ارشيف من :أخبار عالمية

نجاد: أبعدنا التهديدات ضد إيران إلى الأبد

نجاد: أبعدنا التهديدات ضد إيران إلى الأبد
السفير 4/5/2009

اعتبر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد امس، ان التهديدات ضد ايران أبعدت «الى الأبد» بعدما بلغت ذروتها عقب احتلال العراق وافغانستان، داعيا الى «تفكيك» اسرائيل أو القبول باستفتاء عام في فلسطين المحتلة.

وقال نجاد في مدينة كرج، ان «الذين احتلوا افغانستان والعراق، كانوا يتصورون ان الأرضية تمهدت للهجوم على ايران، فأخذوا يهددون بهجوم عسكري، وأخذوا يغمزون ويطلقون التهديدات.. ولو كانوا يشاهدون أدنى ضعف، لكانوا هجموا على ايران من أقصاها الى أقصاها». وأضاف «لقد تصديتم لهم متحدين، متلاحمين سائرين خلف القيادة والى جانب الحكومة الشجاعة المنبثقة من إرادتكم، وأبعدتم تهديدهم عن ديار ايران العزيزة والى الأبد».
وتابع نجاد مخاطبا القوى الغربية «أقول لكم انكم أخطأتم، ولم تعرفوا الشعب الايراني»، مشددا على ان «هذا الشعب المتحد حتى يستوفي جميع حقوقه التي منعتموه منها طيلة سنتين، صمد ولن يتنازل قيد أنملة». واعتبر ان «الأعداء اليوم هم في موضع دفاع، وطبعا ليس الدفاع عن حقوقهم وانما الدفاع عن النظام الحاكم على العالم ونظام مجلس الأمن التمييزي الجائر، وفرضوا نظاما اقتصاديا متفردا، إضافة الى السلب ونهب ثروات الشعوب طيلة 60 عاما، الا ان صمود الشعب الايراني سيفتح الحصون المتبقية وسيصلح العالم».

ودعا الرئيس الإيراني القوى التي ساهمت في إنشاء إسرائيل، إلى «تفكيكها» أو القبول باستفتاء عام في الأراضي المحتلة. وقال «لقد كذبتم طيلة 60 عاما وسعيتم لخداع الشعوب وغرستم جرثومة باسم الكيان الصهيوني، الذي تتمثل مهمته في العدوان والقتل والإرهاب والتهديد». واوضح «لقد نصحناكم من قبل: كما أوجدتم هذا الكيان، قوموا بتفكيكه، أو أقيموا الاستفتاء العام، وإذا لم تقبلوا هذه الحلول، فاعلموا ان المقاومة الفلسطينية وقوة الشعوب ستطيحان بكم من علياء قصوركم العاجية، وستطبقان الحق».

من جهته، انتقد وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي تصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، قالت فيها ان «ايران والصين تحققان مكاسب مزعجة في اميركا اللاتينية.. انهما تقيمان اتصالات اقتصادية وسياسية قوية جدا مع كثير من هؤلاء الزعماء»، مضيفة «اننا ننافس من أجل الاهتمام والعلاقات على الأقل مع الروس والصينيين والإيرانيين، وليس من مصلحة الولايات المتحدة ان تدير ظهرها لأي بلد في نصف الكرة الأرضية».
وقال متكي في مقابلة تلفزيونية، ان «کلينتون تطلق تصريحات کثيرة مثيرة للدهشة.. تتنافى بشكل کامل مع تصريحات الرئيس الأميرکي باراك اوباما بشأن قضايا المنطقة وايران». وأضاف ان «اوباما قال بشأن أميرکا اللاتينية إن بلاده کانت لها توجهات ونزعات عسكرية ومواقف متغطرسة تجاهها بحيث يجب ان نغيّرها، ولذلك سعى خلال القمة الأميرکية الأخيرة لأن يُبدي هذا التغيير، الا ان مواقف السيدة کلينتون تتعارض مع تصريحات السيد اوباما».

ورأى متكي ان «أفضل توصية يمكن ان نقدمها هي ان يقوم الطرفان (اوباما وكلينتون) بتبادل الآراء وتنسيق مواقفهما وإبداء رأي موحّد لأن هذا الوضع ليس مطلوبا بالنسبة لمصداقية الدبلوماسية الأميرکية، بحيث يكون لوزيرة الخارجية موقف وللرئيس موقف آخر»، بينما اعتبر رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي، أن مواصلة الولايات المتحدة سياسة «الترغيب والترهيب» هي «مسرحية فاشلة لشعار التغيير».
من جهة اخرى، أکد متكي ونظيره الياباني هيروفومي ناکاسوني امس الاول في طهران، ضرورة استمرار تعاون ايران مع المجتمع الدولي، بخاصة في مجال الموضوع النووي. وقد وصف ناکاسوني ايران بالقوة الإقليمية، وقال انها تتولى دورا بناء ومهما في إحلال الاستقرار في الشرق الاوسط، مشددا على تعاون ايران واليابان في مجال إعادة عمار افغانستان ومكافحة المخدرات ومساعدة اللاجئين الأفغان.

في هذا الوقت، وجه المرشح الايراني المحافظ الى انتخابات حزيران الرئاسية، محسن رضائي، انتقادات حادة الى نجاد، متهما إياه بأخذ الجمهورية الاسلامية الى شفير «الهاوية». وعلق على مواقف نجاد حيال الملف النووي الايراني قائلا «اعتقد ان كلامه ينطوي على المجازفة». كما انتقد السياسة الاقتصادية التي ينتهجها الرئيس متهما إياه «ببعثرة المال في أنحاء البلاد». كما دعا الى الاستجابة لمبادرات الادارة الاميركية المنفتحة حيال ايران، معتبرا ان على طهران «استغلال حاجاتهم هذه لخدمة مصالحنا الوطنية»، رافضا «السلبية وكذلك المجازفة».

2009-05-04