ارشيف من :أخبار عالمية

ليبرمان يدعو الأوروبيين "للتحلي بالصبر": تحسن ممكن مع الدول العربية "المعتدلة"

ليبرمان يدعو الأوروبيين "للتحلي بالصبر": تحسن ممكن مع الدول العربية "المعتدلة"
السفير 5/5/2009

دعا وزير الخارجية الصهيونية أفيغدور ليبرمان، في روما امس، في بداية جولة أوروبية، الاتحاد الأوروبي الى عدم ربط مسألة تعزيز العلاقات بين اسرائيل برفض حكومته الاعتراف بحل الدولتين، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة التطلع الى ايران على انها أكبر تهديد للشرق الأوسط.
وقال ليبرمان في مؤتمر صحافي مع نظيره الايطالي فرانكو فراتيني في روما «من المهم بالنسبة لنا أن نؤكد على أن إيران هي المشكلة الأكبر في الوقت الحالي بالشرق الأوسط، إيران التي تسعى لأن تصبح نووية، أو اصبحت بالفعل، هي عامل مزعزع لاستقرار العالم كله». وأضاف ان «كل من ينظر إلى تدخل إيران في لبنان ومصر يمكن أن يدرك وببساطة أنها تمثل أكبر تهديد للمنطقة».

وأيد فراتيني ليبرمان، قائلا ان «المجتمع الدولي.. الولايات المتحدة والبلدان العربية المعتدلة قلقة من التأثير الإيراني في المنطقة»، معتبرا أن «إدراك القلق الإسرائيلي حيال التهديد النووي الإيراني يجب أن يكون شاملا».

وقال فراتيني ان «تعزيز العلاقات بين اوروبا واسرائيل يجب الا يتوقف لانه يمكن لاوروبا ان تلعب دورا بارزا» في تسوية النزاع في الشرق الاوسط. وأكد في الوقت ذاته انه أعرب «بقوة عن الامل في ان يكون السلام بين فلسطين واسرائيل هدفا واضحا» للحكومة الاسرائيلية اليمينية الجديدة.
وكانت المفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو ـ فالدنر اعلنت الأسبوع الماضي ان الوقت «لم يحن بعد للمضي ابعد من مستوى العلاقات الحالية» بين الاتحاد الأوروبي واسرائيل نظرا الى الغموض المحيط بمسار عملية السلام ورفض الحكومة الاسرائيلية الجديدة الالتزام بحل الدولتين.
لكن ليبرمان اعتبر ان «تعزيز علاقاتنا.. يجب الا يكون مرتبطا بمشاكل اخرى». وأشار الى فشل كل محاولات التسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين في السنوات ال16 الاخيرة منذ اتفاقات اوسلو في العام 1993، مشددا على ان حكومته «لا تريد إطلاق شعارات بل تريد تحقيق نتائج.. اقترح عليكم ان تتحلوا بالصبر».

وأمل ليبرمان في أن تسهم جولته الأوروبية التي سيزور خلالها أيضا فرنسا وتشيكيا وألمانيا في دعم العلاقات مع أوروبا، مشيرا الى انه من المبكر للغاية توقع «أن تجهز (الحكومة) جميع خططها الدبلوماسية»، التي ترفض حتى الآن الاعــتراف بحل الدولتين، وهو ما يطالب به الاتحاد الأوروبي.
وتحدث ليبرمان أيضا عن زيارة البابا بندكت السادس عشر المزمعة للشرق الأوسط التي تبدأ الجمعة وتشمل الأردن واسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك بالتزامن مع ذكرى احتلال فلسطين. وقال «هناك أهمية مزدوجة لهذه الرحلة.. التحسن الممكن في العلاقات مع الدول العربية المعتدلة و(تعزيز) حوار الأديان بين أقدم ديانتين وأكثرها أهمية في العالم وهما المسيحية واليهودية.. واتخاذ خطوات ملموسة في هاتين القضيتين أمر مهم ويتعين ان يمضي قدما».

في هذا الوقت، قالت مصادر دبلوماسية أميركية لصحيفة «نيويورك تايمز»، ان أية جهود اسرائيلية للتركيز على التهديدات التي تشكلها إيران على حساب محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لن تلقى استحسان الرئيس الأميركي باراك اوباما، مشيرة الى انه في حين يستعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للقاء اوباما للمرة الاولى في 18 أيار الحالي، بدأ مساعدوه بإعداد وثيقة للسياسة الخارجية الاسرائيلية تؤكد وجود خطر ايراني على الدولة العبرية، وتقلل من أهمية التفاوض مع السلطات الفلسطينية وسوريا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية قولها ان الحكومة الاسرائيلية ستجد صعوبة في بيع ورقتها لواشنطن، التي ترى ان القضيتين مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً وتؤمن بأن الطريقة الأفضل لمعالجة المشاكل في الشرق الأوسط، ومنها الطموحات النووية الايرانية، هي بمعالجة الازمة الاسرائيلية ـ الفلسطينية. وقال مسؤول ان «نظرة الرئيس اوباما الى المنطقة ككل ومحاولة عزل كل مشكلة لا تعكس الواقع، وسيكون أسهل بكثير بناء تحالف مع ايران اذا كانت عملية السلام تحرز تقدماً».

وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة «هآرتس» ان نتنياهو شكل مؤخرا طاقما وزاريا رفيع المستوى من أجل بلورة بدائل غايتها إحباط البرنامج النووي الإيراني. ويشارك في عضوية «طاقم إيران» وزراء الدفاع ايهود باراك وليبرمان ووزير الشؤون الإستراتيجية موشيه يعلون وشؤون الاستخبارات دان مريدور ومستشار الأمن القومي عوزي أراد ورئيس الموساد مائير داغان.

2009-05-05