ارشيف من :أخبار لبنانية

"الغارديان": دبلوماسيون متحمسون لـ"ثورة الأرز" يرون بوضوح فوز حزب الله والتيار الوطني الحر في الإنتخابات

"الغارديان": دبلوماسيون  متحمسون لـ"ثورة الأرز" يرون بوضوح فوز حزب الله والتيار الوطني الحر في الإنتخابات

أبرزت صحيفة "الغارديان" البريطانية، اليوم الجمعة، التحولات الجارية على الساحة الدولية تجاه التعامل مع لبنان، مؤكدة أن عدداً من الدول الغربية وخاصة فرنسا التي كانت من أبرز الداعمين لفريق "14 آذار"، تراجعت عن هذا الموقف، وترى أن لبنان "لن يتحول فجأة إلى دولة إسلامية مطلة على البحر الأبيض المتوسط" عقب فوز المعارضة في الانتخابات، و"لن تستعيد سوريا المكانة التي كانت تتمتع بها في لبنان على مدى السنوات الـ 30 الماضية".
 

واضافت الصحيفة "التحول في السياسة الغربية تجاه لبنان حدث بسرعة فائقة بعد مرور أربع سنوات فقط على انسحاب القوات السورية من لبنان، في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي انطلقت بعده شرارة ثورة الأرز التي يبدو أنها اقتربت من نهايتها". واستندت الصحيفة في هذا الموقف الى مجموعة من المراقبين والدبلوماسيين الغربيين ومن ضمنهم عدد من المؤيدين المتحمسين لـ"ثورة الأرز"، الذين يرون بكل وضوح أن الفوز في الانتخابات التي ستجري في 7 حزيران المقبل، سيكون لـ"التيار الوطني الحر" بقيادة الجنرال النائب ميشال عون وحزب الله بقيادة السيد حسن نصر الله.
 

وتابعت "الغارديان" أنه "في هذه الحال ستجد الولايات المتحدة وأوروبا نفسهما فجأة في معضلة حول كيفية التعامل مع الحكومة المقبلة ورئيس الوزراء الجديد". وتردف "الولايات المتحدة وعددٍِ من الدول الأوروبية، على رأسها فرنسا وبريطانيا والدنمارك، بدأت في انتهاج سياسة جديدة تقوم على الانفتاح في التعامل مع المعارضة وبالذات مع حزب الله، برغم أن ادارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وضعت هذا الحزب ضمن قائمة منظمات الإرهاب الدولي". وذكَّرت الصحيفة ببضعة وعود قدّمتها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الحكومة اللبنانية واحتمال أن تتضمن شحنة من الدبابات المستعملة للجيش، علاوة على وعد بانسحاب إسرائيلي محتمل من قرية الغجر المحتلة.


وبحسب "الغارديان"، يبدو أن إدارة أوباما "المشغولة" في قضايا أهم مثل إيران وسوريا "سلمت أمر لبنان لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فلتمان، السفير الأميركي السابق في بيروت، الذي أشرف على نهوض حركة 14 آذار وسقوطها"، مشيرةً إلى أن أي تقدم يمكن أن تحرزه الدبلوماسية الأميركية على صعيد إيران وسوريا والقضية الفلسطينية، سيكون في النهاية لمصلحة حزب الله.


وتوضح الصحيفة "في حال تحقق ذلك، فستكون نتائج هذا التطور كارثية بالنسبة الى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى دفع لبنان إلى أحضان "المنافسين الاستراتيجيين" للغرب، أي روسيا، ويزيد من احتمال وقوع صدام مسلح بين حزب الله والحكومة اليمينية الجديدة في إسرائيل، صدام من شأنه لو حدث أن يهدد حياة قوات حفظ السلام الأوروبية الموجودة حالياً في جنوب لبنان". واضافت الصحيفة أنه "بغض النظر عن النتائج، ينبغي على الإدارة الأميركية في حال فوز المعارضة تشجيع قوى "14 آذار" على المشاركة في الجهود التي ستبذل في هذا الاتجاه وحتى الموافقة على المشاركة في إئتلاف حكومي ليس برئاستها، وهو ما عرضته المعارضة على ذلك الفريق لكنه رفض العرض، ربما لحسابات انتخابية".

وذكرت "الغارديان" أنه ينبغي ايضاً تشجيع عون وحزبه على "المشاركة في الجهود لإنهاء النظام الطائفي". والأهم من ذلك، تتابع الصحيفة، أن على الإدارة الأميركية "إقناع الإسرائيليين بأن بناء جيش لبناني قوي تحت سيطرة حكومة قوية منتخبة ديموقراطياً، أفضل لها من وجود حزب الله المسلح جيداً، وفي المحصلة النهائية ستكون هذه التسوية لمصلحة أمن الدولة العبرية والمحافظة على حدودها الشمالية".

2009-05-08