ارشيف من :آراء وتحليلات
السفينة الموالية ترمي الأحمال الزائدة؟

كتبت ليلى نقولا الرحباني
كان لافتاً الكلام الذي أطلقه كل من سمير جعجع وفارس سعيد من أن حزب الله يضع فيتو على فارس سعيد من دخول لوائح تحالف الموالاة مع المستقلين.
للوهلة الاولى يعتقد القارئ عند قراءة هذه التصريحات ان حزب الله هو الذي يقوم بتأليف لوائح الموالين في لبنان، وهو الذي يخطط لسعد الحريري وتيار المستقبل ويؤلف له لوائحه، وهو الذي يرسم سياسة الترشيحات الموالية في لبنان!!.
عجيب أمر مسيحيي الموالاة في لبنان، فلطالما اتهموا حزب الله بأنه يدير المعارضة اللبنانية وأن جميع المعارضين يدورون في فلكه، ولكن ان يكونوا مقتنعين أنه يرسم السياسة الموالية أيضاً، فإنه أمر غريب. ولا عجب أن يكونوا سائرين الى الانهيار إن كانت رؤيتهم للأمور تنطبق على ما يصرحون به، وقياساً الى الاتهامات التي يطلقونها على التيار الوطني الحر وحزب الله.
فإن اختلف القوات والكتائب على اقتسام المقاعد النيابية اتهموا حزب الله والعماد عون بذلك.
وإن تباخل معهم الحريري في صرف الاموال والمساعدات لهم ولانصارهم ومكاتبهم، اتهموا حزب الله والعماد عون بذلك.
وإن اتهمهم جنبلاط بأنهم جنس عاطل، واعتبرهم انعزاليين لا يمكن الوثوق بهم لا في الماضي ولا في المستقبل، فانهم يعتبرون أنه يحق لجنبلاط ما لا يحق لغيره، وهذا لا يبدل في نظرتهم اليه، وبما أنه قال هذا، فله الحق بذلك، وقد يعتبر هذا ـ بنظرهم ـ من المديح للطائفة، وقد دافع بعضهم عن كلام جنبلاط العنصري بحقهم الى درجة اعتقد معها البعض أنهم من فئة الاشخاص الذين يغرمون بالجلاد... واللافت أنه عندما قام العماد ميشال عون بزيارة سوريا، وخصص جزءا من الزيارة لضريح مار مارون في براد، فانهم عمدوا الى التشكيك بالزيارة، ولعلهم كانوا على قاب قوسين أو أدنى من نكران مار مارون نفسه، ووجود ضريحه في براد، كما أعلن أحد صحفييهم من على شاشة التلفزيون من أن وجود الضريح في هذه المنطقة هو أمر قيد الدرس ولم يبت بعد. وقد تفاقم النكران والاستياء بعد زيارة التيار الوطني الحر للضريح، وجمع التبرعات لبناء كنيسة هناك!!!
وهكذا يكون بناء الكنائس والجوامع، ووحدة المصير بين المسلمين والمسيحيين اللبنانيين أمرا مشكوكا به، ولكن التحريض الطائفي واختلاق النعرات الطائفية من خلال رسم شعارات مسيئة على حيطان المدارس، ونبش التاريخ بإثارة قضية أوقاف مرّ عليها عشرات السنين، هو أمر تأسيسي للبنان، ويؤدي الى بناء الدولة التي ينادون بها!!!
مضحك مبك أمر الموالين في لبنان، فقد بدأت السفينة الموالية تغرق، ويشعر مسيحيو الموالاة يوما بعد يوم بأنهم أحمال زائدة على السفينة الغارقة، وقد اتخذ القبطان قرارا بالتخلص منهم واحدا تلو الآخر. فبعد نسيب لحود، والمساعي التي بذلت لاحراجه فإخراجه، يبدو الآن فارس سعيد أحد أبرز من سيتم التخلي عنهم، وتقديمهم كبش فداء، وقد تكون المواقف المتطرفة والعنصرية التي اتخذها طيلة السنوات الماضية، وعدم ادراكه أن السياسة في لبنان وفي أي بلد في العالم، ليست لعبة صفرية، وبالتالي على الجميع أن يحفظوا الحد الادنى من الاحترام للآخر في الوطن ويحفظوا العيش المشترك، هي التي جعلته من الأحمال الزائدة، التي زاد وزنها وقلّ ثمنها.
الانتقاد/ العدد 1344 ـ 2 أيار/ مايو 2009
كان لافتاً الكلام الذي أطلقه كل من سمير جعجع وفارس سعيد من أن حزب الله يضع فيتو على فارس سعيد من دخول لوائح تحالف الموالاة مع المستقلين.
للوهلة الاولى يعتقد القارئ عند قراءة هذه التصريحات ان حزب الله هو الذي يقوم بتأليف لوائح الموالين في لبنان، وهو الذي يخطط لسعد الحريري وتيار المستقبل ويؤلف له لوائحه، وهو الذي يرسم سياسة الترشيحات الموالية في لبنان!!.
عجيب أمر مسيحيي الموالاة في لبنان، فلطالما اتهموا حزب الله بأنه يدير المعارضة اللبنانية وأن جميع المعارضين يدورون في فلكه، ولكن ان يكونوا مقتنعين أنه يرسم السياسة الموالية أيضاً، فإنه أمر غريب. ولا عجب أن يكونوا سائرين الى الانهيار إن كانت رؤيتهم للأمور تنطبق على ما يصرحون به، وقياساً الى الاتهامات التي يطلقونها على التيار الوطني الحر وحزب الله.
فإن اختلف القوات والكتائب على اقتسام المقاعد النيابية اتهموا حزب الله والعماد عون بذلك.
وإن تباخل معهم الحريري في صرف الاموال والمساعدات لهم ولانصارهم ومكاتبهم، اتهموا حزب الله والعماد عون بذلك.
وإن اتهمهم جنبلاط بأنهم جنس عاطل، واعتبرهم انعزاليين لا يمكن الوثوق بهم لا في الماضي ولا في المستقبل، فانهم يعتبرون أنه يحق لجنبلاط ما لا يحق لغيره، وهذا لا يبدل في نظرتهم اليه، وبما أنه قال هذا، فله الحق بذلك، وقد يعتبر هذا ـ بنظرهم ـ من المديح للطائفة، وقد دافع بعضهم عن كلام جنبلاط العنصري بحقهم الى درجة اعتقد معها البعض أنهم من فئة الاشخاص الذين يغرمون بالجلاد... واللافت أنه عندما قام العماد ميشال عون بزيارة سوريا، وخصص جزءا من الزيارة لضريح مار مارون في براد، فانهم عمدوا الى التشكيك بالزيارة، ولعلهم كانوا على قاب قوسين أو أدنى من نكران مار مارون نفسه، ووجود ضريحه في براد، كما أعلن أحد صحفييهم من على شاشة التلفزيون من أن وجود الضريح في هذه المنطقة هو أمر قيد الدرس ولم يبت بعد. وقد تفاقم النكران والاستياء بعد زيارة التيار الوطني الحر للضريح، وجمع التبرعات لبناء كنيسة هناك!!!
وهكذا يكون بناء الكنائس والجوامع، ووحدة المصير بين المسلمين والمسيحيين اللبنانيين أمرا مشكوكا به، ولكن التحريض الطائفي واختلاق النعرات الطائفية من خلال رسم شعارات مسيئة على حيطان المدارس، ونبش التاريخ بإثارة قضية أوقاف مرّ عليها عشرات السنين، هو أمر تأسيسي للبنان، ويؤدي الى بناء الدولة التي ينادون بها!!!
مضحك مبك أمر الموالين في لبنان، فقد بدأت السفينة الموالية تغرق، ويشعر مسيحيو الموالاة يوما بعد يوم بأنهم أحمال زائدة على السفينة الغارقة، وقد اتخذ القبطان قرارا بالتخلص منهم واحدا تلو الآخر. فبعد نسيب لحود، والمساعي التي بذلت لاحراجه فإخراجه، يبدو الآن فارس سعيد أحد أبرز من سيتم التخلي عنهم، وتقديمهم كبش فداء، وقد تكون المواقف المتطرفة والعنصرية التي اتخذها طيلة السنوات الماضية، وعدم ادراكه أن السياسة في لبنان وفي أي بلد في العالم، ليست لعبة صفرية، وبالتالي على الجميع أن يحفظوا الحد الادنى من الاحترام للآخر في الوطن ويحفظوا العيش المشترك، هي التي جعلته من الأحمال الزائدة، التي زاد وزنها وقلّ ثمنها.
الانتقاد/ العدد 1344 ـ 2 أيار/ مايو 2009