ارشيف من :آراء وتحليلات
صور عن أميركا

كتب محمد يونس
ظن المدافعون عن حقوق الانسان أنهم حققوا بداية انتصار على لا إنسانية الإدارة الأميركية السابقة وخاصة لجهة انتهاكاتها الفاضحة لحقوق وكرامات من كانت تعتقلهم في معتقلاتها في حربي أفغانستان والعراق، وذلك عبر قرار وزارة الحرب الأميركية نشر صور عن التعذيب الذي تعرّض له هؤلاء المعتقلون على أيدي محققين من الجيش الأميركي.
واعتقد هؤلاء أن المواطنين الأميركيين سيشاهدون أخيرا الانتهاكات اللاأخلاقية وسيفهمون مدى التجاوزات التي ارتكبتها إدارة بوش باسمهم، واتكلوا بذلك على ما أظهره الرئيس الأميركي باراك أوباما من رغبة في ترسيخ دولة القانون ومبادئ الأخلاق الأميركية وشفافية الإدارة في نظر العالم.
لكن الأماني لم تأت على قدر الوقائع، إذ ما إن صدر قرار من وزارة الحرب الأميركية بنشر صور التعذيب بناءً على قرار قضائي نجح في استصداره اتحاد الحريات المدنية الأميركي، حتى بادر الرئيس أوباما إلى الإعراب عن نيته استخدام سلطاته بمنع نشر هذه الصور، والحجة هي أن ذلك سيؤدي إلى تهديد الأمن القومي الأميركي، وسيضع قواته في أفغانستان والعراق في مواضع انتقامية خطيرة.
مرة أخرى يثبت الأميركيون أو من يحكمون الشعب الأميركي على تنوع انتماءاتهم أنهم لا يختلفون بشيء سوى ببعض التفاصيل التي تظهر الصورة الأميركية بأشكال متغايرة في بعض الأحيان، فسمعة الولايات المتحدة وأمنها القومي المزعوم هما أهم وأسمى من كل أولئك البشر الذين انتهكت حرماتهم وأولئك الذين تقطعت أوصالهم وتحولوا لأشلاء، فالعرق الأميركي ما يزال متفوقا على غيره من الأعراق، ولا يجوز تشويه سمعته بهذا الشكل المقيت ومن أجل من؟ من أجل حفنة من الناس لم يصلوا يوما إلى مصاف رعاة البقر والخنازير.
نشروا الصور أم لم ينشروها فإن ذلك لن يغير من حقيقة الصورة العنصرية للإدارة الأميركية بكل أوجهها.
الانتقاد/ العدد 1346 ـ 15 أيار/ مايو 2009
ظن المدافعون عن حقوق الانسان أنهم حققوا بداية انتصار على لا إنسانية الإدارة الأميركية السابقة وخاصة لجهة انتهاكاتها الفاضحة لحقوق وكرامات من كانت تعتقلهم في معتقلاتها في حربي أفغانستان والعراق، وذلك عبر قرار وزارة الحرب الأميركية نشر صور عن التعذيب الذي تعرّض له هؤلاء المعتقلون على أيدي محققين من الجيش الأميركي.
واعتقد هؤلاء أن المواطنين الأميركيين سيشاهدون أخيرا الانتهاكات اللاأخلاقية وسيفهمون مدى التجاوزات التي ارتكبتها إدارة بوش باسمهم، واتكلوا بذلك على ما أظهره الرئيس الأميركي باراك أوباما من رغبة في ترسيخ دولة القانون ومبادئ الأخلاق الأميركية وشفافية الإدارة في نظر العالم.
لكن الأماني لم تأت على قدر الوقائع، إذ ما إن صدر قرار من وزارة الحرب الأميركية بنشر صور التعذيب بناءً على قرار قضائي نجح في استصداره اتحاد الحريات المدنية الأميركي، حتى بادر الرئيس أوباما إلى الإعراب عن نيته استخدام سلطاته بمنع نشر هذه الصور، والحجة هي أن ذلك سيؤدي إلى تهديد الأمن القومي الأميركي، وسيضع قواته في أفغانستان والعراق في مواضع انتقامية خطيرة.
مرة أخرى يثبت الأميركيون أو من يحكمون الشعب الأميركي على تنوع انتماءاتهم أنهم لا يختلفون بشيء سوى ببعض التفاصيل التي تظهر الصورة الأميركية بأشكال متغايرة في بعض الأحيان، فسمعة الولايات المتحدة وأمنها القومي المزعوم هما أهم وأسمى من كل أولئك البشر الذين انتهكت حرماتهم وأولئك الذين تقطعت أوصالهم وتحولوا لأشلاء، فالعرق الأميركي ما يزال متفوقا على غيره من الأعراق، ولا يجوز تشويه سمعته بهذا الشكل المقيت ومن أجل من؟ من أجل حفنة من الناس لم يصلوا يوما إلى مصاف رعاة البقر والخنازير.
نشروا الصور أم لم ينشروها فإن ذلك لن يغير من حقيقة الصورة العنصرية للإدارة الأميركية بكل أوجهها.
الانتقاد/ العدد 1346 ـ 15 أيار/ مايو 2009