المحرر الاقليمي + "الخليج"
 

لقي 54 مسلحاً وتسعة جنود حتفهم في المعارك الضارية بين الجيش الباكستاني ومسلحي حركة “طالبان”، التي دخلت أمس (الخميس) يومها ال ،18 وسجل 834 ألفاً أسماءهم نازحين من مناطق العمليات في وادي سوات، ومازال نحو 200 ألف شخص عالقين بين طرفي القتال، وطلب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري من الولايات المتحدة “ملكية” الطائرات الأمريكية التي تقتل مسلحين على أراضي بلاده، واستخدم “فزاعة” احتمال سقوط الترسانة النووية للبلاد في يد المتشددين.

وقصفت المقاتلات والمروحيات والمدفعية مخابئ يشتبه في أنها لطالبان في سوات ومنطقة دير السفلى وجبال بيوشار المجاورة، حيث يعتقد أن قائد “طالبان” مولانا فضل الله يختبئ فيها، وقال مسؤول عسكري إن القوات أصبحت على بعد 16 كلم من مدينة مينغورا.

وقال المفوض السامي للاجئين انتونيو جوتيريس، إن باكستان تشهد حركة نزوح داخلية كثيفة وتمر بفترة صعبة وتحتاج إلى مساعدة دولية.

وقدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي دخل متطوعوها منطقة بونر، صورة مأساوية للوضع هناك، وقال منسقها في إسلام آباد: “لا توجد كهرباء أو مياه شرب نظيفة. ومعظم المتاجر مغلقة. والسلع في السوق قليلة للغاية. والشوارع فارغة. والسكان يغادرون المنطقة بسرعة”.

من ناحية أخرى، قال الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في لندن أثناء عودته من واشنطن، إن باكستان طلبت من الولايات المتحدة “ملكية” الطائرات الأمريكية من دون طيار التي تستخدم لتنفيذ هجمات جوية على مناطق باكستانية. وقال، إن إسلام آباد “تتفاوض” مع الولايات المتحدة على “شروط” خاصة بتلك الطائرات التي كانت سبباً في التوتر بين واشنطن وإسلام آباد.

وفي تصريحات أخرى، قال زرداري، إن القتال ضد المسلحين في مناطق القبائل سيكون قتالاً طويلاً، مؤكداً أهمية هزيمتهم. وأكد في الوقت ذاته التلميحات إلى أن الترسانة النووية للبلاد في وضع خطر.

وذكرت وسائل الإعلام الأمريكية، أمس، أن الجيش الأمريكي قام بخطوة غير مسبوقة، إذ زود باكستان ببيانات جمعتها طائرات من دون طيار تحلق على طول الحدود بين باكستان وأفغانستان. إلا أنها قالت إنه “من غير الواضح” ما إذا كان التعاون سيستمر. ويعارض مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية القيام بعمليات مشتركة مع أجهزة الاستخبارات الباكستانية نظراً لتسرب معلومات تم توفيرها لباكستان قبل سنوات حول هجمات كانت مقررة بطائرات الاستطلاع، إلى المسلحين.