ارشيف من :آراء وتحليلات
بين الشطرنج والنرد.. مقاومة

كتب مصطفى خازم
قبل أيام اعتبر وزير حرب العدو أيهود باراك أن "الايرانيين يحسنون لعب الشطرنج بعكس من يلعب النرد".
والفرق بين الاثنين واضح وجلي، ففي حين يقضي لاعب الشطرنج وقته بالتفكير للنقلة المناسبة، ينتظر رامي النرد أن يأتي وجه من الوجوه الستة المحدد بالرقم الذي يصب في مصلحته.
وللمزيد من الإيضاح فإن رامي النرد ليس أمامه إلا خيار واحد من ستة لا سابع لها، أما لاعب الشطرنج فقد اخترع أصحاب البرمجيات ادوات جعلت الحاسوب يطور الاف النقلات في الثانية الواحدة، لم يتمكن أحد أبرع المحنكين في هذه اللعبة أن يغلب الحاسوب فيها الا مرات لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.
اما لماذا أقر باراك بهذه النتيجة، تكفي نظرة إلى التاريخ لنعلم الجواب وآخر هذه النقلات كانت حرب غزة.
وتشتهر لعبة الشطرنج بحركة تعد قاتلة، وهي التي يرضخ فيها اللاعب المنتصر "كش ملك"، أو "مات الشاه"...
هنا من المفيد الإشارة إلى ان الشطرنج بالروسية "شاخامتي" و تعني "شاه مات" ..
بالعودة إلى التاريخ نجد ان "الشاه" هرب إلى مصر حيث مات وعلى حد قول الشيخ عبد الحميد كشك، لم يجد له قبرا في بلده فدفن في مصر..
مصر التي يلعب رئيسها اليوم بالنرد ويرميه مرة تلو مرة منتظراً أن يجد الوجه الذي يناسبه، يبدو أنها إلى الان لم تسمع ببرقية "الريس" إلى "المجرم" لتهنئته لمناسبة "عيد الاستقلال"..
مصر التي يدعي "رئيسها" العروبة والقومية وحمل القضية الفلسطينية على "كتافه"، لا يعترف فقط بالعدو وكيانه، بل وصل به الأمر إلى حد إرسال "التهنئة" باغتصاب فلسطين.. إلى قاتل الاطفال في مجازره طوال حياته.
شمعون بيريز نال برقية "تهنئة" وربما غداً وسام مصر الأرفع على "إنجازاته" بالقضاء على المقاومين في فلسطين، وداعميهم.
فعلاً هي مهزلة..
كيف يرضى شعب أن يقوم رئيسه بمحاباة عدوه، وقاتل أسراه في صحراء سيناء بشهادة صحف العدو وصوره المؤرشفة..
كيف تقبل أمة أن يخرج عليها رجل منها، مدعياً أنه حامي حمى الاسلام والمقاومة ومن ثم يوجه لها الصفعة الأقصى..
ألم يحن الوقت لتستفيق هذه الامة..
بالمناسبة هناك لعبة ثالثة لم يلتفت اليها باراك، الا وهي الدومينو، التي بدأت حجارتها تهوي في كل المعسكر المنبطح، وستستمر بالسقوط الواحد تلو الآخر للوصول إلى الهدف..
يومها ربما سيقف من تبقى من فلول العدو واذنابه ليعلن الهزيمة، لكن يومها أيضاً لن يكون هناك شطرنج ولا نرد ولا دومينو..
ستكون المقاومة، كما رأيناها في عيون علي الحاج ومصطفى حمدان وريمون عازار وجميل السيد.
المقاومة التي استنقذت أسراها من سجون الاحتلال، فرحت بتحرير رجالها من أيدي طغمة فاسدة فبركت جريمة لتستبيح وطنا..
مبروك الحرية.. وبالمناسبة، الشطرنج لعبة فارسية، ربما لهذا يتقن الإيرانيون فنونها..
أما العرب، فهم أصحاب النرد.. ولذا الخسارة لديهم واحدة، أما الشعب فعليه وعليه فقط القيام بالنقرة الأولى على حجارة الدومينو، ليسقط "الشاه" ومن حوله صرعى الحقيقة التي لا تموت والآتية ولو بعد حين..
الانتقاد/ العدد 1344 ـ 2 أيار/ مايو 2009
قبل أيام اعتبر وزير حرب العدو أيهود باراك أن "الايرانيين يحسنون لعب الشطرنج بعكس من يلعب النرد".
والفرق بين الاثنين واضح وجلي، ففي حين يقضي لاعب الشطرنج وقته بالتفكير للنقلة المناسبة، ينتظر رامي النرد أن يأتي وجه من الوجوه الستة المحدد بالرقم الذي يصب في مصلحته.
وللمزيد من الإيضاح فإن رامي النرد ليس أمامه إلا خيار واحد من ستة لا سابع لها، أما لاعب الشطرنج فقد اخترع أصحاب البرمجيات ادوات جعلت الحاسوب يطور الاف النقلات في الثانية الواحدة، لم يتمكن أحد أبرع المحنكين في هذه اللعبة أن يغلب الحاسوب فيها الا مرات لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.
اما لماذا أقر باراك بهذه النتيجة، تكفي نظرة إلى التاريخ لنعلم الجواب وآخر هذه النقلات كانت حرب غزة.
وتشتهر لعبة الشطرنج بحركة تعد قاتلة، وهي التي يرضخ فيها اللاعب المنتصر "كش ملك"، أو "مات الشاه"...
هنا من المفيد الإشارة إلى ان الشطرنج بالروسية "شاخامتي" و تعني "شاه مات" ..
بالعودة إلى التاريخ نجد ان "الشاه" هرب إلى مصر حيث مات وعلى حد قول الشيخ عبد الحميد كشك، لم يجد له قبرا في بلده فدفن في مصر..
مصر التي يلعب رئيسها اليوم بالنرد ويرميه مرة تلو مرة منتظراً أن يجد الوجه الذي يناسبه، يبدو أنها إلى الان لم تسمع ببرقية "الريس" إلى "المجرم" لتهنئته لمناسبة "عيد الاستقلال"..
مصر التي يدعي "رئيسها" العروبة والقومية وحمل القضية الفلسطينية على "كتافه"، لا يعترف فقط بالعدو وكيانه، بل وصل به الأمر إلى حد إرسال "التهنئة" باغتصاب فلسطين.. إلى قاتل الاطفال في مجازره طوال حياته.
شمعون بيريز نال برقية "تهنئة" وربما غداً وسام مصر الأرفع على "إنجازاته" بالقضاء على المقاومين في فلسطين، وداعميهم.
فعلاً هي مهزلة..
كيف يرضى شعب أن يقوم رئيسه بمحاباة عدوه، وقاتل أسراه في صحراء سيناء بشهادة صحف العدو وصوره المؤرشفة..
كيف تقبل أمة أن يخرج عليها رجل منها، مدعياً أنه حامي حمى الاسلام والمقاومة ومن ثم يوجه لها الصفعة الأقصى..
ألم يحن الوقت لتستفيق هذه الامة..
بالمناسبة هناك لعبة ثالثة لم يلتفت اليها باراك، الا وهي الدومينو، التي بدأت حجارتها تهوي في كل المعسكر المنبطح، وستستمر بالسقوط الواحد تلو الآخر للوصول إلى الهدف..
يومها ربما سيقف من تبقى من فلول العدو واذنابه ليعلن الهزيمة، لكن يومها أيضاً لن يكون هناك شطرنج ولا نرد ولا دومينو..
ستكون المقاومة، كما رأيناها في عيون علي الحاج ومصطفى حمدان وريمون عازار وجميل السيد.
المقاومة التي استنقذت أسراها من سجون الاحتلال، فرحت بتحرير رجالها من أيدي طغمة فاسدة فبركت جريمة لتستبيح وطنا..
مبروك الحرية.. وبالمناسبة، الشطرنج لعبة فارسية، ربما لهذا يتقن الإيرانيون فنونها..
أما العرب، فهم أصحاب النرد.. ولذا الخسارة لديهم واحدة، أما الشعب فعليه وعليه فقط القيام بالنقرة الأولى على حجارة الدومينو، ليسقط "الشاه" ومن حوله صرعى الحقيقة التي لا تموت والآتية ولو بعد حين..
الانتقاد/ العدد 1344 ـ 2 أيار/ مايو 2009