ارشيف من :أخبار لبنانية
عبيد في إطلالته الشعبية الأولى: من يشهرون علينا سيف الحريري اليوم ما كان ليستقبلهم في حياته

تجاوزت الاطلالة الجماهيرية الاولى للوزير السابق جان عبيد في طرابلس يوم أمس، مهرجان إعلان برنامجه الانتخابي للمقعد الماروني في المدينة، الى مناسبة طرابلسية جامعة، عبر من خلالها كثير من فاعليات وهيئات وجمعيات وروابط وعائلات الفيحاء على تنوعها واختلاف توجهاتها، عن عاطفتها تجاه "جان عبيد" وتمسكها بترشيحه، بغض النظر عن ارتباطاتها السياسية والطائفية، فأكد الحشد الذي ضاقت به جنبات مسرح فندق "كواليتي إن" وفاض الى قسم من مواقف السيارات، أن المقعد الماروني في طرابلس سيبقى خارح الحسابات الانتخابية وماكيناتها الضخمة. وتخلل كلمة عبيد هتافات قاطعته مرات عديدة، وتناولت المرشح المنافس سامر سعادة مطالبة اياه بالعزوف عن الترشيح، إلا أن جان عبيد طلب وبحزم التوقف عن مثل هذه الهتافات، "لأننا نريد أن نتنافس لا أن نتقاتل ونتناكف، وعلى الطرابلسيين اختيار الافضل".
وأكد عبيد "أن البطل في طرابلس وفي لبنان وفي العرب هو الذي يجمع ولا يفرق، وان سوريا عزيزة كريمة في سوريا وأن لبنان عزيز كريم في لبنان"، منتقدا وبشدة بعض السياسيين وخصوصا من مسيحيي "14 آذار" الذين يحاولون "التعليق على الشبكة الشيعية والسنية والدرزية، ويمارسون التهويل على قيادات 14 آذار"، وقال "إن هؤلاء عندما كنا نقول أن رفيق الحريري زعيم لبناني ووطني وقومي وعربي، كانوا يردون أنه يريد أن يبتلع لبنان وأن يؤسلم لبنان، وهؤلاء اليوم يريدون أن يشهروا علينا سيف رفيق الحريري ونحن إخوان رفيق الحريري، ويعلم هؤلاء علم اليقين ان رفيق الحريري ما كان ليستقبلهم في منزله، ويعلمون أيضا انهم أحبوا رفيق الحريري ميتا ولم يحبوه حيا، فهل كان من الضروري ان يدفع الرئيس الشهيد هذا الثمن الغالي ليستحق محبتهم، بينما كنا نحن من الأوائل الذين عرفوا في رفيق الحريري وطنيته وقوميته وعروبته".
وحرص جان عبيد على توجيه رسالة الى النائب سعد الحريري مفادها "نحن الذين انتفضنا يوم اغتيل الرئيس الشهيد رشيد كرامي، لا من أجل عمر ومعن كرامي فقط، بل من أجل روح رشيد كرامي الطاهرة ومواقفه، نحن الذين انتفضنا يوم اغتيل الشهيد كمال جنبلاط لا من اجل وليد جنبلاط فقط وإنما من أجل روح كمال جنبلاط العالية الرفيعة، ونحن الذين انتفضنا يوم اغتيل طوني فرنجية لا من اجل نجله الوزير ولا من أجل أبيه الرئيس فقط، بل من أجل شجاعته ومروءته، ونحن الذين انتفضنا يوم اغتيل الرئيس رينيه معوض لا من اجل عائلته فقط بل من اجل حكمته ورصانته وخسارة لبنان له".
أضاف "نقول للشيخ سعد الحريري لو تهاونت الدنيا في حق رفيق الحريري والعدل له، نحن لن نتهاون لا من اجل سعد او نازك أو بهية الحريري فقط، بل من أجل روح رفيق الحريري العالية الغالية، ولكننا نريدها عدالة لا ثأرا، ونريدها حقا لا انتخابا، نحن لا نصدر الاحكام المسبقة لا بالتبرئة ولا بالتجريم، ولا يجوز ان يكون القضاء سواء الدولي أو المحلي كرة تتقاذفها المصالح السياسية".
وأردف عبيد "لا يجوز التخوين ولا التهويل والتخويف، إن طرابلس بحاجة إلينا جميعا ولبنان بحاجة إلينا جميعا، خصوصا أن إسرائيل تستنفر أعتى عتاتها، لا من اجل ان تذهب الى السلام بل من اجل أن تمعن في دفن مبادرة السلام النبيلة، ونقول إن دعوة التضامن في طرابلس وفي لبنان وفي العرب هي مفتاح البقاء الكريم، وأن لا بقاء كريما لا للسيادة ولا للقوة ولا للممانعات ولا للازدهار إذا كنا مقسمين ومنقسمين على أنفسنا، وإن الديموقراطية في لبنان لا تنتصر بوحدة طائفة بوجه طائفة اخرى، ولا بتفويض هذه الطائفة الى هذا الزعيم، دائما كان في لبنان كبير في منطقته او طائفته، ولكن لم يكن هنالك أوحد في لبنان لا في طائفته ولا في منطقته ولا في وطنه، ولا بد ان يعود التنافس الشريف الديموقراطي داخل كل الطوائف بمعزل عن القتال والقتل والتخوين والتخويف، ليس نصف لبنان عميلاً لإيران وسوريا، وليس نصفه عميلا للسعودية ولأميركا، إن جميع اللبنانيين وطنيون يختلفون ويتفقون، ومن العيب أن تتناضر النواضر وتتقابل القلوب وهم يخوّنون بعضهم ويتهمون بعضهم".
وتابع "طرابلس تتطلع الى من يجمع والى من يدعو الى الالفة، لا الى من يدعو الى الفتنة"، مشددا على انه سيتعاون مع جميع القيادات السياسية والمرشحين سواء حالفهم الحظ أم لم يحالفهم، "لأن طرابلس بحاجة إلينا جميعا ولا تستطيع اكتاف رجل واحد، ولا اكتاف مجموعة من الرجال ان تنهض بهذا العبء العظيم الذي اسمه إنصاف طرابلس ورفع حرمانها".
(المصدر: صحيفة "السفير")