ارشيف من :أخبار عالمية
السوريون للرئيس المصري: ما لم يحصل في دمشق لن يحصل في باريس
باريس ـ نضال حمادة
إنها مرحلة جديدة في العلاقات السورية الفرنسية والسورية الأوروبية، هذا ما اتفقت عليه جميع وسائل الإعلام الفرنسية في تغطيتها للاجتماع حول الاتحاد من اجل المتوسط الذي عقد في باريس، يوم الثالث عشر من شهر تموز/ يوليو الجاري. غير أن ما طغى على الاجتماع المذكور، القمة الرباعية التي حضرها كل من الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان، والرئيس السوري بشار الأسد فضلا عن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني، حيث غطت اخبار هذه القمة على الاجتماع المتوسطي، وخصوصا أن الرئيس السوري بشار الأسد، دخل قصر الإليزيه لأول مرة منذ خمس سنوات، تحت عباءة القمة الرباعية.
العلاقات الفرنسية السورية، والعلاقات اللبنانية السورية كانتا المحور الأساس للمباحثات التي أجراها رؤساء الدول الأربعة، حيث تمخض عنها بيان ختامي يعلن إعادة العمل بمشروع الشراكة السورية الأوروبية، أما في الشأن اللبناني فكان الحدث الأبرز اتفاق الجانبين السوري واللبناني على البدء بمباحثات ثنائية لإقامة علاقات دبلوماسية، وترسيم الحدود بين الدولتين، على أن تتم عملية تطبيع العلاقات عبر زيارة يقوم بها الرئيس اللبناني إلى دمشق خلال هذا الصيف.
في السياق علمت "الانتقاد" من مصادر فرنسية عليمة، ان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، زار باريس صبيحة نهار الجمعة الماضي (11/7/2008)، ومارس ضغوطا على الجانب الفرنسي للامتناع عن دعوة الرئيس السوري إلى اجتماع الاتحاد من أجل المتوسط، غير أن جهوده هذه لم تثمر شيئا.
وأضافت المصادر أن سعود الفيصل التقى وزير الخارجية الفرنسي في دارة الفيصل الواقعة في ضاحية نويي الباريسية الراقية، في محاولة للتشويش على زيارة الأسد، غير أن كوشنير أبلغ الوزير السعودي أن هذا قرار الرئيس النهائي ولا رجوع عنه. وأشارت المصادر نفسها إلى أن وزير الخارجية السعودي يحط أسبوعيا في باريس مساء كل يوم جمعة أو صبيحة كل يوم سبت، منذ عدة سنوات حيث تعتبر العاصمة الفرنسية مكانا ممتازا لكل الاجتماعات التي يعقدها بندر وسعود الفيصل حول لبنان وبعضها حصل مع اميركيين، وغيرهم قبيل حرب تموز عام 2006 وحتى وقت قريب.
وعلى هامش اجتماع باريس رفض الرئيس السوري بشار الأسد لقاء الرئيس المصري حسني مبارك، وكان مبارك قد حاول إقامة عشاء في السفارة المصرية يحضره رؤساء الوفود المشاركة بصفته نائبا لرئيس الاتحاد المتوسطي، غير أن الرئيس السوري رفض أي لقاء مع مبارك، قائلا إن الاجتماع الذي لم يحصل في دمشق لن يحصل في باريس في إشارة منه إلى غياب الرئيس المصري عن القمة العربية الأخيرة في دمشق.
وقد بدا جليا للمراقبين التهميش الكبير لحضور الرئيس المصري، حيث استبعدت مصر كليا عن القمة الرباعية، وحضرت دولة قطر مكانها، كما ان الرئيس السوري بشار الأسد كان نجم المؤتمر دون منازع بينما غاب الدور المصري كليا عن الواجهة، واقتصرت آمال الرئيس المصري على حصوله على منصب الرئيس الجنوبي للاتحاد، وهذا ما حصل عليه، برغم ان الجميع يدركون ان هذا المنصب لا يشكل أي مركز قوة لصاحبه.
من ناحية أخرى دخل الرئيس الأسد قصر الإليزيه برفقة مستشار الرئيس الفرنسي كلود غيان، في غياب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي استبعد كليا عن ملف لبنان وسوريا لمصلحة مستشاري الرئيس، وكانت "الانتقاد" أول من أشار لهذا منذ حوالى خمسة أشهر.
في الوقت نفسه لوحظ تعرض تيري رود لارسن إلى إهانة كبيرة من جانب السوريين، وقد حصل ذلك عندما رفضت القيادة السورية حضوره الاحتماع الذي حصل بين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والرئيس السوري بشار الأسد.
وكان لارسن قد حضر برفقة بان كي مون إلى مقر إقامة الأسد في الفندق الكبير في الدائرة التاسعة من باريس، غير انه منع من حضور اجتماع الأسد ـ مون بسبب رفض الوفد السوري، حيث انتظر في الغرفة المجاورة حتى انتهاء الاجتماع، وقد بدت على وجهه مظاهر الامتعاض التي شاهدها جميع الصحفيين الذين كانوا في الطابق الرابع من الفندق المذكور حيث أقام الرئيس السوري بشار الأسد.
يذكر ان لارسن يسعى للتجديد له لمدة سنة أخرى، وهو يحظى بدعم مطلق من جانب إسرائيل التي تعتبر لارسن حليفا موثوقا لديها.
الانتقاد/ العدد1282 ـ الجمعة 18 تموز/ يوليو 2008
إنها مرحلة جديدة في العلاقات السورية الفرنسية والسورية الأوروبية، هذا ما اتفقت عليه جميع وسائل الإعلام الفرنسية في تغطيتها للاجتماع حول الاتحاد من اجل المتوسط الذي عقد في باريس، يوم الثالث عشر من شهر تموز/ يوليو الجاري. غير أن ما طغى على الاجتماع المذكور، القمة الرباعية التي حضرها كل من الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان، والرئيس السوري بشار الأسد فضلا عن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني، حيث غطت اخبار هذه القمة على الاجتماع المتوسطي، وخصوصا أن الرئيس السوري بشار الأسد، دخل قصر الإليزيه لأول مرة منذ خمس سنوات، تحت عباءة القمة الرباعية.
العلاقات الفرنسية السورية، والعلاقات اللبنانية السورية كانتا المحور الأساس للمباحثات التي أجراها رؤساء الدول الأربعة، حيث تمخض عنها بيان ختامي يعلن إعادة العمل بمشروع الشراكة السورية الأوروبية، أما في الشأن اللبناني فكان الحدث الأبرز اتفاق الجانبين السوري واللبناني على البدء بمباحثات ثنائية لإقامة علاقات دبلوماسية، وترسيم الحدود بين الدولتين، على أن تتم عملية تطبيع العلاقات عبر زيارة يقوم بها الرئيس اللبناني إلى دمشق خلال هذا الصيف.
في السياق علمت "الانتقاد" من مصادر فرنسية عليمة، ان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، زار باريس صبيحة نهار الجمعة الماضي (11/7/2008)، ومارس ضغوطا على الجانب الفرنسي للامتناع عن دعوة الرئيس السوري إلى اجتماع الاتحاد من أجل المتوسط، غير أن جهوده هذه لم تثمر شيئا.
وأضافت المصادر أن سعود الفيصل التقى وزير الخارجية الفرنسي في دارة الفيصل الواقعة في ضاحية نويي الباريسية الراقية، في محاولة للتشويش على زيارة الأسد، غير أن كوشنير أبلغ الوزير السعودي أن هذا قرار الرئيس النهائي ولا رجوع عنه. وأشارت المصادر نفسها إلى أن وزير الخارجية السعودي يحط أسبوعيا في باريس مساء كل يوم جمعة أو صبيحة كل يوم سبت، منذ عدة سنوات حيث تعتبر العاصمة الفرنسية مكانا ممتازا لكل الاجتماعات التي يعقدها بندر وسعود الفيصل حول لبنان وبعضها حصل مع اميركيين، وغيرهم قبيل حرب تموز عام 2006 وحتى وقت قريب.
وعلى هامش اجتماع باريس رفض الرئيس السوري بشار الأسد لقاء الرئيس المصري حسني مبارك، وكان مبارك قد حاول إقامة عشاء في السفارة المصرية يحضره رؤساء الوفود المشاركة بصفته نائبا لرئيس الاتحاد المتوسطي، غير أن الرئيس السوري رفض أي لقاء مع مبارك، قائلا إن الاجتماع الذي لم يحصل في دمشق لن يحصل في باريس في إشارة منه إلى غياب الرئيس المصري عن القمة العربية الأخيرة في دمشق.
وقد بدا جليا للمراقبين التهميش الكبير لحضور الرئيس المصري، حيث استبعدت مصر كليا عن القمة الرباعية، وحضرت دولة قطر مكانها، كما ان الرئيس السوري بشار الأسد كان نجم المؤتمر دون منازع بينما غاب الدور المصري كليا عن الواجهة، واقتصرت آمال الرئيس المصري على حصوله على منصب الرئيس الجنوبي للاتحاد، وهذا ما حصل عليه، برغم ان الجميع يدركون ان هذا المنصب لا يشكل أي مركز قوة لصاحبه.
من ناحية أخرى دخل الرئيس الأسد قصر الإليزيه برفقة مستشار الرئيس الفرنسي كلود غيان، في غياب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي استبعد كليا عن ملف لبنان وسوريا لمصلحة مستشاري الرئيس، وكانت "الانتقاد" أول من أشار لهذا منذ حوالى خمسة أشهر.
في الوقت نفسه لوحظ تعرض تيري رود لارسن إلى إهانة كبيرة من جانب السوريين، وقد حصل ذلك عندما رفضت القيادة السورية حضوره الاحتماع الذي حصل بين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والرئيس السوري بشار الأسد.
وكان لارسن قد حضر برفقة بان كي مون إلى مقر إقامة الأسد في الفندق الكبير في الدائرة التاسعة من باريس، غير انه منع من حضور اجتماع الأسد ـ مون بسبب رفض الوفد السوري، حيث انتظر في الغرفة المجاورة حتى انتهاء الاجتماع، وقد بدت على وجهه مظاهر الامتعاض التي شاهدها جميع الصحفيين الذين كانوا في الطابق الرابع من الفندق المذكور حيث أقام الرئيس السوري بشار الأسد.
يذكر ان لارسن يسعى للتجديد له لمدة سنة أخرى، وهو يحظى بدعم مطلق من جانب إسرائيل التي تعتبر لارسن حليفا موثوقا لديها.
الانتقاد/ العدد1282 ـ الجمعة 18 تموز/ يوليو 2008