ارشيف من :أخبار عالمية
انكسار دولة الطلائعية الصهيونية والإخفاق الإسرائيلي في كل الجبهات
كتب يحيى دبوق
أشارت صحيفة "هآرتس" قبل عدة أيام، في تزامن مع تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله، وكانعكاس لصورة لانكسار الاسرائيلي التي أعقبتها، ان "السياسة الإسرائيلية تعاني من إخفاق لافت تجاه الملفات الساخنة التي تواجهها، بدءا من الساحة الفلسطينية مرورا بالجبهة اللبنانية والسورية وصولا الى الملف النووي الإيراني"..
بالطبع تشير "ملاحظة" صحيفة "هآرتس" الى وصول الانخناق الإسرائيلي الى عنق الزجاجة، فلا هي تفلح في مواجهة الملفات الساخنة التي تواجهها، ومنها من يحمل تهديدا وجوديا بينها، وفي نفس الوقت تعاني من ازمة قيادة سياسية وعسكرية على صعيد الساحة الداخلية الاسرائيلية، وصلت بها الى حد التشبث بالكرسي والمنصب، على حساب المصلحة الإسرائيلية العامة.
تظهر المعطيات على الصعيد الفلسطيني أن مسار أوسلو بما يعنيه كمسار تسوية، لم يعد حيا. لقد أنهى الاسرائيلي هذا المسار عمدا، شاء او ابى، لعدم قدرته على "هضمه"، برغم انه يصب دون تنازع في المصلحة الإسرائيلية العامة. ففي قراءة استراتيجية للصراع العربي الإسرائيلي، مع لحاظ جوهر هذا الصراع وهو القضية الفلسطينية تحديدا، نجد ان اتجاه الصراع نحو إيجاد تسوية يعني ان الاستراتيجية الاسرائيلية المفترض انها تسعى الى تطبيع وجودها في المنطقة بين شعوب رافضة لها، هي استراتيجية ناجحة.. أما موت التسوية ومساراتها فليست سوى موت وانكسار لهذه الاستراتيجية الاسرائيلية المفترض انها تعبر عن المصلحة الاسرائيلية..
على صعيد الجبهة اللبنانية والسورية يبدو الانكسار الإسرائيلي واضحا جدا. فإضافة الى صفقة التبادل التي تشير الى ان آخر سطر من ملحمة الهزيمة الإسرائيلية قد أُنهيت كتابته، وبإمضاء اسرائيلي..أبحت المقاومة اللبنانية التي سعت اسرائيل الى كسرها او إهائها في حرب 2006، باتت الآن اكثر قدرة ومنعة من ذي قبل، كما انها أصبحت اكثر حضورا ورسوخا في الساحة اللبنانية نفسها تجاه أفرقاء راهنت عليهم "اسرائيل" ما بعد الحرب.
في الجانب السوري انعكست اللاءات الإسرائيلية التي جرى رفعها طوال سنوات، الى استجداء اسرائيلي واضح للجلوس مع السوري حول طاولة التفاوض، ولا يعني ذلك سوى انكسار لكل الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه دمشق التي أثبتت خلال السنوات الأخيرة قدرتها على الصبر وتحمل الضغوط.
لجهة الملف النووي الإيراني لم يعد أمام اسرائيل سوى الصراخ ومزيد من الصراخ، برغم ان الدولة العبرية تحرص ان لا يكون صراخها فارغا.. لكن من ناحية عملية يعلم القادة الاسرائيليون ان الملف النووي الايراني قد سلك رغماً عنهم وتجاوز مرحلة الخطر، واذا ما قامت الولايات المتحدة الاميركية نفسها بالالتفاف على استراتيجية المواجهة القائمة منذ سنوات ضد ايران، فهذا يعني بالتبعية ان الاستراتيجية الاسرائيلية التي تعتاش على التحريض ضد طهران، قد أصيبت هي الأخرى بالانكسار والهزيمة أمام الإصرار الايراني.
وما غفل عن طهآرتس"، هو ان "اسرائيل" تعاني من انكسار في الساحة الداخلية الاسرائيلية نفسها، اضافة الى إخفاقها في ساحات المواجهة الاخرى، وهو ما يثبت من جديد ان أسوأ قيادة مرت على الدولة العبرية هي القيادة الاسرائيلية الحالية، التي تفضل مصالحها الخاصة على مصالح الجماعة، وهو مؤشر على ان "الدولة الطلائعية" التي يتغنى بها الاسرائيليون، أي دولة الخمسينيات والسيتينيات، التي كانت تواجه قيادات ودول التراجع العربي، هي دولة قد ولت مع بزوغ زمن انتصارات الطرف الآخر.
الانتقاد/ العدد1283 ـ 22 تموز/ يوليو 2008
أشارت صحيفة "هآرتس" قبل عدة أيام، في تزامن مع تنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله، وكانعكاس لصورة لانكسار الاسرائيلي التي أعقبتها، ان "السياسة الإسرائيلية تعاني من إخفاق لافت تجاه الملفات الساخنة التي تواجهها، بدءا من الساحة الفلسطينية مرورا بالجبهة اللبنانية والسورية وصولا الى الملف النووي الإيراني"..
بالطبع تشير "ملاحظة" صحيفة "هآرتس" الى وصول الانخناق الإسرائيلي الى عنق الزجاجة، فلا هي تفلح في مواجهة الملفات الساخنة التي تواجهها، ومنها من يحمل تهديدا وجوديا بينها، وفي نفس الوقت تعاني من ازمة قيادة سياسية وعسكرية على صعيد الساحة الداخلية الاسرائيلية، وصلت بها الى حد التشبث بالكرسي والمنصب، على حساب المصلحة الإسرائيلية العامة.
تظهر المعطيات على الصعيد الفلسطيني أن مسار أوسلو بما يعنيه كمسار تسوية، لم يعد حيا. لقد أنهى الاسرائيلي هذا المسار عمدا، شاء او ابى، لعدم قدرته على "هضمه"، برغم انه يصب دون تنازع في المصلحة الإسرائيلية العامة. ففي قراءة استراتيجية للصراع العربي الإسرائيلي، مع لحاظ جوهر هذا الصراع وهو القضية الفلسطينية تحديدا، نجد ان اتجاه الصراع نحو إيجاد تسوية يعني ان الاستراتيجية الاسرائيلية المفترض انها تسعى الى تطبيع وجودها في المنطقة بين شعوب رافضة لها، هي استراتيجية ناجحة.. أما موت التسوية ومساراتها فليست سوى موت وانكسار لهذه الاستراتيجية الاسرائيلية المفترض انها تعبر عن المصلحة الاسرائيلية..
على صعيد الجبهة اللبنانية والسورية يبدو الانكسار الإسرائيلي واضحا جدا. فإضافة الى صفقة التبادل التي تشير الى ان آخر سطر من ملحمة الهزيمة الإسرائيلية قد أُنهيت كتابته، وبإمضاء اسرائيلي..أبحت المقاومة اللبنانية التي سعت اسرائيل الى كسرها او إهائها في حرب 2006، باتت الآن اكثر قدرة ومنعة من ذي قبل، كما انها أصبحت اكثر حضورا ورسوخا في الساحة اللبنانية نفسها تجاه أفرقاء راهنت عليهم "اسرائيل" ما بعد الحرب.
في الجانب السوري انعكست اللاءات الإسرائيلية التي جرى رفعها طوال سنوات، الى استجداء اسرائيلي واضح للجلوس مع السوري حول طاولة التفاوض، ولا يعني ذلك سوى انكسار لكل الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه دمشق التي أثبتت خلال السنوات الأخيرة قدرتها على الصبر وتحمل الضغوط.
لجهة الملف النووي الإيراني لم يعد أمام اسرائيل سوى الصراخ ومزيد من الصراخ، برغم ان الدولة العبرية تحرص ان لا يكون صراخها فارغا.. لكن من ناحية عملية يعلم القادة الاسرائيليون ان الملف النووي الايراني قد سلك رغماً عنهم وتجاوز مرحلة الخطر، واذا ما قامت الولايات المتحدة الاميركية نفسها بالالتفاف على استراتيجية المواجهة القائمة منذ سنوات ضد ايران، فهذا يعني بالتبعية ان الاستراتيجية الاسرائيلية التي تعتاش على التحريض ضد طهران، قد أصيبت هي الأخرى بالانكسار والهزيمة أمام الإصرار الايراني.
وما غفل عن طهآرتس"، هو ان "اسرائيل" تعاني من انكسار في الساحة الداخلية الاسرائيلية نفسها، اضافة الى إخفاقها في ساحات المواجهة الاخرى، وهو ما يثبت من جديد ان أسوأ قيادة مرت على الدولة العبرية هي القيادة الاسرائيلية الحالية، التي تفضل مصالحها الخاصة على مصالح الجماعة، وهو مؤشر على ان "الدولة الطلائعية" التي يتغنى بها الاسرائيليون، أي دولة الخمسينيات والسيتينيات، التي كانت تواجه قيادات ودول التراجع العربي، هي دولة قد ولت مع بزوغ زمن انتصارات الطرف الآخر.
الانتقاد/ العدد1283 ـ 22 تموز/ يوليو 2008