ارشيف من :أخبار لبنانية

هل تأخير انجاز البيان الوزاري لتأخير زيارة سليمان الى دمشق؟!

هل تأخير انجاز البيان الوزاري لتأخير زيارة سليمان الى دمشق؟!

كتب هلال السلمان 
لم يتصاعد الدخان الأبيض بعد من لجنة صياغة البيان الوزاري التي يرأسها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، والتي عقدت حتى الاثنين اكثر من ستة اجتماعات. وفي الوقت الذي تواصل فيه جميع القوى السياسية الممثلة في الحكومة وتحديدا في لجنة صياغة البيان الوزاري، إشاعة الاجواء التفاؤلية بموازاة التكتم على نقاشات اللجنة، فإن ثمة مؤشرات تدل على ان هناك قطبة "مخفية معلنة" تحول حتى الآن دون الانتهاء من صياغة البيان، وبالتالي الذهاب نحو جلسة للحكومة لإقراره، وتاليا الى الجلسة العامة لمجلس النواب التي تخصص لمنح الثقة للحكومة الجديدة.
الأوساط المتابعة تشير الى ان الأمور متوقفة الآن عند النقطة المركزية المتعلقة بالموقف من المقاومة.
وفي هذا السياق بدا واضحا ان فريق الرابع عشر من آذار ما زال يحاول "التشاطر" والسعي الى تجنب تأكيد حق المقاومة، وهو بالتالي يحاول الاشارة الى المقاومة بصيغة الماضي، وهو يرفض حتى الآن تضمين البيان الوزاري فقرة واضحة حول أحقية المقاومة. ويجهد كذلك لفرض معادلة مفادها ترحيل الموقف من المقاومة الى الحوار الذي سيرعاه لاحقا رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا.
لكن بالمقابل فإن المعارضة تؤكد ضرورة ان يتضمن البيان الوزاري عبارة صريحة عن أحقية المقاومة دون مواربة، وهي تشير الى ان هذا البيان يجب ان يأخذ بعين الاعتبار المعطيات الحاصلة على الارض، خصوصا ان الاحداث أثبتت ان خيار المقاومة هو الأجدى في مواجهة العدو. وخير شاهد على ذلك الانتصار الاخير الذي تحقق من خلال تحرير الاسرى وجثامين الشهداء الذي أعاد بلورة وحدة وطنية جامعة تجلت في احتفال استقبال الاسرى في المطار.
وفي هذا السياق ترى المعارضة ان المخرج ربما يكون باعتماد الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية في مطار بيروت الدولي خلال احتفال استقبال الاسرى، والذي أكد فيه اعتماد كل الوسائل المتاحة في مواجهة الاحتلال والسعي لتحرير الارض . وقد تجاوب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع هذا الخطاب وأكد في احتفال استقبال الاسرى في ملعب الراية موافقته عليه دون زيادة او نقصان، وبالتالي فإن المصادر تدعو فريق السلطة الى عدم ارتكاب أخطاء جديدة تدفعه الى خسائر سياسية جديدة مثلما كان ارتكابه لمثلها في السابق كلف خسائر كبيرة.
على ان المصادر لا تتوقع استعصاء التوصل الى حل في موضوع البيان الوزاري، خصوصا ان الاجواء السياسية الحاصلة توحي بانفراج داخلي تشير اليه بداية السعي الى حوار وتواصل بين حزب الله وبعض أفرقاء الموالاة الأساسيين، وفي مقدمتهم تيار المستقبل. وفي هذا الاطار بدأ الحديث مجددا عن التحضير للقاء بين الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري.
كذلك فإن أجواء الانفراج في العلاقة بين لبنان وسوريا التي تجلت بالدعوة الرسمية لزيارة دمشق التي تسلمها رئيس الجمهورية ميشال سليمان من وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبل ظهر الاثنين، تحتم الإسراع في انجاز البيان الوزاري، لأن الحديث يدور عن تلبية سليمان للزيارة في مهلة قصيرة، والأرجح قبل نهاية الشهر الجاري.
لكن تبرز في هذا السياق بعض التساؤلات عما اذا كان التأخير في انجاز البيان الوزاري له علاقة بالسعي لتأخير زيارة سليمان الى سوريا من قبل جهات معينة محلية وإقليمية ليست لها مصلحة في انطلاق سريع لتحسين العلاقات بين لبنان وسوريا، في استعادة لما جرى من تأخير في  تشكيل الحكومة، حيث لم تخرج الى النور الا قبل أربع وعشرين ساعة من زيارة سليمان الى باريس، وذلك بعد ضغوط مورست على الرئيس السنيورة وتيار المستقبل لوقف العرقلة. وتتساءل الاوساط المتابعة: هل عدم توجيه دعوة الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لزيارة دمشق له علاقة كذلك بتأخير انجاز البيان الوزاري، وبالتالي تأخير زيارة سليمان ردا على ذلك؟!
الانتقاد/ العدد1283 ـ 22 تموز/ يوليو 2008

2008-07-21