ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: غربال الأمم المتحدة

كتب محمد يونس
كيف يمكن أن نصف تصرف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وهو يقوم بإعفاء كيان العدو الصهيوني من كل مطالبة أو ملاحقة بعد التقرير الذي وضعته إحدى اللجان التابعة للأمم المتحدة، والذي اتهمت فيه "اسرائيل" بارتكاب جرائم قتل متعمد بحق مواطنين فلسطينيين كانوا يحتمون داخل مقرات تابعة للأمم المتحدة؟
وكيف يريد السيد مون أن يقنعنا بأن منظمته هي منظمة أممية محايدة تقف دائما إلى جانب الحق، بل كيف له بعد الذي بدر منه أن يقول ان منظمته تعمل على صون حقوق الإنسان وتدافع عن الدول الأعضاء المنضوية تحت لوائها، أم كيف سينظر بعد الآن إلى قوات القبعات الزرق التي يرسلها الأمين العام إلى أماكن التوتر في العالم، وبأي عين سيلاقيها الأطراف الموجودون في هذه الأماكن؟
صحيح أنه لا يوجد عاقل في هذا العالم يقتنع بحيادية الأمم المتحدة وأجهزتها، لكن الجميع كان يجانب انتقادها أو التحدث عن نزاهتها وشفافيتها، كما أن مسؤولي الأمم المتحدة أنفسهم كانوا يحرصون دائما على إبقاء تلك الشعرة غير المرئية محافظة على ماء وجه المنظمة، لكن يبدو أن السيد بان كي مون قد شعر أنه لم يعد بحاجة إلى هذه الشعرة فقام بقطعها وحرقها وذر رمادها في بحر الهيمنة الصهيونية الأميركية ولججه.
أما كيف جرؤ على إعفاء الكيان الصهيوني بهذه الصلافة فسؤال جوابه عند العرب خاصة، والمسلمين عامة، الذين خبروا جرأة "إسرائيلط في لبنان وفلسطين، وما اكتفوا بالمشاهدة فحسب، بل شارك بعضهم هذا العدو في عدوانه، موفرين له كل ما يحتاجه من دعم ومساندة. من هنا يمكن أن نلتمس العذر الأقبح من الذنب للأمين العام للأمم المتحدة، لأنه لن يكون ملكياً أكثر من الملك نفسه، ومن يسيّب ماله لا يجب عليه لوم الناس إن تكالبوا عليه أو سلبوه إياه.
إنها أنصع صورة على حقيقة الأمم المتحدة وأمانتها العامة، فهل هناك من يزال يضع وجهه في التراب، أو ينظر من وراء الغربال؟
الانتقاد/ العدد 1345 ـ 8 أيار/ مايو 2009
كيف يمكن أن نصف تصرف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وهو يقوم بإعفاء كيان العدو الصهيوني من كل مطالبة أو ملاحقة بعد التقرير الذي وضعته إحدى اللجان التابعة للأمم المتحدة، والذي اتهمت فيه "اسرائيل" بارتكاب جرائم قتل متعمد بحق مواطنين فلسطينيين كانوا يحتمون داخل مقرات تابعة للأمم المتحدة؟
وكيف يريد السيد مون أن يقنعنا بأن منظمته هي منظمة أممية محايدة تقف دائما إلى جانب الحق، بل كيف له بعد الذي بدر منه أن يقول ان منظمته تعمل على صون حقوق الإنسان وتدافع عن الدول الأعضاء المنضوية تحت لوائها، أم كيف سينظر بعد الآن إلى قوات القبعات الزرق التي يرسلها الأمين العام إلى أماكن التوتر في العالم، وبأي عين سيلاقيها الأطراف الموجودون في هذه الأماكن؟
صحيح أنه لا يوجد عاقل في هذا العالم يقتنع بحيادية الأمم المتحدة وأجهزتها، لكن الجميع كان يجانب انتقادها أو التحدث عن نزاهتها وشفافيتها، كما أن مسؤولي الأمم المتحدة أنفسهم كانوا يحرصون دائما على إبقاء تلك الشعرة غير المرئية محافظة على ماء وجه المنظمة، لكن يبدو أن السيد بان كي مون قد شعر أنه لم يعد بحاجة إلى هذه الشعرة فقام بقطعها وحرقها وذر رمادها في بحر الهيمنة الصهيونية الأميركية ولججه.
أما كيف جرؤ على إعفاء الكيان الصهيوني بهذه الصلافة فسؤال جوابه عند العرب خاصة، والمسلمين عامة، الذين خبروا جرأة "إسرائيلط في لبنان وفلسطين، وما اكتفوا بالمشاهدة فحسب، بل شارك بعضهم هذا العدو في عدوانه، موفرين له كل ما يحتاجه من دعم ومساندة. من هنا يمكن أن نلتمس العذر الأقبح من الذنب للأمين العام للأمم المتحدة، لأنه لن يكون ملكياً أكثر من الملك نفسه، ومن يسيّب ماله لا يجب عليه لوم الناس إن تكالبوا عليه أو سلبوه إياه.
إنها أنصع صورة على حقيقة الأمم المتحدة وأمانتها العامة، فهل هناك من يزال يضع وجهه في التراب، أو ينظر من وراء الغربال؟
الانتقاد/ العدد 1345 ـ 8 أيار/ مايو 2009