ارشيف من :أخبار عالمية

الأسيرات الفلسطينيات في المعتقلات الصهيونية يكبرن لإنجاز عملية الرضوان

الأسيرات الفلسطينيات في المعتقلات الصهيونية يكبرن لإنجاز عملية الرضوان
كتب حمزة البشتاوي

لقد أثبتت المقاومة صدقية الوعد وأنجزت عملية الرضوان لتحرير الأسرى وجثامين الشهداء، الذين يعودون الينا تظللهم الأعلام والرايات وتعزف لهم موسيقى الشرف، مرفوعين على الأكف في بهجة اللقاء وفرحة النصر التي وصلت الى قلوب الأسيرات وبدأنا بالتكبير والتهليل للنصر، ليؤكدن أن الشعب المتيم بالحرية يضرب الجدران بقيده علّ البحر يمضي صوب القضبان فتتكسر وهي تضم خلفها نساءً من صخر وياسمين، لا يهبن الموت ولا يركعن للسوط.. تلك هي المرأة الفلسطينية التي أدت دورا مميزا في المسيرة الوطنية الجهادية للشعب الفلسطيني، وساهمت بشكل كبير في كل المجلات والنواحي النضالية، ووقفت جنبا الى جنب مع الرجل تتحمل أعباء الحياة الصعبة والمعاناة القاسية التي يسببها وجود الاحتلال وإرهابه.. وقد تعرضت المرأة الفلسطينية لشتى أنواع القهر والمعاناة والظلم تحت الاحتلال ابتداءً بالاعتقال وانتهاءً بالاستشهاد مرورا بتحمل الغياب القسري للزوج أو الأب أو الأخ أو الابن. وكانت المرأة الفلسطينية وما زالت عرضة لسياسات الاحتلال القمعية وإجراءاته التعسفية التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني.
يعيش اليوم في سجون الاحتلال الصهيوني ثمانون أسيرة فلسطينية من بينهن أسيرتان مع طفليهما، هما الطفلان يوسف وغادة، بعد ان غادرت عائشة حضن أمها الأسيرة عطاف عليان. وتواجه الأسيرات الفلسطينيات أبشع أنواع القهر والحرمان والتعذيب داخل المعتقلات الصهيونية، كالحرمان من زيارة الأهالي والإهمال الطبي وسوء التغذية والتصعيد من سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي والاحتجاز في غرف وأقسام تفتقر الى الحد الأدنى من شروط الحياة الآدمية.
أسيرات يلدن في المعتقلات
ومن بين الأسيرات اللواتي أنجبن أطفالهن داخل المعتقلات الصهيونية الأسيرات ميرفت طه ومنال غانم وسمر صبيح وعطاف عليان، وآخرهن الأسيرة فاطمة الزق التي أنجبت طفلها يوسف في 17/1/2008. وهناك حوالى 22 أسيرة أمهات ولديهن أبناء في الخارج، وأسيرات هن وأزواجهن داخل الأسر يقدمن نموذجا في الصلابة والصمود والإيمان في مواجهة السجن والسجان، ويتحولن الى مدرسة جهادية تؤكد دور المرأة المميز في مسيرة كفاح وجهاد الشعب الفلسطيني، وقد كان لها دور مميز في العمل الجهادي بكل أشكاله. ومنهن على سبيل المثال لا الحصر الشهيدة شادية أبو غزالة وهبة دراغمة وهنادي جردات وآيات الأخرس والشهيدة دلال المغربي التي تحرر جثمانها بعملية الرضوان مما يسمى مقبرة الأعداء أو مقبرة الأرقام، لتكرم وتنفذ وصيتها بعودة جثمانها لاحقا الى فلسطين، والحفاظ على المقاومة كما قالت في وصيتها التي قالت فيها أيضا ان المفاوضات مع الاحتلال خيانة للوطن ودماء الشهداء.
نماذج قاسية
ومن نماذج الممارسات الصهيونية مع الأسيرات، إضافة للضرب والإهانة والترهيب والترويع، فإن السجانين الصهاينة يقومون باقتحام غرفهن ليلا دون أن يتمكن من وضع المناديل على رؤوسهن، وأحيانا يجري تمزيق المناديل والجلاليب.. وتتكاثر الفئران في غرفهن، ويتعمد السجانون الصهاينة وضع السجينات الجنائيات الصهاينة في أقسام الأسيرات الفلسطينيات نفسها، حيث يقمن بمضايقتهن بشكل مستمر وإزعاجهن بالصراخ أثناء أدائهن الصلاة، وإطلاق الشتائم وسب الذات الإلهية والألفاظ القذرة، إضافة الى عمليات رش الغرف بخراطيم المياه. ولكنهن بسلاح الإيمان والصمود يواجهن السجن والسجان، وقد أكدت تجربة الأسيرات المناضلات عمق وكثافة التجربة التي خاضتها وتخوضها المرأة الفلسطينية المجاهدة، وصلابتها أمام قسوة الأوضاع ووحشيتها. وتبقى هذه التجربة المستمرة جزءاً من الصراع الطويل والمرير مع الاحتلال وقيده الذي لن ينكسر إلا بالمقاومة التي أكدت قدرتها على تحرير الأسرى من سجون الاحتلال الصهيوني. واليوم، وبعد عملية إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين وأسرى فلسطينيين وتحرير جثامين الشهداء بفعل المقاومة، فإن الأسيرات الفلسطينيات لا يراهنّ الا على المقاومة لتحقيق حريتهن وفك أسرهن الذي لن يدوم طويلا.

الانتقاد/ العدد1283 ـ 22 تموز/ يوليو 2008
2008-07-22