ارشيف من :أخبار لبنانية
"النهار" : سفراء اجانب أخفقوا بالحصول على معلومات تفصيلية عن شبكات التجسس

المحرر المحلي + صحيفة "النهار"
كشفت صحيفة "النهار" ان سفراء عرب واجانب أخفقوا في الحصول على معلومات تفصيلية عن اكتشاف شبكات التجسس لمصلحة اسرائيل كانت تسعى الى اعطاء معلومات محددة عن اهداف لمواقع عسكرية لـ"حزب الله" ولأماكن سكن قادة الحزب. والسبب يعود الى فرض الاجهزة الامنية ستاراً كثيفاً من الكتمان بعدما توصلت الى تفكيك ثماني شبكات حتى الان، وهناك مؤشرات أولية الى القبض على متورطين آخرين وفقا لتوقعات مسؤول أمني رفيع.
وأبدت مصادر دبلوماسية اهتماماً لافتاً بتتبع ما ينشر عن تلك الشبكات. ويقول احد السفراء، انها المرة الاولى تزرع فيها دولة عدوة هذا العدد من الشبكات لرصد هدف مقاوم لها في دولة مجاورة. ويضيف ان اكتشاف الشبكات لا يعني انها لم تكن تفيد وتنشط منذ سنوات وخلال الاعتداءات التي كانت تشنها اسرائيل على لبنان وآخرها حرب تموز 2006. ورأى أن الصمت الاسرائيلي حيال تأكيد او نفي وجود مثل تلك الشبكات هو "طبيعي ولا يمكن ان يعترف بها جهاز الموساد، وان المسؤولين عنه سيسارعون الى إبطال تركيباتها وكل ما يرتبط بها وبتغيير آليات الاتصال بشبكات أخرى يمكن ان تكون قائمة للحفاظ على نشاطها والمهمات التجسسية المكلفة بها".
وأشار الى ان الجهازين الامنيين اللبنانيين اظهرا مهارة لا يمكن تقليل أهميتها، وانهما يساويان نظيريهما في عدد من الدول الغربية وانه يأمل في تعزيزهما بجميع الوسائل من تقنية وتكنولوجية واتصالات وموازنات أيا تكن كلفتها لان ما انجزاه حتى اليوم ادى الى حماية الامن القومي للبلاد وعدم وقوع اغتيالات منفردة لمسؤولين سياسيين وعسكريين من الحزب، أو تحضير لعدوان جديد غير مستبعد في ظل التوجه المتطرف للحكومة الاسرائيلية الجديدة والمواقف السلبية لرئيسها بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان.
وسألت مصادر وزارية عبر "النهار" لماذا اكتفى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون باعتبار ما تلقاه من معلومات عن شبكات تجسس لمصلحة اسرائيل في لبنان خرقاً لسيادته، اذا صحت تلك الادعاءات وفقا لما ورد في الفقرة 20 من التقرير التاسع الذي رفعه الى مجلس الامن عن مدى تنفيذ الحزب واسرائيل والفلسطينيين الذي لهم معسكرات موزعة بين الشاطئ والبقاع، ولماذا لم يبادر الى تكليف مبعوثه الخاص المكلف مراقبة تطبيق هذا القرار تيري رود لارسن بالتوجه في شكل عاجل الى بيروت للاستفسار مباشرة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن وباء الشبكات الآخذ في التفشي في اماكن قادة المقاومة او مواقع عسكرية تابعة لها، وخصوصاً أن الغرض منها الانقضاض على الموجودين فيها إما للاغتيال واما لشنّ عمليات كوماندوس محدودة على غرار ما كانت قد نفّذته في عمق البقاع وليس في اماكن جنوبية تعتبر قريبة لحدودها فحسب؟ وبرّرت تساؤلها بالمقارنة بما قام به الامين العام عندما تبلغ من مصر عن نشاط خلية "حزب الله" في مصر فأوفد في شكل عاجل رود لارسن للاستفسار مباشرة من الرئيس حسني مبارك، وسألت لماذا هذا التمييز في تقدير الاخطار فهل فاته ان السلطات الامنية اللبنانية المكلفة مكافحة التجسس الاسرائيلية ضبطت العملاء في منطقة عمليات قوة "اليونيفيل" او محاذية لمواقع عسكرية تابعة لها؟