ارشيف من :آراء وتحليلات

خلف القناع: كل أيامنا أعياد.. والغجر لن تكون آخرها

خلف القناع: كل أيامنا أعياد.. والغجر لن تكون آخرها
كتب مصطفى خازم
يحكى أن العدو الذي قرر الانسحاب من الجنوب في العام 2000، ضاعت قيادته العسكرية والدينية في اختيار الموعد.
يومها هرب الصهاينة من تموز لتوافقه مع ذكرى دحرهم من بيت المقدس على أيدي المسلمين، وهربوا من مواعيد أخرى كثيرة، لتوافقها مع مناسبات مذلة لهم، فقرروا التبكير بالانسحاب، فكان 23 أيار/ مايو 2000 يوم المذلة الكبرى.
وبالعودة إلى روزنامة المقاومة مع هذا العدو سوف لن يجد له تاريخ يهرب منه بعد اليوم.
فبالأمس أقفلت المقاومة المظفرة في غزة بقية شهور العزة المستمرة، فأقفلت نهائياً تواريخ النكبات والنكسات والخسارة..
ماذا سيفعل هؤلاء "الحمقى" إذاً؟
فليبحثوا لهم عن تاريخ آخر، فضائي ربما، وربما خارج كل هذا الكون كله.
لم يعد لهم مكان في أرضنا، ولم يعد لهم مكان في ذاكرة أطفالنا، ولا تاريخ للمحتل بعد اليوم.
أقلبوا مفكراتكم.. إلى تاريخ المقاومة.. ولن تجدوا له تبديلا..
هو زمن الانتصارات، وتأريخ الانتصارات القادمة..
من لبنان إلى فلسطين إلى العراق إلى أفغانستان..
لا مكان للجبابرة هنا، وكلمتهم هي السفلى..
أنظروا إليهم يرتعدون خوفاً في العراق، وكالحية يزحفون على بطونهم في فلسطين التي خرم مخرز غزة عيونهم فيها..
في لبنان يحتار العدو في "الغجر" ماذا يفعل؟
هل ينسحب، ولماذا ينسحب، مقابل ماذا؟
ماذا سيحصل بعدها، هل سيرضى أهل الغجر ببقائهم خارج أرضهم؟
في تاريخ هذا العدو مع المقاومة سلسلة من الانسحابات المخزية تحت ضربات المقاومة، من بيروت إلى صيدا ومن صيدا الى الشريط ومن الشريط الى الداخل الفلسطيني المنكوب..
كل هذا بفضل رجل استقام كما أمر، حمل روحه قبل جسده، ونازل العدو مرات ومرات.. هزمه في خلدة، وهزمه في ميدون وهزمه في أنصارية، ودحره في أيار وأذله في تموز، وكرر الهزيمة في غزة..
الحاج عماد..
أنت الناظر إلينا من عليائك.. ستقر عينك..
ففرسانك ما زالوا على العهد، ولو حشرهم بعض الصغار في زنزانة من زنزانات "المحروسة"..
ماضون مع سيدهم ولو خاض بهم الجمر.. فكيف وهو يعدهم بالنصر.. وأنت بشارة نصرنا الحاسم.
الانتقاد/ العدد 1345 ـ 8 أيار/ مايو 2009
2009-05-08