه بأن المسألة تمثل "ظاهرةً خطيرةً" وتمسّ بسيادة الأراضي المصرية".
وتساءل فضل الله عمّا إذا كان دور الأمم المتحدة هو الحفاظ على السلم والأمن الدوليين أو افتعال المشاكل بين الدول والمجموعات السياسية، سائلا لماذا لا تحرّك ساكناً أمام هذه الاستباحة الإسرائيلية للأجواء اللبنانية يومياً، وأمام استباحة العدوّ الأمنية للساحة اللبنانية، في شبكاته الاستخبارية العاملة على العبث بالأمن اللبناني الداخلي؟!... أم أن للأمم المتحدة أيضاً أجندتها الإسرائيلية؟!...