ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: نصر إلهي مكرر

كتب محمد يونس
تخطى الانجاز العظيم الذي حققه حزب الله بعملية الرضوان الإطار المحلي اللبناني، ليلقي بظلاله على العالمين العربي والإسلامي. لا بل وصلت أصداؤه إلى كل ركن وزاوية في الكرة الأرضية وسط تساؤلات كثيرة أبرزها: لماذا في هذا التوقيت؟ وهل العدو الصهيوني الذي عرف عنه كثرة استخدامه المتقن للحرب النفسية مع العرب وغيرهم، تغيب عن ذهنه آثار مصادفة تاريخ إنجاز الصفقة مع تاريخ حرب تموز؟
للإجابة عن هذا السؤال لا بد من أن نخرج أو نوسع مجال رؤيتنا للعملية من المنظار المحلي الموضعي (اللبناني ـ الإسرائيلي) إلى نظرة تغطي الأحداث والظروف التي تمر بها المنطقة ككل، إن لم يكن العالم. فالإسرائيلي لا بد أنه كان يتمنى أن ينهي هذه المسألة في 14 آب/ أغسطس 2006.. إذاً.. ماذا حصل؟
نعم.. احتمال كبير أن تكون تلك هي أمنية الإسرائيلي، لكن الأميركي لم يكن يسير معه على الخط نفسه، فآماله كانت لا تزال منتعشة بإمكانية تطبيق مشروعه للمنطقة برغم خسارة الحرب في لبنان، وأي عملية تبادل بين حزب الله وكيان العدو كانت بلا شك ستوجه ضربة مزعزعة لإحدى الركائز المهمة للمشروع الأميركي في لبنان، وبالتالي أجبر الإسرائيلي خلافا لمصلحته، على السير للمرة الثانية بعد حرب تموز وفقا لرغبات الأميركي.
لكن بعد الذي جرى في أيار/ مايو في لبنان والذي أرّخ لانطلاق عصر جديد انكفأ فيه الأميركي وانكفأ معه معظم حلفائه الإقليميين عن المسرح اللبناني لمصلحة المشروع المقاوم، وما تبعه من تداعيات أفضت إلى عودة الدور المحوري لسوريا الممانعة، وتهافت الدول الأوروبية وفي مقدمهم فرنسا لتكون عراب عودة هذا الدور، فضلا عن الفشل في الملف النووي الإيراني، كل هذه العوامل أراحت الإسرائيلي من القيود الأميركية، لكنه وجد نفسه محشورا بالوقت وبظروف أخرى داخلية هذه المرة، فسارع إلى إنجاز الصفقة مسجلا انتصارا ثانيا للمقاومة الإسلامية في ذكرى انتصارها التموزي الكبير.
لقد قالها سيد المقاومة، وصدق حين قال: إنه لا يؤمن بالصدف، بل هي مشيئة إلهية أبت أن تهدي المقاومين والمجاهدين وأشراف الأمة العربية والإسلامية هذا النصر إلا في ذكرى النصر الإلهي.
الانتقاد/ العدد 1282 ـ 18 تموز/يوليو 2008
تخطى الانجاز العظيم الذي حققه حزب الله بعملية الرضوان الإطار المحلي اللبناني، ليلقي بظلاله على العالمين العربي والإسلامي. لا بل وصلت أصداؤه إلى كل ركن وزاوية في الكرة الأرضية وسط تساؤلات كثيرة أبرزها: لماذا في هذا التوقيت؟ وهل العدو الصهيوني الذي عرف عنه كثرة استخدامه المتقن للحرب النفسية مع العرب وغيرهم، تغيب عن ذهنه آثار مصادفة تاريخ إنجاز الصفقة مع تاريخ حرب تموز؟
للإجابة عن هذا السؤال لا بد من أن نخرج أو نوسع مجال رؤيتنا للعملية من المنظار المحلي الموضعي (اللبناني ـ الإسرائيلي) إلى نظرة تغطي الأحداث والظروف التي تمر بها المنطقة ككل، إن لم يكن العالم. فالإسرائيلي لا بد أنه كان يتمنى أن ينهي هذه المسألة في 14 آب/ أغسطس 2006.. إذاً.. ماذا حصل؟
نعم.. احتمال كبير أن تكون تلك هي أمنية الإسرائيلي، لكن الأميركي لم يكن يسير معه على الخط نفسه، فآماله كانت لا تزال منتعشة بإمكانية تطبيق مشروعه للمنطقة برغم خسارة الحرب في لبنان، وأي عملية تبادل بين حزب الله وكيان العدو كانت بلا شك ستوجه ضربة مزعزعة لإحدى الركائز المهمة للمشروع الأميركي في لبنان، وبالتالي أجبر الإسرائيلي خلافا لمصلحته، على السير للمرة الثانية بعد حرب تموز وفقا لرغبات الأميركي.
لكن بعد الذي جرى في أيار/ مايو في لبنان والذي أرّخ لانطلاق عصر جديد انكفأ فيه الأميركي وانكفأ معه معظم حلفائه الإقليميين عن المسرح اللبناني لمصلحة المشروع المقاوم، وما تبعه من تداعيات أفضت إلى عودة الدور المحوري لسوريا الممانعة، وتهافت الدول الأوروبية وفي مقدمهم فرنسا لتكون عراب عودة هذا الدور، فضلا عن الفشل في الملف النووي الإيراني، كل هذه العوامل أراحت الإسرائيلي من القيود الأميركية، لكنه وجد نفسه محشورا بالوقت وبظروف أخرى داخلية هذه المرة، فسارع إلى إنجاز الصفقة مسجلا انتصارا ثانيا للمقاومة الإسلامية في ذكرى انتصارها التموزي الكبير.
لقد قالها سيد المقاومة، وصدق حين قال: إنه لا يؤمن بالصدف، بل هي مشيئة إلهية أبت أن تهدي المقاومين والمجاهدين وأشراف الأمة العربية والإسلامية هذا النصر إلا في ذكرى النصر الإلهي.
الانتقاد/ العدد 1282 ـ 18 تموز/يوليو 2008