كتب علي عوباني

رغم عودة الاستحقاق الانتخابي الى الواجهة من جديد الا ان قضية الضباط الاربعة ظلت تتفاعل امس ، فيما كان لاطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاولى بعد هذا الحدث فصل الكلام حيث وضع وكعادته النقاط على الحروف في ابرز القضايا السياسية المطروحة على الساحة المحلية ، فجاءت مواقفه لتعبر عن بعد الرؤية في قراءة الواقع اللبناني بتنوعه بواقعية وموضوعية ، ومن منطلق الحفاظ على الوحدة ولم الشمل في مواجهة العدو الصهيوني واختراقاته المتكررة للنسيج اللبناني ، قدم سماحته رؤية شاملة لملف التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الحريري ، فجدد النصيحة لجيمع اللبنانيين عموما ولآل الحريري خصوصا بالعودة الى التحقيق الدولي في قضية اغتيال الرئيس الحريري الى مساره الصحيح بعيدا عن اي انعكاسات وتجاذبات سياسية ، كما رد سماحته على الحملة الاعلامية التي يقودها النظام المصري على حزب الله داعيا لمعالجة هذه القضية في الاطر الصحيحة وبعيدا عن الاعلام .

السيد نصر الله يقدم رؤية شاملة لملف التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الحريري ويرد على الحملة التي يقودها النظام المصري على حزب الله

وفي السياق ، دعا الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الى اجراء مقاربة ومراجعة جديدة لكل قضية اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري وقضية التحقيق والمحكمة والحقيقة بما يخدم هذه القضية، واذ اشار سماحته الى ان الاعتبارات التي منعت إطلاق سراح الضباط الأربعة خلال الثلاث سنوات وثمانية أشهر هي اعتبارت سياسية بحتة، لفت الى ان المسار الذي سلكته لجنة التحقيق الدولية خلال الأربع سنوات كان مساراً خاطئاً ، موضحا ان قرار إطلاق السراح الذي صدر منذ يومين دليل قاطع على أن لجنة التحقيق الدولية خلال عملها في كل المرحلة السابقة كانت مسيسة وغير نزيهة وغير عادلة ولا تخضع للمعايير القانونية والفنية والقضائية . وفيما دعا السيد نصر الله الى محاسبة الشهود الكذبة وكل من صنّعهم وموّلهم وحماهم ودعمهم وغطاهم وبالتالي كل من ضلل التحقيق خلال أربع سنوات في أي موقع كان، سأل سماحته :كيف سيتصرف المدعي العام والمحققون الدوليون في المرحلة المقبلة وأي مسارات سيسلكون في التحقيق وكيف سيتصرفون مع ما يقدم من شهود ومن شهادات ومن معطيات؟ هل سيتصرفون بشكل علمي وتقني؟ هل سترتكب نفس الأخطاء التي إرتكبت خلال الأربع سنوات من التحقيق الدولي؟ هل ستوجه من جديد اتهامات لأشخاص جدد بلا دليل وبلا حجة أو إستنادا إلى شهود زور ليطلق سراحهم بعد أربع سنوات جديدة ويضيع من عمر قضية الرئيس الشهيد والحقيقة أربع

السيد نصر الله : كيف سيتصرف المدعي العام والمحققون الدوليون في المرحلة المقبلة ؟ واي مسارات سيسلكون في التحقيق؟.

سنوات جديدة؟ أم سيتم التدقيق بالدليل والحجة والشهود بشكل علمي وموضوعي بعيدا عن الاتهامات الجاهزة والمسبقة؟ .

السيد نصر الله قال في كلمته التي القاها امس عبر شاشة المنار :" لن نقبل بعد اليوم ما قبلنا به في الأيام الأولى والأسابيع الأولى لاعتقال الضباط الأربعة.لن نقبل ان يُتهم الناس ويعتقل الناس ونبقى كلنا جالسين ننظر وممنوع على أحد أن يفتح فمه لأنه سوف يتهم بتعطيل التحقيق وبتغطية القتلة وما شاكل". وجدد سماحته المطالبة بوضع فرضية اسرائيل ضمن فرضيات التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الحريري ، معتبرا ان الذي يقول أن إسرائيل لا تملك الدافع لقتل الرئيس الحريري أو لا تملك المصلحة لقتل الرئيس الحريري يكون يقوم بقتل الرئيس الحريري مرة ثانية .

السيد نصر الله يدعو لوضع فرضية اسرائيل ضمن فرضيات التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الحريري ويعاود السؤال عن مصير شنط المتفجرات السوداء التي اعترف العميل رافع باستقدامها من العدو

وعاود السيد نصر الله السؤال عن مصير شنط المتفجرات السوداء التي اعترف العميل محمود رافع باستقدامها من العدو ، فقال سماحته ، سائلا مجدداً : إلى أين كانت تذهب أكياس المتفجرات تلك؟ ألا تستطيع إسرائيل أن تدخل 2000 كلغ تي أن تي لقتل الرئيس الحريري؟ واضاف سماحته قائلا :" ألا يجعلنا هذا نذهب للبحث على هؤلاء المجهولين أو الأشباح الذين أخذوا هذه الحقائب والأكياس السود وماذا فعلوا بهذه المتفجرات خلال السنوات الأربع".

وختم سماحته كلمته بنصيحة لآل الحريري ودعوة "لنتعاون لاعادة التحقيق إلى مساره الطبيعي والصحيح"، معتبرا ان التحقيق لم يصل الى شيء لانهم لم يسلكوا المسالك الصحيحة، ووضعوا التحقيق على سكة واحدة فلم يصلوا إلى مكان، مطالبا بوضع التحقيق على السكك الأخرى والنظر إلى السكة الإسرائيلية اذا ما كانت توصل إلى مكان أم لا توصل .

السيد نصر الله ينصح آل الحريري بالتعاون لاعادة التحقيق الى مساره الطبيعي وابعاده عن التجاذبات السياسية وتحقيق اجماع وطني حوله

الى ذلك ولئن رأى البعض ان قضية الضباط الاربعة سيكون لها تأثيرها المباشر على الانتخابات المقبلة ، فقد عادت ملامح المشهد الانتخابي لترتسم خلال ايام بكل تلاوينها وذلك على مسافة خمسة وثلاثين يوما من موعد هذا الاستحقاق ، حيث تتالى اعلان اللوائح امس من كل من المعارضة والموالاة ، وسط غموض كبير لا يزال يكتن فلوائح الاخيرة في  كل من دوائر جبيل وكسروان والمقعد الارمني الكاتوليكي في دائرة بيروت الاولى وفي ظل استمرار مرشحي الجماعة الاسلامية بترشحهم دون اعلان تحالفاتهم بعد .

ملامح المشهد الانتخابي ترتسم خلال ايام والغموض يكتنف لوائح الموالاة في دوائر جبيل وكسروان وبيروت الاولى

وفي هذا الاطار اعلنت امس كل من المعارضة والموالاة لوائحها في دائرة عاليه ، وفيما اعلن لائحة المعارضة رئيس الحزب الديمقراطي الأمير طلال أرسلان في احتفال شعبي حاشد اقيم في منطقة الشويفات ، مجددا تحالفه مع العماد ميشال عون.

أرسلان وصف اللائحة بالرباعية مشيرا الى انها لائحة منسجمة بالكامل مع روحية 11 ايار التي قطعت دابر الفتنة وشرّعت الابواب امام التفاهمات الفعلية، وآملا الوصول الى المصالحات الحقيقية.

اعلان لوائح المعارضة والموالاة في دائرة عاليه

المعارضة : تأكد على الشراكة والاصلاح

الموالاة : تهاجم المعارضة وسلاح المقاومة

يذكر ان اللائحة التي سميت بلائحة الشراكة والاصلاح ضمت الى جانب ارسلان كلا من مروان ابو فاضل وانطوان الزغبي ونزار ابو خليل .
الوزير ارسلان تطرق الى قضية الضباط الاربعة واصفا ما حدث لهم بالجريمة التي تنال من كل اللبنانيين ومن كرامة القضاء داعيا لاصلاح فعلي داخل السلطة القضائية والا فمن العبث الحديث عن الديمقراطية وحقوق الناس والسلم الاهلي .

في المقابل اعلنت قوى 14 اذار لائحتها في دائرة عاليه وهي ضمت كلا من المرشحين اكرم شهيب هنري حلو فؤاد السعد وفادي الهبر ، هذا ولم تخلُ الكلمات التي القيت خلال اعلان اللائحة من التهجم على المعارضة الوطنية وسلاح المقاومة ، فيما كان الغائب الابرز عن كلمات المرشحين المحكمة الدولية والحقيقة والعدالة تلك الشعارات التي طالما نادى بها هذا الفريق خلال السنوات الاربع الماضية.