ارشيف من :أخبار عالمية
خاص "الانتقاد.نت" : مباحثات سورية إيرانية في طهران لإقامة "مشاريع تنموية استراتيجية" بين البلدين
راضي محسن - دمشق
بدأ نائب رئيس الحكومة السورية للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري اليوم الأحد زيارة إلى إيران على رأس وفد رسمي رفيع المستوى تلبية لدعوة من مساعد الرئيس الإيراني لشؤون التخطيط والإشراف الاستراتيجي المهندس أمير منصور برقعي.
وتهدف الزيارة إلى "بحث سبل التعاون الاقتصادي بين البلدين وخصوصاً في مجال الطاقة والغاز" وفق بيان رسمي سوري.
كما يرافق الدردري عدد من رجال الأعمال السوريين "بهدف بحث آفاق التعاون الاستثماري بين رجال الأعمال في البلدين".
ونقل البيان عن الدردري قوله أمام برقعي خلال لقائهما اليوم إن الهدف الأول من هذه الزيارة "رسم تصور مشترك لتنسيق السياسات الاقتصادية بعيدة المدى في البلدين (...) وترجمة هذا التنسيق على أرض الواقع على شكل جملة من المشاريع التنموية الاستراتيجية في قطاعات الطاقة والصناعة والإسكان وغيرها".
وأضاف الدردري إن الهدف الثاني من الزيارة هو "عقد لقاءين بين رجال الأعمال السوريين والإيرانيين الأول في طهران والثاني في أصفهان لتنسيق العلاقة المباشرة بين قطاعي الأعمال في البلدين في مجالات الصناعة والزراعة والتجارة والبنية التحتية والسياحة إلى جانب الاطلاع على النهضة التنموية الصناعية الكبيرة التي تتم في إيران وتبادل الخبرات من خلال زيارة بعض المصانع المهمة ومنطقة عسلوية (مجمع الصناعات النفطية والبتروكيماوية)".
وأشار الدردري إلى أنه سيتم التوقيع بهذا الشأن على مذكرة تفاهم إطارية في نهاية الزيارة مع المهندس برقعي.
من جهته قال وزير النفط السوري سفيان علاو الذي يرافق الدردري في زيارته إلى طهران: إن هناك مجالات واسعة للتعاون بين البلدين منذ سنوات ونعمل على تدعيم وتطوير هذا التعاون في مجالات النفط والغاز والطاقة الكهربائية مشيرا إلى انه سبق أن تم التوقيع على مذكرة تفاهم لإستيراد الغاز الإيراني إلى سورية عن طريق شبكة تركيا والآن نسعى إلى أن يكون هناك خط استراتيجي لنقل الغاز الإيراني من إيران إلى العراق إلى سورية فالبحر المتوسط وتأمين احتياجات سورية وتصدير جزء منه الى الدول الأوروبية مؤكدا أن هذا الخط الاستراتيجي سيطور وينمي العلاقات بين سورية وإيران أيضا.
وقال علاو: نحن شركاء مع إيران وفنزويلا في إقامة مصفاة نفط في سورية بطاقة 140 ألف برميل في اليوم والمشروع يسير بخطا جيدة حاليا ونبحث عن مشاريع أخرى متعددة في كل مجالات الطاقة مؤكدا ضرورة العمل والتعاون الثنائي في مجال الطاقة بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين.
بدوره أكد برقعي أن "العلاقات السياسية بين سورية وإيران متينة وقوية وترتكز على أسس ثابتة تنطلق من المصالح المشتركة للبلدين".
وجدد برقعي "سعي إيران لإيجاد الأرضيات والمجالات المناسبة لتطوير العلاقات الاقتصادية والوصول بها إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة بما يخدم مصالح البلدين" مشيراً إلى أنه "سيتم بحث مختلف السبل خلال هذه الزيارة من أجل التعاون حول استراتيجيات التنمية الأمر الذي يحتاج لخبرة واسعة وعمل متواصل".
وأثمر عمق العلاقات السياسية بين البلدين تطوراً اقتصادياً وتنامياً في التعاون المشترك في مجالات التجارة والصناعة والاستثمار والزراعة والنقل وغيرها حيث بلغ عدد اتفاقيات التعاون الاقتصادي والتجاري 14 اتفاقية ساهمت في تطوير وزيادة حجم الاستثمارات الإيرانية في سورية إلى نحو 5ر1 مليار دولار في مختلف المجالات كما وصل حجم التبادل التجاري العام الماضي إلى 350 مليون دولار مقابل 115 مليون دولار عام 2005 و 200 مليون عام 2006.
ودخل اتفاق التجارة التفضيلية بين البلدين حيز التنفيذ بداية الشهر الثالث من العام الجاري وهو يهدف إلى رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين من خلال منح امتيازات متبادلة لسلع ومنتجات سورية وإيرانية.
ومن أهم المشاريع الصناعية المشتركة بين البلدين: مصنعا إنتاج السيارات ومعمل إنتاج الإسمنت وبناء صوامع الحبوب ومجموعة مشاريع في قطاعات النفط وتكريره والغاز والكهرباء والنقل.
ووقع الجانبان في شباط/فبراير الماضي بدمشق على مذكرة تفاهم لتوطيد التعاون واستمراريته في تكرير وإنتاج واستكشاف النفط حيث أكدا رغبتهما الجادة في التعاون في مجال نقل وتسويق الغاز.. وأعرب الجانب الإيراني عن استعداده لتزويد سورية بالغاز عن طريق شبكة الغاز التركية عند انتهائها في عام 2010.
كما نما حجم التبادل السياحي بين البلدين ووصل إلى نحو 500 ألف سائح سنوياً وفق مصادر إيرانية.
وعلى الصعيد الثقافي وقع البلدان اتفاقية تأسيس جامعة الفارابي في محافظة اللاذقية على الساحل السوري من قبل جامعة تربيت مدرس في إيران بالإضافة إلى تأسيس قسم لتعليم اللغة الفارسية في جامعة البعث بحمص (وسط البلاد) ومركز خاص له في اللاذقية.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018