ارشيف من :أخبار عالمية

حلقة جديدة في مسلسل معاناة الغزيين..

حلقة جديدة في مسلسل معاناة الغزيين..
غزة ـ فادي عبيد
حلقة جديدة في مسلسل معاناة الغزيين..
"قد لا يعني الكثير بالنسبة الى الإنسان أن يحرم  من الترفيه عن نفسه، لكن حرمانه قسراً من أداء عبادته أو إكمال تعليمه أو علاجه يعني كل شيء.. هكذا أضحى واقع الآلاف من الغزيين الذين من بينهم: حجاج وطلبة ومرضى، جراء أزمة جوازات السفر التي يشهدها قطاع غزة منذ عام، والتي أخذت بالتفاقم خلال الأشهر الماضية".
"المرض أتعبني، ولا أعلم كم بقي لي من العمر.. أنا فقط أريد أن أتمكن من الحج هذا العام، فمن يعلم هل أعيش إلى العام المقبل أم لا؟".. بهذه الكلمات لخص لنا المسن أبو حسن صافي (62 عاماً) أمنيته الأخيرة كما سمّاها.
يضيف صافي وقد بدا عليه الإعياء الشديد، أنه لم يتمكن من الحصول على جواز سفر، فيما زوجته تمتلك جوازاً قديماً ساري المفعول لعدة أشهر قادمة، وبالتالي قد يفقد فرصته الوحيدة والمتبقية لزيارة الديار الحجازية إذا ما جاء موعد الحج، بسبب عدم توافر جوازات السفر.
بينما يشدد الشاب محمد الأسدي وهو خريج وينوي السفر للعمل في الخارج، على ضرورة الإسراع في إنهاء هذه المشكلة وتوفير جوازات سفر لمن ينوي مغادرة القطاع لمتابعة مصالحه المعطلة منذ فترة طويلة، جراء إغلاق سلطات الاحتلال المعابر الحدودية. فيما عبر الشاب أحمد القدرة عن أمله في أن يتمكن من الحصول على جواز سفر في أقرب فرصة للالتحاق بجامعته مع بداية العام الدراسي الجديد في الجامعات المصرية التي انقطع عنها قبل حوالى عام.
من جانبها الحاجّة أم خالد إشتية التي شارفت على إنهاء العقد الخامس من عمرها، ناشدت كل الجهات المعنية فلسطينياً وعربياً ودولياً التدخل العاجل للتخفيف من معاناتها وآلاف المرضى الآخرين، وبذل كل الجهود لتوفير جوازات سفر لهم وتسهيل سفرهم للخارج لاستكمال علاجهم، حيث ان من بينهم حالات حرجة ومزمنة بحاجة لرعاية خاصة، والأجهزة الطبية المتقدمة غير متوافرة في القطاع.
عوائق وتحركات
"الانتقاد" حملت جانباً من هذه الصورة المأساوية بكل ما تحمل الكلمة من معنى إلى عاهد حمادة مدير داخلية غزة، الذي أكد أن قضية جوازات السفر من أكثر القضايا الحساسة التي تعيق العمل لدى الوزارة. مشيراً إلى أن قطاع غزة يحتاج في ظل الظروف الطبيعية من (700) جواز إلى (1000) يومياً.
وأوضح حمادة أن وزارته حصلت على (11) ألف نسخة تقريباً من دفاتر الجوازات منذ سيطرة حركة حماس على غزة من أصل (250) ألف نسخة لازمة للحالات والتحويلات المرضية والحالات الدراسية والإقامات، فضلاً عن تجديد جوازات المقيمين في الخارج.
وأرجع حمادة مشكلة الجوازات إلى أسباب عدة أبرزها: أن هذه الجوازات لا تُطبع فارغة إلا في فرنسا، ومسألة وصولها وتوزيعها في الضفة والقطاع في ظل إغلاق المعابر مشكلة كبيرة، حيث ان الاحتلال يعيق المعاملات الخاصة في غزة، إضافة إلى صدور نحو (7500) قرار لمّ شمل لسكان القطاع خلال الفترة الماضية، ما يعني أن هناك قرابة (25) ألف شخص من أصحاب لمّ الشمل يحتاجون إلى جوازات سفر.
وشدد المسؤول الفلسطيني على أن وزارته تبذل أقصى ما بوسعها عبر التواصل مع الجهات المعنية في رام الله وغيرها، للعمل على تجاوز هذه الأزمة في أقرب فرصة، لإفساح المجال أمام المواطنين لقضاء مصالحهم وحاجياتهم دونما تأخير.
ما بين الجهود والأمنيات ستبقى هذه المعاناة تراوح مكانها كسابقاتها، بانتظار حل يأمل الفلسطينيون أن يكون قريباً وبعيداً عن الاحتلال ومنغصاته.
الانتقاد/ العدد1283 ـ 22 تموز/ يوليو 2008
2008-07-22