ارشيف من :أخبار لبنانية

السيد فضل الله: يدعو إلى مبادرات تقود لحوار عربي ـ إيراني يسبق الحوار الأميركي ـ الإيراني

السيد فضل الله: يدعو إلى مبادرات تقود لحوار عربي ـ إيراني يسبق الحوار الأميركي ـ الإيراني

المحرر المحلي

 أكد  آية الله السيد محمد حسين فضل الله، أن الفرصة لحوار عربي إيراني وحوار إسلامي إسلامي يسبق الحوار الأميركي ـ الإيراني هي فرصة حقيقية، داعياً العرب وإيران ـ على حد سواء ـ إلى القيام بمبادرات أصيلة في هذا الجانب.

واشار فضل الله الى أن قيمة إيران تتمثل في أنها أعدت لأعداء الأمة ما استطاعت من قوة علمية وصناعية وتسليحية، وصولاً إلى التقنية النووية السلمية، لافتاً إلى أننا ننظر إلى إيران من موقعنا الإسلامي والعروبي كقوة داعمة للعرب والمسلمين ينبغي استثمار طاقاتها الإبداعية والعلمية لخدمة المشروع العلمي العربي والإسلامي واستثمار طاقاتها السياسية لخدمة المشروع السياسي للأمة.

كلام السيد فضل الله جاء خلال استقباله وفداً إيرانياً برئاسة مستشار وزير الخارجية الإيراني، الدكتور محمدي، وعدداً من الدكاترة والمتخصصين في العلوم السياسية في مؤسسة الإمام الخميني، بحضور المستشار الإيراني في بيروت، السيد محمد حسين زاده. حيث جرى خلال اللقاء البحث في القواعد السياسية والإسلامية، والعلاقات الخارجية والسياسية العامة، إنطلاقاً من المفاهيم الإسلامية، كما جرى حوار واسع في المباني الفقهية والاجتهادية لسماحة السيد فضل الله وكيفية الاستفادة منها في التجربة الإسلامية العامة على مستوى الدولة وفي تجربة الجمهورية الإسلامية الإيرانية على وجه الخصوص.

 وتحدث باسم الوفد الدكتور محمدي ، فشكر للسيد فضل الله اهتمامه وحرصه على تقديم المادة العلمية والفقهية التي من شأنها إغناء حركة الجامعة ومؤسسة الإمام الخميني، وأشار إلى المنهج الذي تتبعه المؤسسة للاستفادة من الدراسات الحديثة، إلى جانب الدراسات الإسلامية والحوزوية، وإلى النقد الذي تمارسه حيال بعض النظريات انطلاقاً من النظريات المستندة إلى المفاهيم الإسلامية وإلى المنهج الإسلامي.

من جهته ، تحدث سماحة السيد فضل الله في الوفد مشيراً إلى الجهد الكبير الذي بذله الإمام الخميني ليجعل من الجمهورية الإسلامية في إيران قوة كبيرة تدعم قضايا العرب والمسلمين، وتؤسس لنظرية القوة العادلة المستقلة غير الخاضعة للضغوط الدولية، والتي تأخذ حقوق الشعوب المقهورة والمضطهدة  في الاعتبار، وعلى رأس هذه الشعوب الشعب الفلسطيني الذي تعرض لأبشع عملية ظلم في التاريخ المعاصر.

وأشار سماحته إلى أن الجمهورية الإسلامية في إيران تعرضت منذ نجاح الثورة لجملة من الحملات والاستهدافات، تارة تحت عنوان تصدير الثورة، وأخرى تحت عنوان القومية الفارسية، وثالثة تحت عنوان المذهبية الشيعية، وهي في هذه الأيام تتعرض لحملة مدروسة تشترك فيها أقطاب دولية وأخرى إقليمية مدعومة بترسانة إعلامية ضخمة وبوسائل توفرها الصهيونية العالمية بشكل مباشر أو غير مباشر للإيحاء بأن إيران تتحضّر لاستعادة أمجاد الامبراطورية الفارسية لإثارة الحساسيات العربية ضدها، بدلاً من الاستفادة من هذه القوة لحساب القضايا العربية بعدما كانت مطيّة لأمريكا وإسرائيل.

وتابع السيد فضل الله قائلا : إن قيمة إيران تكمن في أنها أعدت لأعداء الأمة ما استطاعت من قوة، سواء على المستوى العلمي أو الصناعي أو في الجانب التسليحي، وصولاً إلى التقنية النووية السلمية التي تمثل حقاً من حقوقها الطبيعية التي ينبغي ألا تتنازل عنها، وألا تخضع للمساومات حيالها.ونحن من موقعنا الإسلامي والعروبي ننظر إلى الجمهورية الإسلامية في إيران كحاجة ماسة للعرب والمسلمين، وكقوة رائدة ينبغي استثمار حركتها العلمية والسياسية في خدمة قضايانا كأمة، كما ينبغي استثمار طاقاتها الإبداعية والعلمية لخدمة المشروع العلمي العربي والإسلامي، واستثمار طاقاتها السياسية لخدمة المشروع السياسي للأمة، ونرى أن أي تفريط في ذلك لن يكون لمصلحة العرب، ولكننا في الوقت نفسه نؤمن بأن على هذه القوة الإسلامية أن لا تحيد عن خط الوحدة الإسلامية التي تمثل خياراً لا مجال للمسلمين للتنازل أو الابتعاد عنه، لأنه يشكل الحماية الذاتية للواقع الإسلامي، كما يمثل رسالة لكل من يتطلع إلى تقسيم الأمة تحت العناوين القومية أو المذهبية أو ما إلى ذلك.

ورأى سماحته أن المفروض ألا يطلب بعض العرب تطمينات من الولايات المتحدة الأميركية حيال حوارها المرتقب مع إيران بل أن يبادروا هم وإيران ـ على حد سواء ـ إلى الدخول في حوار إسلامي ـ إسلامي، يسبق الحوار الإيراني الأميركي، ويجعل من أي تقارب دولي إقليمي يصب في المصلحة العربية والإسلامية قبل غيرها، ونحن نعتقد أن الفرصة لحوار عربي ـ إيراني سبق الحوار الأميركي ـ الإيراني هي فرصة حقيقية ومطروحة وينبغي التطلع إلى مبادرات أصيلة في هذا النطاق بعيداً من التراشق بالخطاب التخويني حول توسعة النفوذ واستهداف الاستقرار في المنطقة وما إلى ذلك من الكلمات التي تضر العرب ولا تخدم قضايا المسلمين.

2009-05-07