ارشيف من :أخبار عالمية

«هآرتس»: الرئيس الاميركي يعلن خطته للسلام في «خطاب القاهرة»:إبهام نتنياهو وصراحة أوباما وابتسامات فوق جبل خلافات

«هآرتس»: الرئيس الاميركي يعلن خطته للسلام في «خطاب القاهرة»:إبهام نتنياهو وصراحة أوباما وابتسامات فوق جبل خلافات

السفير 20/5/2009

أنهى لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأميركي باراك اوباما، أسابيع من الترقب والتكهنات حول طبيعة هذا الاجتماع والعواقب التي ستنجم عنه. ورغم أن الرجلين «اتفقا على ألا يتفقا»، وفق عنوان «يديعوت أحرونوت»، فإن السماء لم تسقط على الأرض جراء استمرار الخلاف بينهما.
وبدا للجميع أن اوباما ونتنياهو لم يعمدا إلى إخفاء الخلافات بينهما، وشددا مع ذلك على إمكان تعزيز الصداقة، «رغم الخلاف». وبحسب كل التقارير، فإن الخلاف كان عميقا بين نتنياهو واوباما حول كل من المشروع النووي الإيراني وحل الدولتين. لكن هذا لم يمنع ظهور الابتسامات على وجهيهما، واندفاع عدد من المرافقين للحديث عن «تفاهمات» هنا وهناك.

فالخلاف، بحد ذاته، ليس إنجازا يعود به بنيامين نتنياهو إلى إسرائيل، خصوصا ان مسؤولين أميركيين يؤكدون أن اوباما سيعلن خطة سياسية للسلام عند زيارته المقبلة للعاصمة المصرية. ومن البديهي أن عرض خطة كهذه، من دون تنسيق أو تشاور مكثف مع إسرائيل، يعتبر عملا «غير ودي» من جانب الإدارة الأميركية.
وبحسب مقربين من نتنياهو، فإن طواقم عمل أميركية بدأت فور انتهاء اللقاء مع اوباما اتصالاتها للتوصل إلى تفاهمات. وفي هذا السياق، اجتمع نتنياهو في لقاء عمل مع كل من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومستشار الأمن القومي جيمس جونز. وأوحى المقربون من نتنياهو بأنه خرج راضيا من اللقاءات في كل ما يتعلق بالخطر الإيراني. وأشاروا إلى ان «هناك إقرارا واتفاقا على هدف مشترك، وهو منع إيران من امتلاك قدرة نووية عسكرية. وسنشدد على المنع ونبقي كل الخيارات مفتوحة لتحقيق الهدف».

وكتب بن كسبيت في «معاريف» أنه «بجلوسهما، الواحد بجوار الآخر في الغرفة البيضاوية، جسد بنيامين نتنياهو وباراك اوباما فوارق المكانة بينهما. اوباما تحدث إلى الكاميرات، ونظر إلى حزام الصحافيين الذين أحاطوا به، وقال كل ما في قلبه. وهو لم يوفر شيئا عن نتنياهو. وكان إبهام يد نتنياهو الأيمن يتحرك في حضنه بعصبية. وما ان حان دوره، حتى صوب نتنياهو ناظريه نحو اوباما، تطلع إليه في عينيه، وببساطة تحدث إليه». وأشار كسبيت إلى أن نتنياهو «سعى لنيل رضا اوباما، وحاول أن يخلق ربطا، وحميمية. ولو بالقوة. وليس من الواضح، في هذه المرحلة، إذا كان قد نجح».

كما أن ناحوم بارنيع كتب في «يديعوت» ان «زيارات رؤساء وزراء اسرائيل للغرفة البيضاوية تحمل بشكل عام طابع اللقاءات المتكررة: الجميع يعرف الجميع ويحب الجميع. وحتى لو كان الحب اضطراريا، معلقا بشيء ما، فلا توجد صعوبة في التظاهر به امام وسائل الإعلام. إذ اننا جميعنا أسرة سعيدة واحدة. ولم يكن هذا هو الحال أمس. اوباما ونتنياهو كان مكفهري الوجه ورسميين بقدر ما يمكن للسياسيين أن يكونوا كذلك. لعل هذا هو الوضع: من الصعب قص النكات حين يكون الموضوع هو التهديد الايراني. لعل هذا هو تطلعهما كلاهما لاظهار الجدية».

وأشار بارنيع إلى أن «نتنياهو استمد التشجيع من تركيز اوباما على السلام الإقليمي. اوباما يتوقع من الدول العربية ان تقوم بخطوات تطبيع تجاه اسرائيل بالتوازي مع تقدم المفاوضات مع الفلسطينيين. في العالم المثالي، هذه الصيغة كانت ستكون أساسا رائعا للحل: السعوديون يبيعوننا النفط، الكويتيون يشترون منا التكنولوجيا العليا، ونحن نزيل حواجز ونبحث مع (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) ابي مازن في موضوع القدس وحق العودة. اما في العالم الحقيقي، فأخشى ان يكون الحديث يدور عن صيغة للجمود: السعوديون لن يبيعونا النفط، والكويتيون لن يشتروا منا التكنولوجيا العليا، ونحن نكون معفيين من الحاجة للتصدي لمسألة المناطق».

وكتب الوف بن في «هآرتس» ان «لقاء نتنياهو واوباما سار وفقا للتوقعات: الرئيس اظهر صداقة مضبوطة، غطت على خلافات الرأي الشديدة في المضمون. نتنياهو روى للصحافيين لدى خروجه، انه يتوقع ولادة ثنائي جديد بين الرئيس ورئيس الوزراء، مثلما كان في تاريخ العلاقات الخاصة بين اسرائيل والولايات المتحدة وبين اميركا وبريطانيا. وكما هو متوقع، وصف اللقاء بانه جيد جدا وودي، واوباما أثنى على رئيس الوزراء علنا لكفاءاته السياسية ومعرفته التاريخية، وقدر ان نتنياهو سيتخذ في فترة ولايته قرارات استراتيجية لأمن اسرائيل».

وأشار بن إلى أن اوباما «يعتزم الخروج بمبادرة سلام اميركية جديدة، سيعرضها في خطابه في القاهرة في 4 حزيران المقبل. لا ريب في أنه ستكون فيها كل الأسس غير المريحة لنتنياهو: دولتان، وقف المستوطنات، حل البؤر الاستيطانية. رئيس الوزراء يفضل التركيز على الجوانب الايجابية: دعوة الدول العربية لإسراع التطبيع مع اسرائيل. الزعيمان اختارا ان يضعا جانبا القناة السورية، ولم يتحدثا عن إحياء المفاوضات مع سوريا. وهما يعطيان أولوية واضحة للقناة الفلسطينية مع تعزيزات تطبيعية من الدول العربية. نتنياهو يأمل ان تشطب المبادرة الجديدة عن جدول الاعمال الالتزامات القديمة لخريطة الطريق وتعرض سجلا اكثر راحة لإسرائيل. في الأسبوعين القريبين، سيجتهد كي يؤثر على تصميم خطاب القاهرة لاوباما».

واعتبر شمعون شيفر في «يديعوت» ذأنه «بعد أسابيع طويلة من التوتر، ورغم الاستعدادات الكثيفة ومحاولات التهدئة، طافت وصعدت للمرة الاولى كل الخلافات بين نتنياهو واوباما. في الختام، عقد مؤتمر صحافي مريح. لكن خلف الابتسامات، اختفت الخلافات العديدة التي تكاد تكون تقريبا في كل المواضيع المشتعلة».
وأوضح شيفر أنه كان مهما لنتنياهو «التركيز على التهديد الايراني والتشديد على أن مهمة حياته هي إزالته. وأنصت الرئيس باهتمام شديد لكنه لم يقتنع بوجوب تحديد موعد نهائي للايرانيين وعدم منحهم الفرصة لاستخدام المحادثات كذريعة لاستمرار التطوير النووي.. أنا لا أرى سببا يدعونا الى طرح موعد نهائي مصطنع للدبلوماسية حيال ايران، قال اوباما بعد اللقاء ورفض تكرار التزامه العلني الماضي بوضع كل الخيارات على الطاولة».



2009-05-20