ارشيف من :أخبار لبنانية
مؤسسة الشهيد في لبنان تفتتح مركز بيروت التخصصي لامراض وجراحة القلب والمهعد الجامعي للعلوم الصحية

وطنية 7/5/2009
بدعوة من مؤسسة الشهيد رعى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ممثلا بوزير الصحة العامة الدكتور محمد جواد خليفة عند الساعة السادسة من مساء اليوم، افتتاح المركز التخصصي لامراض وجراحة القلب ومعهد الرسول الاعظم الجامعي للعلوم الصحية، في حضور معاون رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية رئيس مؤسسة الشهيد في ايران الدكتور حسين دهقان، وزير العمل محمد فنيش ممثلا امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، النائب الدكتور ميشال موسى ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، والنواب السادة علي عمار، اسماعيل سكرية، علي المقداد، امين شري، السيد علي فضل الله ممثلا السيد محمد حسين فضل الله، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ممثلا بالمفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، السفير الايراني في لبنان محمد رضا شيباني، اضافة الى عدد من الشخصيات والفعاليات السياسية والصحية والاجتماعية والبلدية والنقابية وعوائل الشهداء.
مدير عام مؤسسة الشهيد في لبنان شوقي نور الدين ألقى كلمة قال فيها "مؤسسة الشهيد التي اخذت على عاتقها رعاية عوائل الشهداء الابرار، لم تترك ساحة الخدمة الاجتماعية العامة كان لها حضورها في الجانب الصحي وكانت مستشفى الرسول الاعظم ومعهد الرسول الاعظم التقني.ولأن ما كان لله ينمو اضيف اليوم الى منظومة الرسول الاعظم المستشفى التخصصي لامراض وجراحة القلب - مركز بيروت للقلب، معهد الرسول الاعظم الجامعي للعلوم الصحية".
نور الدين أضاف "كما كانت المقاومة رائدة في تقديم النموذج الارقى للتحرير والانتصار وبناء الوطن وتحصينه بما يليق بتضحيات شهدائها ومجاهديها وقداسة ارواحهم ، فان مؤسسة الشهيد تسعى متكلة على الله تعالى بأن تقدم النموذج الارقى لخدمة المجتمع بما يليق بعوائل شهدائها ومجاهديها وأهلها وأبناء وطنها".
مدير عام مؤسسة الشهيد تابع بالقول "المستشفى التخصصي - مركز بيروت للقلب - الذي يضم ثمانين سريرا، مجهز بأحدث التجهيزات ابتكارا، المتطابقة مع احدث المواصفات العالمية، سيبدأ باستقبال الرواد في شهر تموز مع أجواء ذكرى "انتصار الوعد الصادق". وان كانت العبرة في العنصر البشري فان بلدنا يزخر بالكثير من الطاقات الكفوءة والمبدعة والتي سيشهد هذا المستشفى عطاءاتها".
اما المعهد الجامعي للعلوم الصحية فسوف يعتمد احدث وافضل المناهج التعليمية والاساتذة الجديرين والمجدين ليخرج طلابا يتحلون بالشخصية العلمية والاخلاقية والعملية المثلى في اختصاصات التمريض والعلوم المخبرية والتصوير الشعاعي، والذي نطمح الى ان يصبح في الفترة القادمة جامعة تضم عددا من الكليات في اختصاصات متنوعة.
كلمة رئيس مؤسسة الشهيد الايرانية
من جهة أخرى، ألقى معاون الرئيس الايراني ورئيس مؤسسة الشهيد الايرانية الدكتور حسين دهقان كلمة قال فيها: "انه لشرف عظيم لي ان اقف اليوم من على منبر مؤسسة الشهيد في لبنان لكي اشارك واياكم في افتتاح صرحين كبيرين وعظيمين معهد الرسول الاعظم الجامعي للعلوم الصحية ومستشفى الرسول الاعظم التخصصي للقلب.
ان افتتاح هذه المشاريع بالنسبة لنا تمثل عزيمة وارادة الشعب اللبناني العظيم في تحدي الصعاب والمشاكل، هذا الشعب الذي ينبض بالحيوية والتجدد والتطور، وهو شعب عزيز وكريم وشجاع، وقد استطاع بقوة ايمانه وثباته من الحاق الهزيمة النكراء بأشد اعداء الانسانية والبشرية جمعاء، اي الصهاينة المجرمين المتمثلين بكيان اسرائيل الغاصب، وهذا بفضل جهود هذا الشعب المضحي والمخلص وبفضل قيادته الحكيمة السياسية والعسكرية واخص بالذكر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي يشهد له التاريخ بأنه القائد المخلص لوطنه وشعبه وارضه، كما ونخص بالذكر الاخوة المجاهدين والبواسل الابطال وعلى رأسهم سيد المقاومة والمقاومين سماحة السيد حسن نصرالله، هذا القائد العربي والذي اصبح نموذجا يحتذى لكل احرار العالم وطلاب الحق والعزة في كل ارجاء الكون".
واضاف:"احببت ان اشارك معكم في هذا الاحتفال لكي اعبر عن مدى تقدير الجمهورية الاسلامية الايرانية قيادة وشعبا ولقيادة وشعب لبنان العزيز ولكي اعبر عن عمق العلاقة التي تربط بين شعب ايران وشعب ولبنان العزيز، فانتم اخوة واشقاء واصدقاء بالنسبة الينا ونحن فخورون بأن نكون ابدا ودائما في خدمتكم ومعكم في كل الصعاب والاحوال كما وانني اؤكد من خلال هذه الاحتفال عن مدى العلاقة القوية التي تربط بين قيادة الجمهورية الاسلامية الايرانية وقيادة الجمهورية اللبنانية على المستوى الرسمي والشعبي واننا ندعو الله ان تعزز وتتطور هذه العلاقات المتينة لما فيه مصلحة البلدين وخير الشعبين الشقيقين.
وتابع بالقول "ان الجمهورية الاسلامية الايرانية، وتحت راية القيادة الحكيمة والرشيدة لسماحة المرشد القائد الامام السيد علي الخامنئي وفي ظل توجيهات فخامة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور محمود احمدي نجاد، وقفت وستقف دائما الى جانب هذا الشعب العظيم في لبنان وتمد يد العون في كل ما تستطيعه من اجل ان يبقى عزيزا وكريما وقويا وسيدا وحرا ومستقلا في مواجهة كل الاعداء والمتربصين بشعوب منطقتنا شرا".
وتابع: "كما واننا في مؤسسة الشهيد وشؤون المضحين في ايران نضع كل امكاناتنا في خدمة اهلنا واحبائنا في لبنان، وبالاخص عوائل الشهداء الكرام، وما مساهمتنا في هذين المشروعين اللذين نتشرف بافتتاحهما اليوم الا تعبير بسيط عن مدى حبنا واحترامنا وتقديرنا لكم ولعوائل شهدائكم.
دهقان أضاف "اننا من خلال معهد الرسول الاعظم الجامعي نريد ان نقدم لابنائنا فرصة في التعليم الجامعي في الاختصاصات الصحية والتي نعتقد بأن فرص العمل فيها مؤمنة بنسبة عالية جدا وستحرص ادارة مؤسسة الشهيد في لبنان على الالتزام بتخريج الطلاب الجديرين والمميزين على المستوى الفني والتقني والاخلاقي ان شاء الله، لكي يتسمروا في رفع المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي في المجتمع اللبناني.
كما وان المستشفى المتخصص للقلب نريد له وبحكمة وادارة الاخوة في لبنان من ان يكون صرحا استشفائيا مميزا يتمتع بالشهرة والسمعة العالمية وان يقدم خدماته لكل ابناء المجتمع اللبناني بكامل طبقاته الاجتماعية ومناطقه وشرائحه المختلفة.انه مركز لكل اللبنانيين الذين يمثلون في تنوعهم، الغنى الفكري والثروة الحضارية لكي يبقى لبنان نموذجا للتعايش والمحبة ومدرسة لكل شعوب العالم في التعارف والتلاقي والانفتاح".
وختم "في النهاية اشكر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على رعايته هذا الاحتفال. واسمحوا لي ان اتقدم باسم الجمهورية الاسلامية الايرانية وباسم مؤسسة الشهيد من كل الشعب اللبناني بأحر التبريكات بانجاز هذين المشروعين اللذين يحملان كل معاني الانسانية والخير والهداية".
كلمة الوزير خليفة
وفي الختام، القى وزير الصحة العامة الدكتور محمد جواد خليفة كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان جاء فيها:"شرفني فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بتمثيله في حفل افتتاح كلية الرسول الاعظم للعلوم الصحية والمركز التخصصي لأمراض وجراحة القلب، وحملني تحياته لكم جميعا وتمنياته بالتوفيق واستمرار التقدم في ما انتم تسعون لتحقيقه.
ان رعاية فخامة الرئيس لهذه المناسبة تحمل دلائل عديدة اولها الاهمية التي يعطيها للصحة العامة علاجا ووقاية وخدمات، واعتبارها احد اهم ركائز الامن الاجتماعي، وثانيها تأكيده ومعه الحكومة على اهمية الدور الذي لعبه وما زال يلعبه القطاع الخاص في بناء وتطوير القطاع الاستشفائي في لبنان وتوفير أفضل الخدمات وارقاها. اما ثالث الدلالات لهذه الرعاية فهي تعكس التقدير الذي يكنه فخامته وكلنا معه لمؤسسة مستشفى الرسول الاعظم. هذه المؤسسة التي وعبر عشرات السنين من عمرها عكست في عملها خدماتها الاخلاقية والانضباطية والانسانية.فمبروك لمستشفى الرسول الاعظم المركز التخصصي لأمراض وجراحة القلب، وكلنا ثقة من انه سيلعب دورا مميزا في هذا الحقل. ومبروك ايضا كلية العلوم الصحية، ونحن واثقون من ان الخريجين سيكونون صورة لهذه المؤسسة المحترمة في العلم والاخلاق والممارسة".
واضاف:"في مثل هكذا مناسبة مهمة خاصة واننا نحتفل بإفتتاح كلية للعلوم الصحية ومركز تخصصي لأمراض وجراحة القلب، فمن الطبيعي ان اتوقف امام جملة امور نعتبرها بالغة الاهمية لارتباطها بالسياسة الصحية عموما وبتنظيم قطاعات الصحة المختلفة وخاصة المتطورة منها.ففي مجال الموارد البشرية الصحية كما تعلمون نحن نمتلك سوقا صحيا ضخما بخدماته الرعائية والاستشفائية المختلفة، وبقواه البشرية المتنوعة. ونسجل الوقائع التالية: أعداد كبيرة من الاطباء متوفرة، ولكن الحاجة تبقى في التوجه نحو الاختصاصات. فلا يعقل ان يكون 30 % فقط منهم أطباء صحة عامة والا يكون في لبنان اكثر من 10 طبيب طوارىء وان يكون جراحي القلب أكثر من اطباء العائلة. وكذلك الحاجة الدائمة لكل المهن الطبية بالتأهيل والتدريب المستمرين، وقريبا جدا سيصدر القانون الخاص بذلك".
وتابع: اما في مهنة التمريض فالجميع متوافق على الامورالتالية:
- ان الحاجة لا تزال كبيرة في مجال التمريض.
- ان جهودا كبيرة تبذلها الوزارة ونقابة التمريض والمؤسسات الاستشفائية لرفع المستوى العلمي وبرنامج التدريب المستمر الذي طال قرابة ثلاثة آلآف ممرضة.
- السمعة الجيدة للممرضة اللبنانية في المنطقة والعالم، ونحن سعداء بذلك بالرغم من الطلب المتزايد عالميا على ممرضاتنا.
اما الاختصاصات الفنية الاخرى، فنحن لا نزال بحاجة الى الكثير من المميز منها.
وان السمعة الحسنة للطبيب اللبناني وللممرضة وللفني والاداري، هي الاساس وهي حق من حقوق المواطن اللبناني علينا، وهي ايضا فيزا الدخول للاسواق العربية والعالمية، وعلينا ان نحافظ على ذلك، هذا اضافة طبعا للمستوى المميز والسمعة الجيدة للمستشفيات وتطبيقنا لبرنامج الاعتماد منذ العام 2000 وكنا اول دولة في المنطقة.
فإذا كانت الظروف السياسية والامنية لم تسمح للبنان حتى الآن الاستفادة من السياحة الصحية وحركة المرضى الضخمة في المنطقة، فإننا واثقون من ان المستقبل سيكون واعدا إن شاء الله ونحن نمتلك كل المقومات.
وقال:صحيح ان لبنان هو من الدول النادرة في العالم الذي يجمع بين مبدأين اساسيين في السياحة الصحية، توفر الخدمات الصحية العادية والمتطورة وتوزعها العادل على المناطق واقرار العدالة في حصول المواطنين عليها من خلال تقديمات وزارة الصحة العامة الاستشفائية للمواطنين الذين لا يملكون تغطية اجتماعية (47% من السكان) والمساعدات بالادوية لبعض المرضى كمرضى السرطان (7000 حالة جديدة عام 2007) والمستعصية (13000 حالة) والمزمنة (140000 مريض).
فالبرغم من هذا الواقع الجيد عايشنا كلنا اهمية التوزع الجغرافي للخدمات وتوفرها أثناء الحرب الاسرائيلية على لبنان عام 2006. ورأينا كيف ان قطاع الصحة في المناطق استطاع ان يستوعب القسم الاكبر من الاصابات، وسيكون لهذا الواقع أثره على الخطة الموضوعة لمواجهة الكوارث. وشهدنا وللمرة الاولى دورا مميزا للمستشفى الحكومي أكان في المناطق النائية ام في العاصمة مع مستشفى رفيق الحريري الجامعي.
فالبرغم من ذلك ما زال بحاجة لوضع ضوابط نمو وتطور السوق الصحي التي تحافظ من جهة على ديناميكية وحيوية المبادرة الفردية وتخفف الى اقصى حد من خطورة المزاحمة العشوائية من جهة اخرى.
ليس للصحة ثمن، ولكن لها كلفة ونحن نبذل الكثير من الجهود لضبط الكلفة والتأكيد على الجدوى الاقتصادية والصحية للاستثمار في مجالات الصحة المختلفة. وضمن هذه التوجهات يتوجب على الجميع فهم السياسات المعتمدة والمنفذة في الوزارة. ففي قطاعات الرعاية الصحية الاولية حيث نعمل على تعزيز الوقاية والتوعية وكل البرامج التي تستهدف نوعية الحياة التي نعيشها لتحسينها والتخفيف من احتمالات المرض والاستشفاء.
ونجدها ايضا في مشروع تطوير القطاع العام والمستشفى الحكومي الذي بدأ يحتل موقعه في السوق الاستشفائي بشكل جيد.
ونجدها ايضا في برنامج اعادة التسجيل للادوية حيث بلغ معدل الوفر 17%. والبرنامج مستمر وننفذ حاليا برنامجنا وهو في مرحلة التجربة وسيكون له اثره الكبير في اعادة تنظيم الخدمات وجعلها في متناول المواطنين، وهو برنامج الاحالة وهو من البرامج الرائدة في العالم، ونطمح من خلاله الربط بين المؤسسات الصحية والاستفادة القصوى من خدمات التقنيات الطبية المتوفرة واقرار التكامل والتنسيق بين المؤسسات.
لنصل الى بيت القصيد في السياسة الصحية وهو التأمينات الصحية وهي الحجر الاساس لأي نظام صحي. فكيف نتصور الأمن الاجتماعي ونصف السكان لا يملكون تغطية، وفي ظل غياب ضمان الشيخوخة. وعايشنا تعثر الضمان الاختياري. وطرحنا مشروع البطاقة الصحية كأداة لتنظيم الطلب على الخدمة الصحية. واقر مجلس الوزراء الخطوات الاولى بتوحيد التعرفات والاتفاقات وقاعدة المعلومات بين الهيئات الضامنة وهي مقدمة لتوحيد آليات الرقابة والتدقيق مستقبلا.
وسنبقى نعمل بتنسيق كامل مع الهيئات الضامنة وبتنسيق كامل ايضا مع نقابة المستشفيات ونقابتي الاطباء لاجتياز المراحل والصعوبات التي يمكن ان تواجهنا، وصولا الى نظام تأمينات صحي شامل قابل للحياة والاستمرار والتطور.
من جديد بإسم فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان، وبإسمي أهنئكم على الجهود التي بذلتموها لافتتاح كلية العلوم الصحية والمركز التخصصي لأمراض وجراحة القلب، ونتمنى لكم التوفيق والمزيد من التقدم.
وأخيرا قدم وزير العمل محمد فنيش ممثلا أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله درعين تكريمين لكل من وزير الصحة الدكتور محمد جواد خليفة، ومعاون رئيس الجمهورية الايرانية الدكتور حسين دهقان.
ثم جال المشاركون على اقسام المستشفى التخصصي ومركز القلب.